شهدت حلب في الأيام القليلة الماضية معارك ضارية في عدد من الجبهات، بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة بميليشيات عراقية وفلسطينية ومن حزب الله اللبناني، التي تحاول إطباق الحصار مدينة حلب، وقطع طرق الإمداد عنها من الريف. فيما يستميت مقاتلو المعارضة في الدفاع عن المدينة، وشن هجمات معاكسة على قوات النظام، بالرغم من شح السلاح والذخيرة لديها. وتسعى قوات النظام إلى التقدم من محورين؛ هما جبهة حندرات في شمال حلب، وجبهة البريج، انطلاقاً من المدينة الصناعية؛ التي تسيطر عليها في شمال شرق المدينة، وتشهد الجبهتان اشتباكات عنيفة، وعمليات كر وفر بين الجانبين. وتمكنت قوات المعارضة، أمس الثلاثاء؛ من استعادة السيطرة على منطقة المعامل في جبهة حندرات، بعد أن تقدمت فيها قوات النظام والميليشيات المساندة لها، حيث شنت هجوماً معاكساً، سيطرت خلاله على التلة المقابلة للمعامل، بعد عملية التفاف ناجحة على قوات النظام، حيث انسحبت الأخيرة تحت غطاء ناري كثيف. وأفاد الملازم أول، "عمر عبارة"، قائد قطاع مخيم حندرات لمراسل الأناضول؛ أن " الفصائل المشاركة في قتال قوات النظام؛ استعادت السيطرة على منطقة المعامل، وطردت شبيحة لواء القدس الفلسطيني منها "، مشيراً إلى أنهم يتطلعون إلى تحرير حندرات، وأكد "أن حلب لن تحاصر أبداً". بدوره، أوضح سيف الدين بولاد، القائد العسكري في حركة حزم؛ "أنهم سيتقدمون إلى تلال حيلان، بعد وصولهم إلى المنطقة"، لافتاً إلى أن "همة الثوار عالية، ليس فقط في جبهة حندرات؛ بل في مختلف جبهات حلب". وفي السياق ذاته، قامت فصائل "جيش المجاهدين" و"الجبهة الإسلامية" و"حركة نور الدين الزنكي "وفصائل أخرى، قبل 3 أيام؛ بصد هجوم لقوات النظام؛ في منطقة البريج الواقعة شمال شرق مدينة حلب. وأسرت عدداً من عناصر النظام فيها. وأوضح القائد الميداني في حركة نور الدين زنكي، أحمد ثلجة، أنه تم أسر 5 عناصر من الميليشيات التابعة للنظام، سيتم تقديمهم للمحاكم الشرعية، مشيراً إلى أن الفصائل المشاركة استطاعت صد الهجوم، والاقتحام العكسي لإحدى نقاط النظام، وهي مجبل البريج، كما استطاعت قوات المعارضة تدمير دبابة تي 72، في شرق قرية البريج بصاروخ تاو. وقتل أكثر من 30 عنصر من القوات النظامية. وفي الأثناء قامت فصائل أخرى تتقدمها جبهة النصرة، بشن هجوم عنيف على بلدة الزهراء الشيعية الموالية للنظام، وتمكنت من السيطرة على منطقة المعامل في محيطها. هذا، وتتواصل الاشتباكات في بقية جبهات حلب، حيث أعلنت حركة نور الدين الزنكي، دكها لمعاقل النظام في مبنى البحوث العلمية على جبهة الراشدين في غرب حلب، بمدفع جهنم محلي الصنع، وأكد المقاتلون فيها استمرارهم في الضغط على تلك الجبهة؛ باعتبارها مدخلاً لتحرير حلب بالكامل. كما يواصل المقاتلون المعارضون حصارهم لمبنى المخابرات الجوية في الزهراء، غرب حلب، التي تقدموا فيها خلال الفترة الماضية، حيث يشهد محيط المبنى اشتباكات عنيفة بين الطرفين من فترة إلى أخرى، إلا أن قوات المعارضة لم تتمكن من اقتحامه حتى الآن، وذلك بسبب سلاح الجو التابع للنظام، الذي يقوم بإمطار المنطقة بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية، في كل محاولة اقتحام.