أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة أن المنطقة العربية وبفضل الاكتشافات التاريخية كانت مهد الكتابة. وأشار إلى دور العلماء العرب في الحفاظ على معارف الحضارات وتنشيط الترجمة وزيادة عدد المراجع والاهتمام بالنشر خلال العصور الذهبية للمنطقة. وأوضح القاسمي في الكلمة التي ألقاها أمس الأول ممثلا عن العالم العربي خلال الافتتاح الرسمي للدورة ال 44 من معرض لندن للكتاب 2015 الذي يقام في قاعة معارض أولمبيا في العاصمة البريطانية لندن، أن نهج إمارة الشارقة التي سارت عليه وإسهاماتها لإعادة جزء من ذلك الدور الذي كانت تلعبه المنطقة وكيف تتبنى مشروع النشر والاهتمام بالكتاب والترجمة من أجل إشباع رغبات تلك المجتمعات المتعطشة للمعرفة والثقافة والاطلاع. وأعرب حاكم الشارقة خلال الحفل الذي حضرته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين المؤسس الرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات عن شكره لجاكس توماس مديرة معرض لندن للكتاب على دعوتها ، مضيفا أن التواجد بالقرب من الكتب الرائعة المعروضة في معرض الكتاب يشعرنا بأننا بين أعز أصدقائنا. وتحدث في كلمته حول الإسهامات العربية وجهود العلماء العرب عبر العصور والأزمان في تطوير وخدمة النشر ، مشيرا إلى أن التاريخ والاكتشافات الأثرية على مر السنين تخبرنا بأن منطقة العالم العربي هي مهد الكتابة حيث أدرك أجدادنا الحاجة إلى التواصل الكتابي منذ آلاف السنوات وكتبوا على الحجارة وألواح الطين وجدران المعابد ولفائف ورق البردى وغيرها من وسائل الإعلام في المناطق المختلفة. وأضاف أنه في التاريخ الحديث أسهم علماء وكتاب من المنطقة العربية في الحفاظ على المعرفة من مختلف الحضارات فمنذ القرن السابع الميلادي ترجم علماء العرب العديد من نصوص العلماء والمفكرين المرموقين في الزمن الماضي إلى اللغة العربية واستمرت المساهمات لعدة قرون بعد ذلك ليس فقط في الترجمة ولكن في إعداد النصوص الفكرية والعلمية المرموقة. وبين أن العلماء في منطقتنا أسهموا ببناء المعرفة خلال الحضارات السابقة وقدموا مساهمات هامة في المجال العلمي والأكاديمي ورفعوا حدود المعرفة إلى أعلى المستويات في العديد من المجالات فضلا توثيق عملهم بكتب مخطوطة باليد باللغة العربية وترجم الكثير منها إلى اللغات اللاتينية والحديثة وأتيحت للباحثين والعلماء في أوروبا الى يومنا هذا. من جانب آخر، أشار القاسمي إلى أنه "لسوء الحظ" تلاشى تدريجيا خلال القرون الخمسة الأخيرة العصر الذهبي لهيمنة علماء وكتاب من العالم العربي ومناطق أخرى من العالم تولت مركز الصدارة في مجال الكتابة والنشر. لقد أدركنا نحن كأفراد وجماعات أخرى معنية في العالم العربي الحاجة الملحة للنهوض بصناعة النشر في منطقتنا وتعزيز عادات القراءة لشعبنا وخاصة الأجيال الشابة وأدركنا أهمية الاستفادة من أعمال العلماء العرب والمؤلفين للقراء خارج العالم العربي في لغاتهم الأصلية والعكس بالعكس . في الوقت الحاضر يوجد حوالي 400 مليون شخص في منطقتنا يتكلم معظمهم اللغة العربية كما أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم كتاب الإسلام المقدس ويزيد عن مليار شخص في جميع أنحاء العالم يتلون الآيات القرآنية باللغة العربية كل يوم كلهم قراء متعطشين كثيرا للأدب والنشر بنوعية عالية باللغة العربية واللغات الأخرى. وتطرق الدكتور سلطان خلال كلمته إلى نهج إمارة الشارقة في تبني مشروع النشر وخدمة الكتاب والكتاب موضحا أنه في العام 1982 تم إنشاء معرض الشارقة الدولي للكتاب وهو الآن رابع أكبر معرض للكتاب في العالم . وقد استضاف المعرض في عام 2014 ألفا و 250 عارضا من نحو 60 دولة وزاره خلال أيامه العشرة 1.4 مليون شخص من جميع الفئات العمرية. وقال إنه لتشجيع جميع أعضاء مجتمعاتنا على تعزيز عادات القراءة رفعنا مستوى المكتبات في كل مدرسة وتبرعنا بمكتبات صغيرة لكل الفئات العمرية في كل المناطق لتصلهم إلى منازلهم. كما أسست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مجموعة كلمات للنشر في عام 2007 وهي دار النشر الأولى المتخصصة في نشر كتب عالية الجودة باللغة العربية للأطفال في منطقة الخليج إضافة إلى إطلاق جوائز متعددة لأفضل معظم فئات كتب الأطفال والشباب وتمنح سنويا خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب . وحول جهود إمارة الشارقة على النطاق الدولي فقد تم استحداث جائزة في اليونسكو أطلق عليها جائزة الشارقة للثقافة العربية وذلك لتشجيع التواصل الثقافي بين البشر في جميع أنحاء العالم وتمنح كل عامين لاثنين من الكتاب الذين ساهمت أعمالهم وإنجازاتهم الفكرية المرموقة في تنمية وزيادة الوعي والمعرفة بالفن والثقافة العربية. وأضاف القاسمي أنه في العام 2004 كان العالم العربي ضيف شرف معرض فرانكفورت للكتاب وتم العمل مع ثمانية من دور النشر الألمانية لترجمة العديد من الكتب الرئيسية من العربية إلى الألمانية لعرضها للقراء الألمان في معرض الكتاب ، وكان العالم العربي محور سوق معرض كتاب لندن في العام 2008 لتسليط الضوء على أهمية منطقتنا لصناعة النشر. وأشار حاكم الشارقة إلى أهمية المناقشة مع دور النشر الكبرى في المملكة المتحدة مشاريع نشر من شأنها دعم أهدافنا في التفاهم عبر الثقافات .. لافتا إلى أنه في العام 2013 تم إطلاق منح سنوية للترجمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب لتشجيع ترجمة الكتب من وإلى اللغة العربية. من جهتها ألمحت مديرة معرض لندن للتعاون والتوأمة الثقافية ما بين معرضي لندن والشارقة الدولي للكتاب عارضة لإنجازات معرض لندن طوال عقوده الأربع وكيف عمل على تأسيس منصة عالمية للتواصل الثقافي والحضاري بين شعوب العالم. وتضمن حفل الإفتتاح كلمة جمهورية المكسيك ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض واختتم الحفل بتبادل الهدايا التذكارية.