معرض القاهرة للكتاب هذا العام، يرفع شعار "ليس بالكتاب وحده يتميز المعرض"، هذا ما سيتأكد منه جمهور المعرض حين يطالع جناح وزارة الدولة للتخطيط الحضري والعشوائيات، فبينما تطالعك الكتب في كل أرجاء المعرض، يجتذب نظرك في هذا الجناح مجسم أخضر يريح النظر. "محيط" اقترب من أصحاب الجناح، ليتعرف عن قرب على ماهية المجسم، فأوضح لنا أحد الشباب المتطوع من جبهة شباب مصر، يدعى "يوسف" قائلاً: نحن نعمل متطوعين مع وزارة الدولة للتخطيط الحضري والعشوائيات، وهي وزارة حديثة تم استحداثها في يوليو الماضي، موضحاً أن هذا المجسم عبارة عن "إدارة متكاملة للمخلفات الصلبة"، كيف يمكن الاستفادة من المخلفات الصلبة العضوية والغير عضوية. وبمزيد من الشرح يقول يوسف: المجسم يشرح بالتفصيل ضرورة عودة جامع القمامة من جديد إلى المجمعات السكنية، حيث نعتمد على فصل القمامة من المنبع، الفصل بين المخلفات العضوية وغير العضوية، المخلفات العضوية مثل بواقي الطعام، والغير عضوية مثل البلاستيك والزجاج والكارتون. يواصل: تؤخذ المخلفات من سيدة المنزل وهي مفصولة في كيسين، أحدهما أزرق ويخصص للمخلفات غير العضوية، والآخر أخضر يخصص للمخلفات العضوية. يتوجه جامع القمامة إلى "محطة المناولة"، ليلقي بها المخلفات العضوية، والتي نسفيد منها في مصنع البايو جاز، أومصنع السماد، مصنع البايو جاز يوفر طاقة لعمل وحدات انارة، أما السماد يفيد في إنتاج مواد زراعية طبيعية نقية، يمكن تصدير الفائض منها إلى الخارج. وبخصوص المخلفات غير العضوية تذهب لمحطة الفرز، حيث يتم تقسيمها طبقاً لأنواعها، ثم تذهب لمصانع التدوير، الأمر الذي يوفر دخلاً لمصر، كما يخلق فرص عمل للشباب. وأوضح يوسف ان الفكرة تم تطبيقها بالفعل في مناطق الدقي والعجوزة، والاسماعيلية وبورسعيد والسويس، مؤكداً أنه تم استغلال معرض الكتاب نظراً للإقبال الكبير عليه من قبل الجمهور، مما يتيح شرح الفكرة بصورة اكبر للرواد ومن ثم التعاون معنا في التطبيق. يلتقط "رمسيس" خيط الحديث، ويشرح كيف يمكن الاستفادة من المخلفات الصلبة، حيث يعمل على إعادة تدوير البلاستيك والاستفادة من أكياس القمامة او المسحوق، يتم غسلها، ثم تدخل مرحلة البلورة، ثم مرحلة ال"تخريز" أي عزل كل لون بمفرده، أو دمج أكثر من لون مع بعضه، ثم يعاد تصنيعه ككيس بلاستيك مرة أخرى، لافتاً إلى أن ذلك تم تطبيقه في القطامية ومنشأة ناصر، كما يمكن الاستفادة من مخلفات البلاستيك الأخرى في عمل "شماعات"، أو مشابك غسيل، أو صنع أشياء تستخدم في الخرسانة. يتابع: نفعل ذلك على مساحة 25 فداناً، من أجل إعادة تدوير المخلفات، ليس فقط البلاستيك بل أيضاً القماش الذي نستغله في عمل سجاد، كما ان مخلفات الورق نطحنها لنعيد استخدامها من جديد، مؤكداً أنهم يشاركون في معرض الكتاب لأول مرة، طمعا في مساعدة الشباب والجمهور الواعي لهم، قائلاً: نرغب في انتشار الفكرة وتحمس الجمهور لها.