تحدثت الكاتبة صفاء عبد المنعم عن غرامها بالكتابة منذ الصغر ، حين كانت تستمع لحكايات جدتها التى أعدتها ملهمتها الأولى عن أمنا الغولة و الشاطر حسن وست الحسن و الجمال ، و هى من شجعتها على الإمساك بالقلم لترسم الحكايات ، و كانت تلقى الشعر فى الإذاعة المدرسية ، و كانت تساعد الأحبة المقهورين من صديقاتها فى المرحلة الثانوية بجوابات الحب ، هكذا بدأت حكاية غرامها بالكتابة و البحث عن كل ما هو جديد و مختلف . و أضافت صفاء فى شهادتها الروائية بملتقى الرواية فى الأوبرا ، أنها كانت مغرمة على وجه التحديد بالجذور التاريخية للهوية المصرية ، و مع الوقت أصبحت علاقتها بالكتابة غير مستقرة ، و اتجهت للقراءة فى السياسة لفهم ما يحدث من حولها . واحتدم الصراع بداخل المبدعة بين الإبداع و السياسة ، و لكن انتصرت الكتابة ، لتخرج مجموعتها الأولى " تلك القرى تغرينى بسيقانها العارية " عام 1990 ، قائلة عنها : انها كتابة الجسد و القلب الرومانتيكى تبحث عن الذات الضائعة فى حوارى العاصمة و مقاهيها . و قالت الكاتبة أنها تتهم نفسها دوما بالتسرع ، فتكتب و كأن الشخصيات تقف أعلى رأسها صارخة " نريد الخروج " ، فتملى عليها ما يحلو من أزمات و حكايات ، فكانت رواية " من حلاوة الروح " ، أما عن كتابتها بالعامية فتقول أن مخططات اللغة لم تكن فى بالها ، فكل ما يشغلها التخلص من إلحاح الذاكرة . و تابعت قائلة : الحكى هو الوسلية الوحيدة لإنقاذى من كل الحروب الرومانتيكية مع الذات ، فكانت روايتى " التى رأت " ، و رواية " فى الليل لما خلى " فتخلصت فيهما من جزء كبير من المشاعر الضاغطة و المعطلة للنفس ، مضيفة : " كنت أحب المعارك و الغزوات التى أدخلها مع نفسى ، و التى تعزلنى أحيانا عن الناس ، و تسبب لى اكتئابا موسميا فى الشتاء ". و لحلمها بكتابة عملا مختلفا و ثوريا عما قدمته ، فكانت " ريح السموم " و التى تدق ناقوس الخطر من العدو الضمنى الذى قد يكون أمامك أو بجوارك أو حتى شريكك فى البيت . و ذكرت صفاء عبد المنعم أن الكتابة جعلتها تشعر أنها " سيدة الحكايات " ، قائلة : أكتب لأننى أحب الكتابة و الللعب بالكلمات على الصفحات البيضاء ، مشيرة أن المكان بالنسبة لها بطل و شخصية محورية أيضا ، مؤكدة أنه من الصعب أن يكتب المبدع كما يعيش ، و لكنه يعيش كما يكتب ، فليس لدى رسالة جاهزة أريد إيصالها إلى العالم ، و لكنى أعيش داخل الفوضى كى أصل إلى الرسالة المكتشفة عبر الكتابة . و ختمت الكاتبة شهادتها قائلة لا أبحث عن الأضواء أو الجوائز أو الترجمة أو غيرها ، و لا التفت كثيرا للجدل المثار حول أعمالى ، فأنا اكتب لأحيا . و قالت صفاء أن الكتابة لم تأخذها من عملها كمديرة مدرسة للأطفال التى تحبهم كثيرا ، و إقامتها ورش للموهوبين و الحكى ، محاولة إعادة مجد جدتها الحكاءة القديمة شهرزاد .