صدر حديثاً عن دار الثقافة الجديدة السيرة الذاتية "مذكرات إنجى أفلاطون"من الطفولة إلى السجن ، تتناول المذكرات المحطات الرئيسية فى حياتها من الطفولة الارستقراطية ، و مدرسة الراهبات ، و مدرسة الليسيه ، ثم تعرفها على الفنان الكبير " كامل التلمسانى" و على الحركة الاشتراكية ، و انضمامها للحزب الشيوعى ، و دخولها السجن من يونيو 1959 ، حتى 26 يوليو 1963 . الفنانة انجى أفلاطون كانت من المناضلات البارزات فى الحركة الاشتراكية ، و من رائدات الحركة النسائية الحديثة ، قامت بتسجيل سيرة حياتها على شرائط كاست حتى لا يكون هناك تحريف فى الحقائق، وطلبت من الكاتب سعيد الخيال بتفريغها، وبالفعل قام بذلك ولكن بعد رحيلها. تقول أفلاطون : " أدركت لأول مرة ، و لم أكن الثانية عشر ربيعا ، ان التمرد حالة ضرورية ، للتصدى فيما بعد للظلم الواقع على .. و قررت ان ابدأ ، و من هنا أستطيع أن أقرر دون فخر ، و ايضا دون تواضع ، أن التمرد كان السمة التى لازمت حياتى " . وجاء فى أجواء الكتاب "وتغير الحال، فأبلغنى المدير الجديد بورود إشارة بمنع الرسم لأسباب أمنية.. كدت أجن، وقررت الابتعاد عن الطريق الرسمى، وأن أقوم بتهريب ما أرسمه، وبدأت فترة الاعتقال تكتسب أهمية كبيرة حيث بدت كأنها فترة لمزاولة الرسم. فكثيراً ما كنت أقول لزميلاتى: "اتركونى فلا وقت عندى، ورحت أرسم بلهفة. وبعد فترة أحسست بعدم رغبة فى رسم السجن والسجينات، وانتابتنى حالة قرف من السجن، وبدأت أرسم الطبيعة من وراء القضبان، حيث هناك حدائق وأشجار وورود، واهتممت جدًا بتصوير شجرة قريبة من أسلاك السجن الشائكة.. كنت أرسمها كل موسم، وقد علمنى هذا التدقيق فى الشىء الواحد كثيراً، لأننى لو كنت خارج السجن لما رسمت شجرة واحدة فقط، فمجال الاختيار كبير جداً، وقد سمت زميلاتى هذه الشجرة باسمى "شجرة إنچى". شىء آخر أثار فى الرغبة فى التصوير، كان خلف السجن فرع صغير من فروع النيل تعبر فيه مراكب شراعية. كنا من داخل السجن نشاهد الأشرعة وهى تتحرك وقد تسلقها بعض الرجال ليربطوا القلاع.. كانت حركة الأشرعة تثير فى أشجاناً كثيرة ورغبة جامحة فى الحرية والانطلاق. كنت مندهشة: الأشرعة تتحرك وتمضى فى طريقها ونحن ثابتون فى هذا المكان اللعين، وقد حصلت على إذن من مدير المنطقة عباس قطب للصعود فوق سطح المغسل حيث تتاح رؤية أفضل، وقد أثار هذا اهتمام السجينات بالمنظر، فكن إذا ما ظهرت المراكب يصحن: «المراكب وصلت» وقد رسمت صوراً كثيرة للشراع تصور ثباتنا وحركة الأشرعة".