يعيش لبنان أجواء قلق وتوتر مع تفاعل قضية قتل "جبهة النصرة " الجندي اللبناني "علي البزال" وتهديدها بقتل أثنين من العسكريين الآخرين المختطفين لديها في حالة مالم تفرج الحكومة اللبنانية عن نساء عدد من القياديين في الجبهة وفي "تنظيم داعش" المحتجزات في بيروت. وعاش لبنان "السبت" أجواء عصيبة بعد إعلان "جبهة النصرة " قتلها للبزال، حيث نزل أهالي بلدة البزالية وهي مسقط رأس الجندي المقتول شرق البلاد إلى الشوارع وقطعوا الطرق. وكانت جبهة النصرة قد أمهلت السلطات اللبنانية حتى مساء "الأحد" السابع من ديسمبر قبل الإقدام على تنفيذ تهديدها بقتل الجنديين الآخرين، في وقت تواصل فيه خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اللبنانية اجتماعاتها للتعامل مع الموقف دون الإعلان عما توصلت إليه. ويرى مراقبون أن الحكومة اللبنانية تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه وسط ضغوط متزايدة من قبل أهالي العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى جبهة النصرة والذين يصل عددهم إلى 27 عسكريا، ويهدد هؤلاء بمزيد من التصعيد خلال الساعات القادمة نظرا لعدم تلقيهم أية تطمينات على حياة أبنائهم على حد قولهم، في وقت يتلقون فيه رسائل تهديد بتصفية باقي العسكريين، ما لم يطلق الجيش اللبناني سراح "سجى الدليمي" طليقة أبي بكر البغدادي زعيم "داعش"، و"علا العقيلي"، زوجة أبو علي الشيشاني وأطفالهما. وتشير بعض التقارير إلى وجود انقسام داخل الحكومة اللبنانية تجاه فكرة تبادل محتجزين وسجناء مع جبهة النصرة، وتدلل التقارير على ذلك بعدم اتخاذ قرار حكومي تجاه القضية حتى الآن رغم طول المفاوضات بشأنها، وتواجه مطالب "جبهة النصرة" بإطلاق سراح معتقلين لها من السجون اللبنانية مقابل الإفراج عن الجنود اللبنانيين المختطفين لديها معارضة من قبل جانب من المسئولين اللبنانيين الذين يرون أن التفاوض مع جهة يصفونها ب"الإرهابية" يمثل مكافأة للإرهاب في حين تتهم جبهة النصرة حزب الله اللبناني بعرقلة المفاوضات. وكانت "هيئة العلماء المسلمين" في لبنان قد أعلنت عن مبادرة سمتها ب "مبادرة السلامة والكرامة"، دعت فيها الحكومة اللبنانية إلى إطلاق فوري لسراح النساء والأطفال محتجزين لديها، في حين دعت الخاطفين من جبهة النصرة ب"الكف عن ترويع أهالي الجنود وتهديدهم بقتل أبنائهم"، ورأت الهيئة أن مقايضة العسكريين المخطوفين بالموقوفين المتشددين هي مقايضة الضرورة.