تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، اليوم الثلاثاء، في منطقة "حندرات" بمدينة حلب "شمال"، حيث يسعى النظام إلى حصار الأحياء المعارضة بالمدينة، في حين أبدت قوى المعارضة تخوفها من استخدام النظام للسلاح الكيمياوي، كي يتمكن من حسم المعركة على هذه الجبهة. وصرّح مصدر عسكري رفيع المستوى في غرفة عمليات قيادة مدينة حلب، لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أن "الغرفة تلقت معلومات أكيدة، تفيد بأن قوات النظام المتواجدة في منطقتي "حندرات، وسيفات"، وما حولهما، تستعد لشن هجوم بالأسلحة الكيميائية على قوات المعارضة بعد فشلها في الاقتحامات السابقة". وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن "النظام وزع في اليومين الأخيرين أقنعة واقية من الغازات السامة، على عناصره المتواجدين في المكان، وهو ما يؤكد صحة المعلومات"، معتبراً أن "استخدام الكيميائي من قبل قوات النظام أمر غير مستبعد، بعد استخدمه في عدة مناطق في سوريا منها "الغوطة الشرقية، وداريا، وخان العسل"، وغيرها". من جانب آخر، لفت المصدر إلى أن "مسعى النظام في هذا الوقت يعكس مدى حقده على مدينة حلب، ورغبته في قتل أهلها ومحاصرة من ينجو منهم"، مشددا على "جاهزيتهم لصد أي هجوم محتمل، واضعين في حسبانهم جميع الاحتمالات، حيث إنهم يتوقعون من النظام كل شيء، لذلك فإنهم على اتم الإستعداد لصد أي هجوم محتمل، بأي سلاح كان، والجاهزية المعنوية والمادية في أعلى مستوى"، على حد تعبيره. ويشار إلى أن "غرفة عمليات قيادة حلب" هي في طور التشكيل، وتهدف إلى تجميع الطاقات الموجودة بالمدينة وتنظيمها وقيادتها، لإنقاذ مدينة حلب وحمايتها، ويجري تشكيلها من قبل كبرى الفصائل الموجودة في حلب، بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الخدمية والإغاثية والمؤسسات الإعلامية الثورية. وفي نفس السياق، تستمر المعارك يوميا في منطقتي "حندرات وسيفات"، بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع أفضلية لقوات النظام بسبب وعورة المنطقة، واستخدامه لسلاح الجو، ومضادات الدروع، فيما تصد فصائل المعارضة المختلفة الهجمات بقوة، مما يمنع قوات النظام من التقدم. وأسفر تحييد مدينة حلب عن الإقتتال الدائر بين جبهة النصرة من جهة، وبعض الفصائل من جهة أخرى، عن جعل جبهة حندرات أكثر تماسكا، في حين أن جبهة النصرة تشتبك مع حركة (حزم)، وجبهة ثوار سوريا في ريف إدلب. وتعتبر جبهة حندرات من أكثر الجبهات إشتعالا في المنطقة، بسبب أصرار قوات النظام على التقدم من هذا المحور، بغية فك الحصار عن بلدتي "نبل والزهراء" المواليتين، اللتين تعتبران قطعاً عسكرية، بسبب التواجد الكبير لقوات النظام في داخلهما. وفي حال وصول هذه القوات، والميليشيات الشيعية الداعمة لها إلى البلدتين، يكون النظام قد فك الحصار عن قواته المحاصرة هناك، وأطبق الحصار على مدينة حلب في ذات الوقت. ومنذ منتصف مارس/آذار "2011"، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من "44" عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من "191" ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.