«بياع القلوب» متهم بالعمالة لاستخبارات أجنبية ولحزب الله انفصاله عن زوجته سهل مهمة «الأسير» في استقطابه للتشدد «جبهة النصرة»: نعيذك بالله من الانتكاسة بعد الهداية موجة عارمة من الجدل أثارها خبر اعتزام المطرب اللبناني المعتزل فضل شاكر العودة مجددا للغناء، بعد مضي ثلاثة أعوام كاملة على مقاطعته الفن، واتهامه بالتأثر بالشيخ أحمد الأسير والانضمام للجبهة السلفية اللبنانية، وملاحقته قضائيا بتهمة التورط في أحداث عنف ورفع السلاح في وجه الجيش اللبناني. الفنان اللبناني فاجأ محبيه مؤخرا بالظهور وهو حليق اللحية على شاشة قناة"LBC" اللبنانية، وتحدث عن علاقته بالشيخ أحمد الأسير، وسبب تشدده وعلاقته بالسيدة بهية الحريري، دون أن يوضح ما إذا كان سوف يعود للفن والغناء مرة أخرى، وإن كان قد ألمح إلى رغبته في العودة لحياته الطبيعية بين أهله وأصدقائه، والتخلص من كل ما نسب إليه من تهم، مشيرا إلى أنه كلف المحامية مي خنسا بتولى مهمة الدفاع عنه. ونفي شاكر الاتهامات الموجهة له بقتال الجيش اللبناني، بعدما صدر ضده وشيخه حكما بالإعدام على خلفية مشاركته في معركة "عبرا" بمدينة صيدا جنوبلبنان، التي وقعت في يونيو 2013 بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني، وراح ضحيتها 18 جنديا وما يقرب من مائة مصاب آخرين، مقابل سقوط 11 من أنصار الأسير.. وهي المعركة التي وصفها بقوله: "عندما اندلعت معركة عبرا كنت نائما واستيقظت على أصوات الرصاص، وعندما هدأ القصف انتقلت إلى مخيم عين الحلوة". محامية المطرب اللبناني، الذي يحلو لمعجبيه أن يلقبوه ب"ملك الرومانسية"، لم تتوان بدورها في التأكيد خلال حوارها ببرنامج "صباحك مصري"، الذي تبثه قناة "إم بي سي مصر 2"، على أن فضل قرر ترك الجو المتشدد الذي كان يعيش فيه بعد أن أثر عليه الشيخ أحمد الأسير، وأنه قرر العودة إلى حياته الطبيعية، بعد اكتشافه أن ما كان فيه ليس له أي علاقة بالدين، نافية ما تردد عن اشتراكه مع جماعات إرهابية في أعمال عنف أو قتل جنود من الجيش اللبناني. وأضافت: "فضل لم يشارك في أحداث عبرا المتهم على خلفيتها بالإعدام سوى بالإنشاد، والوقائع التي سردها لي فضل شاكر أكدت لي أنه تعرض للظلم، وأن المواد التي يحاكم وفقها لا تتلاءم والتهم الموجهة له، وقال لي ان الإعلام تسبب في أذاه"، لافتة إلى أن "هناك نقاط قانونية وقضائية عديدة في صفه، والتهمة الوحيدة التي يمكن توجيهها له هي تهمة القدح والذم... وأنا وافقت على الدفاع عنه بعدما راجعت موقفه القانوني واستمعت إليه وروى لي كل شيء". علاقات استخباراتية واللافت للنظر هنا أن ظهور شاكر الأخير تزامن مع أنباء ترددت في الأوساط السياسية والفنية بلبنان عن وجود صفقة تقضي بتوبة شاكر والعفو عنه مقابل تسليم نفسه للأجهزة الأمنية، حسبما نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إلا أن الجيش اللبناني نفى ذلك مؤكدا أن "قيادة الجيش غير معنية من قريب أو بعيد بهذه التسويات، وأن المعالجة الوحيدة لقضية المطلوب المذكور تكمن في مبادرته إلى تسليم نفسه إلى الجيش أو القوى الأمنية". في المقابل، نقل البعض روايات مفادها أن شاكر، المولود بمدينة صيدا في الجنوباللبناني عام 1969، تربطه علاقات وثيقة بعائلة الحريري وبأجهزة الاستخبارات العالمية، وزعم أصحاب تلك الروايات أنه كان يلعب دورا من داخل التيار السني اللبناني لصالح الشيعة والجيش اللبناني وحزب الله . بيد أن تلك الاتهامات قد تدحضها مواقف أخرى مناقضة، فقد سبق للمطرب اللبناني الشهير أن هاجم حزب الله وزعيمه حسن نصر الله واصفا إياه بأنه "حسن نصر الشيطان" وأن حزبه "حزب الشيطان"، فضلا عن اتجاهه بعد الاعتزال إلى الإنشاد الديني، حيث غنى "سوف نبقى هنا" و"الموت ليس يخيفني" و"دمشق في القلب". رسالة «النصرة» يبدو أن إعلان شاكر توبته وانسلاخه من حياة التشدد لن يكون بالأمر السهل، وخاصة بعد أن وجه له القيادي السلفي السعودي المعروف عبد الله المحيسني، أحد قادة جبهة النصرة في سوريا، رسالة نشرها موقع "سي إن إن" بالعربية، قال فيها: "أخي فضل لم أكن أعرفك حينما كنت مغنيًا، ولكني عرفتك مجاهدًا حرضًا منشدًا فأحببتك في الله، ثم ها أنا أفاجأ بك قد تركت طريقًا لا أشك أنك ذقت لذته، ونهلت من حلاوته، ولكن لا يخفى أن للإيمان ذروة وفترة، ولعل لطريق الجهاد مشقة". وأضاف المحيسني: "أمم مسيرك وكن داعية إلى الله بصوتك ومالك وجهدك، فإذا لم تستطع طريق الجهاد فدونك طريق الدعوة إلى الله، فإن عجزت وكسلت فإني أعيذك بالله يا فضل من الحور بعد الكور والانتكاسة بعد الهداية، فإن لم تكن رأسا في الحق فلا تكن رأسا في الباطل.. إني أعيذك بالله أن تعتلي مسارح اللهو والغناء تشمت بك أهل الباطل.. لا تعتلي منابر الباطل فتنال إثمك وإثم من يتابعك". الاعتراض على عودة "ملك الرومانسية" للغناء مرة أخرى لم تتوقف فقط على الجماعات الدينية المتشددة، بل امتدت أيضا لتثير حولها موجة من الانقسام داخل الأوساط الفنية نفسها، حيث أبدت الفنانة دوللي شاهين اعتراضها على عودة فضل شاكر للظهور مرة أخرى على وسائل الإعلام، مؤكدة أن فنه لن يغفر له انضمامه إلى الجماعات الإرهابية. وكتبت دوللي عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي: "يعني إذا فنان صار مغفورة له خطاياه، فيه يقتل أو يحرض عالقتل والإرهاب والإجرام"، مضيفة: "لكان خلينا نسامح كل المجرمين والإرهابيين، ما حداً أحسن من حد، أو يمكن دم الجيش صار رخيص، او حتى ما الو قيمة يا عيب الشوم". أما المطرب وائل جسار فقد أكد خلال حوار مع مجلة "سيدتى" على أن الوسط الفنى خسر صوتا من أفضل الأصوات، وأن من حق فضل شاكر العودة للغناء، مشيرا إلى أنه برئ حتى تثبت إدانته، ومن حقه أن يغنى ويسمعه جمهوره. «بياع القلوب» بدأ شاكر مشواره الفني مبكرا من خلال الحفلات الصغيرة والمناسبات، متأثرا بأعمال كبار الفنانين مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وأطلق ألبومه الأول عام 1998 تحت اسم "والله زمان"، وتلاه ألبوم "بياع القلوب"، لتتوالى بعدها أعماله الفنية عقب اتحاد شركة "الخيول" للإنتاج مع شركة "روتانا"، ويزيد عدد ألبوماته عن 10 بالإضافة إلى الأغنيات المنفردة. وفي عام 2012 أعلن اعتزال الغناء خلال ظهوره على قناة الرحمة، مبررا قراره بأسباب دينية وبقناعته بحرمة الغناء، فضلا عن أسباب أخرى سياسية بعد أحداث الثورة السورية، التي دفعته للمشاركة في مظاهرات ضخمة بالعاصمة بيروت لرفض الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب السوري. وعزا البعض آنذاك قرار شاكر باعتزال الغناء إلى ظروف عائلية عصفت بحياته الشخصية، من بينها انفصاله عن زوجته ونجاح الشيخ الأسير في استقطابه للتيار السلفي، وخاصة بعد ثورات الربيع العربي، حيث فرا معا إلى مخيم عين الحلوة بالجنوباللبناني بعد معارك "عبرا"، وهو معقل لمتشددين إسلاميين من تنظيمي "فتح الإسلام" و"كتائب عبد الله عزام".