اقتحمت الشرطة الأسترالية مقهى بوسط سيدني صباح اليوم الثلاثاء لتنهي مأساة احتجاز رهائن لأكثر من 16 ساعة من قبل مشتبه به وصفته الشرطة بأنه إسلامي متطرف وله سوابق جنائية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشرطة إن المسلح، هارون مؤنس /49 عاما/ ، الذي جاء إلى أستراليا كلاجئ من إيران في عام 1996، قتل. كما قتل اثنان من الرهائن وأصيب أربعة آخرون. ولقي مدير مقهى "ليندت كافيه" توري جونسون /34 عاما/ حتفه وهو يحاول الاستحواذ على البندقية التي كان يحملها محتجز الرهائن الذي بدا أن النعاس يغلبه في الساعة الثانية صباحا تقريبا (يوم الاثنين 1500 بتوقيت جرينتش). وتم التعرف على الرهينة الثانية التي قتلت وحددت هويتها على انها كاترينا داوسون محامية 38/ عاما/، وهي أم لثلاثة أطفال، تردد أنها كانت تحاول الدفاع عن صديقة حامل احتجزت معها في المقهى. وهرب ستة رهائن من المقهى الواقع في وسط منطقة "مارتن بليس" في الساعة 0210 صباحا ، وسمع صوت إطلاق نار، وألقت الشرطة قنابل صوت ثم هاجمت المبنى. ثم سمع دوي اطلاق نار وانفجارات لنحو 60 ثانية. وتحرك ضابط متخصص في تفكيك القنابل و"روبوت" إلى داخل المقهى، وأعلنت الشرطة انتهاء الحصار الساعة 0230 صباحا. وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إنه "ينبغي على الأستراليين ان يطمأنوا على الطريقة التي تعاملت بها أجهزة الامن وإنفاذ القانون مع هذه التجربة الإرهابية الخطيرة". وأضاف أن المسلح كان معروفا جيدا لدى السلطات الأسترالية بأنه "مهووس بالتطرف" و "مضطرب عقليا". وصرح مفوض الشرطة في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية أن الشرطة في سيدني اختارت إنهاء أزمة الرهائن المحتجزين في مقهى بالمدينة في ذلك التوقيت لأنها كانت مقتنعة بأنه "من الممكن سقوط المزيد من القتلى" إذا لم تقتحم المكان. وقالت تقارير إن الشرطة كانت تتابع هذا الرجل بعدما وجهت إليه تهمة إرسال رسائل مسيئة لأسر الجنود الاستراليين الذين قتلوا في أفغانستان. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الحالي مفرج عنه بكفالة في انتظار المحاكمة بعد اتهامه بالاشتراك في جريمة قتل زوجته السابقة وفي 40 واقعة اعتداء تتسم بسلوك غير محتشم مرتبطة بما كان يمارسه كمعالج روحاني، حسبما كان يطلق على نفسه. وبعد دخول المقهى في الساعة0945 من صباح الاثنين أجبر المسلح الرهائن على تسجيل مقاطع فيديو تنقل مطالبه. ورفضت وسائل الإعلام بث لقطات أثناء الحصار بعد طلبات من الشرطة بذلك، لكن هذه اللقطات بدأت تظهر على الانترنت اليوم الثلاثاء. وتضمنت مطالب محتجز الرهائن احضار الشرطة علم تنظيم الدولة الإسلامية " ما يعرف بداعش " ،والتحدث مع رئيس الوزراء توني آبوت، كما طلب من وسائل الاعلام ان تصرح بانه يقوم بما يقوم به نيابة عن التنظيم . وسجل الرهائن قائلين إن المسلح سيفرج عن واحد منهم عند تلبية كل مطلب من مطالبه. وقالوا أيضا إنه زرع قنابل في المقهي وأماكن أخرى في سيدني، حسبما ذكرت قناة "تشانل 10 تي في". ونقلت شبكة سكاى نيوز الأسترالية عن مفتى استراليا إبراهيم أبو محمد القول إنه يشعر بالصدمة والغضب الشديد. وقال في بيان له " إنني ومجلس الأئمة الوطني الأسترالي ندين هذا العمل الإجرامي بشكل واضح ،ونؤكد أن مثل هذه الأعمال مرفوضة تماما في الإسلام ". وخلال الحصار انتشر العشرات من عناصر الشرطة في مكان الحادث وتم تطويق منطقة "مارتن بليس" و اغلاق مبنى برلمان ولاية نيوساوث ويلز المجاور ، وتم التنبيه على الموظفين بالبقاء في مكاتبهم وغلق الأبواب.