في ظل الغزو الصيني للأسواق المصرية، يتساءل البعض أين المنتج المصري في الأسواق؟ هل انقرض أم متواجد ولا أحد يعرف له مكان؟ فبالرغم من انتشار الشركات المصرية إلا أن منتجاتها غير موجودة بكثرة في الأسواق. شبكة الإعلام العربية "محيط" زارت بعض الشركات المصرية التي تتميز بتاريخ عريق للوقوف على أسباب هذا التراجع والحد منه. الملح والصودا شركة الملح والصودا، وهي إحدى شركات "القابضة للصناعات الغذائية" والتي تتبع قطاع الأعمال العام، حيث تنتج منظفات وزيت وسمن. يقول سامح محمد أحد العاملين بالشركة، إن الجمعيات التعاونية تعرض سلعًا لأكثر من شركة وأكثر من منتج، مضيفا أن تعدد الجمعيات يجعل المواطن يقبل على الشراء وبالتالي لا بد من توفير عدد أكبر منها في كل الأماكن والمناطق الشعبية تحديدا. وعن درجة الإقبال والشراء، قال إنها تزايدت في الفترة الأخيرة مقارنة ببداية العام في ظل التشجيع على شراء المنتج المصري، مضيفا أن الناس يوجد لديها انتماء، ولكن لا بد من "صنفرة دماغهم" عن طريق توجيه أفكارهم، على حد وصفه. الخزف والصيني يعد الخزف والصيني، أحد القطاعات التي لا تزال تمتلك الحكومة شركة تعمل به، وفي زيارة لمعرض الشركة المصرية للخزف والصيني، قال أحمد مصطفى، أحد العاملين بالمعرض، إن المسؤولين في غالبية معارض الشركة من الشباب، وأنه يتمنى أن يوجد من يسمعهم ويحقق لهم مطالبهم. وأضاف "نحن نطالب بإدارة تسويق جيدة لا تقتصر على مندوب المبيعات، لأن المشكلة الأساسية في شركات القطاع العام هي سوء عملية التسويق، وأن العقول التي تدير الحكومة تحتاج إلى إصلاح"، موضحا أن الشركة كان لها معارض في جميع المحافظات، لكن معظمها تم إغلاقه ولم يتبق عدد قليل من المعارض فقط بسبب عدم تحقيقها أرباح. وتابع "كانت عملية البيع منذ شهرين متوقفة تماما لأننا الخزف والصيني يعتمد أساسا على حركة التصدير التي توقفت بسبب الأحوال في ليبيا وإغلاق الأنفاق والمعبر مع غزة، مضيفا "من خلال التصدير كانت الشركة تحقق أرباحًا في العام نحو 26 مليون لكن بعد إيقافه والاعتماد على التجارة الداخلية فقط يستحيل أن نصل إليه". وأوضح العامل بمعرض الخزف والصيني أن الأرباح قبل عام 2007، كانت تغطي التكاليف بالكاد وهذا يعتبر خسارة، لكن مع تولي رئيس مجلس الإدارة الجديد سيد عبد السميع، اختلف الحال فهو رفض بيع الشركة في ظل انتشار الخصخصة، وعمل على إنجاح الشركة وتطوير الإنتاج وتحسن الوضع عما كان عليه من قبل، لكنها تراجعت مرة أخرى بسبب أوضاع البلد غير المستقرة. وأوضح أحمد مصطفى، أن رئيس مجلس الإدارة الجديد حدث العمل، قائلا "عبد السميع طور صناعة الزجاج وضمها للخزف بداية من عام ،2010 ولكن لم تستمر كثيرا ففي عام 2011، تم إغلاق فرنها إلا أنها عادت للعمل من جديد في أكتوبر الماضي. وأكد أن وضع العمال بعد ثورة 25 يناير، تحسن في المرتبات والحوافز، وزادت حركة البيع حيث إن العمال أصبحوا يدركون حقهم ويطالبون به. المنظفات قال متولي ماضي، مدير المبيعات بالشركة المصرية للنشا والخميرة والمنظفات، إن الشركة تواجه منافسة كبيرة نتيجة ضغوط شركات كثيرة، مضيفا "نحن نملك حيز مستهلكين يتراوح ما بين 20 إلى 25%، نعمل معه على قدر إمكانيات الشركة". وأضاف أن مشكلة السوق هي تشجيع المستهلكين للمنتج الأجنبي، عن المصري مع العلم أن هناك عددًا من الشركات المصرية التي تنتج المساحيق والمنظفات إلا أن المصريين يفضلون الأجنبي دائما. ولتطوير الإنتاج وزيادته، طالب ماضي بتحديث الأجهزة والمعدات الموجودة بالشركات التي قال إنها عفا عنها الزمن فهي متواجدة منذ إنشاء الشركة، مشددا على أهمية زيادة الدعاية والإعلان لشركات القطاع العام الذين يلجؤون لتخفيض السعر بديلا عن الدعاية. وقال مدير المبيعات بالشركة المصري للنشا والخميرة، إن المنتج الحكومي متوفر في محلات الجملة والمجمعات الاستهلاكية ولكن محلات ال"سوبر ماركت" يعتمد على المنتجات الأخرى لسهولة بيعها وكثرة الطلب عليها. وكشف عن اتجاه الشركة لطرح منتج جديد لينافس المنتجات الموجودة في السوق ستكون نسبة المادة الفعالة به عالية، وسيعتمد في الترويج له على المندوبين والعرض في محلات الجملة والجمعيات. وتابع نحن نتلقى عروضًا من الخارج لعمل منتج بمواصفات تطلبها الدولة ونصدرها لها، موضحا "في هذه الأيام نعمل على إنتاج منتج محدد طلبته دولة المغرب تصل كميته إلى 45 طنٍّا، ونستعد لتصديره خلال أيام". ولفت إلى أن الشركة أوقفت التصدير لسوريا بسبب الأوضاع الداخلية هناك، وبالنسبة لليبيا وغزة فهم مسئولون عن نقل البضائع وذلك لم تتأثر حركة التجارة معهما. بسكو مصر توجهت "محيط" لزيارة أحد فروع شركة بسكو مصر، حيث أكد ياسر مصطفى، أحد العاملين هناك أن منتجات الشركة من أهم المنتجات في السوق المصري، وتصدر إلى الخارج باستمرار وسعرها في متناول الجميع. وعن حركة البيع، قال مصطفى، إنها موسمية، بمعني أنها تختلف فتكون جيدة في الصيف وخلال العيد ومع المدارس، وبداية الشتاء تقل الحركة إلى حد ما، وفيما يخص التصدير، قال إن المنتجات المصدرة يتم تحسينها وزيادة خدمتها ومع ذلك تكون شعبية أي أنها الأرخص في السعر في البلاد الأخرى، ولكن بزيادة التكاليف سنكون في المراتب الأولى. وأضاف أن التصدير لا يتأثر بأوضاع البلاد، بل إن المصانع تعمل بكل طاقاتها، نحن نصدر لأكثر من دول عربية وأوروبية وننافس السوق بمنتجاتنا. اقرأ فى الملف " شركات مصر الوطنية .. مارد ينهار على أعتاب الخصخصة" * 125 شركة حكومية في انتظار «الخصخصة».. ووزير الاستثمار: بدأنا إعادة الهيكلة * المنتجات المصرية «تاهت» في زحام الصيني * خريطة خصخصة الشركات .. من «صدقي» ل«نظيف» * «دلتا ماركت».. جمعية حكومية تبيع منتجات القطاع العام والخاص ** بداية الملف