أُقيمت اليوم الاثنين - بالتوقيت المحلي الأمريكي - جنازة لأمريكي من أصل أفريقي، لقى حتفه في ال19 من الشهر الجاري متأثرًا بجروح خطيرة أصيب فيها في عنقه أثناء اعتقاله في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية. وشارك ألاف الأشخاص في هذه الجنازة التي أُقيمت في إحدى الكنائس بالمدينة، لتشييع جثمان "فريدي غراي" الذي اعتقل من قبل الشرطة الأمريكية في ال12 من الشهر الجاري، على خلفية حيازته سكينًا، حيث قام رجال الشرطة بتكبيل يديه وإدخاله إلى سيارتهم، ثم نُقل إلى المستشفى عقب ذلك، وتوفي في 19 من الشهر ذاته، متأثرًا بإصابته في عموده الفقري. وفي كلمته التي ألقاها في الجنازة شدد "بيل كورفي" محامي عائلة "غراي" على ضرورة كشف حقيقة رجال الشرطة الستة الذين قاموا بتوقيف الأخير، للرأي العام، معربا عن أمله في أن تستجيب السلطات لمطلبه وتكشف ملابسات الواقعة، بحسب قوله. وعقب انتهاء مراسم الجنازة التي شارك فيها أعضاء من الكونغرس، وقعت احتكاكات بين رجال الشرطة ومجموعة من الأشخاص معظمهم من طلاب الثانوية احتشدوا بالقرب من مركز للتسوق في المدينة، ولقد شهدت هذه الاشتباكات إصابة مصور الأناضول "صمويل كوروم" أثناء تغطيته للأحداث، حيث أُصيب في كتفه بحجر، لكن حالته الآن جيدة. وعند مكان قريب من مكان توقيف الشاب القتيل، اندلعت الأحداث بشكل أكبر وخرجت عن السيطرة، إذ بدأ المتظاهرون يلقون الحجارة وزجاجات المياه الفارغة على رجال الشرطة، مما أسفر عن إصابة 7 منهم بحسب التقديرات الأولية. وذكرت أنباء تناولتها العديد من وسائل الإعلام المحلية، أن الحالة الصحية لرجل شرطة منهم خطيرة، وأن عظام بعضهم مكسرة. وفي الوقت الذي استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، قام المتظاهرون بتدمير مركبات الشرطة، وأشعلوا النيران في إحداها، كما وقعت حوادث سلب ونهب لبعض المحال. وقامت عمدة "بالتيمور" بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول الليلي وتم إستدعاء العديد من قوات الشرطة من أنحاء نفس الولاية ونشرهم داخل المقاطعة لإيقاف الاحداث كما تم نشر قوات من الحرس الوطني الامريكي لوقف التدهور . وأعلن البيت الابيض في امريكا أنه يراقب الاحداث بكل إهتمام وعن كثب في الوقت الذي تهد فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما بإيقاف الاحداث في أسرع وقت .