فتحت مكاتب الإقتراع أبوابها في تونس أمام 5.2 مليون ناخب في مستهل عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 27 مترشحا يخضون السباق نحو قصر قرطاج. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية تأخير توقيت فتح مكاتب الاقتراع، إلى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (7 تغ) بدلا من السابعة مثلما حدث في الانتخابات التشريعية على أن تغلق في السادسة مساء ( 17 تغ)، باستثناء نحو 50 مركزا متواجدين بمحافظات جندوبة، والقصرين، والكاف (غرب)، سيتم فيها فتح مراكز ومكاتب الاقتراع من العاشرة صباحا (9 تغ) إلى الثالثة مساء (2 تغ)، لدواع أمنية. وترشح لأول انتخابات رئاسية ديمقراطية بالاقتراع المباشر بعد الثورة 27 مترشحا ما بين مستقلين وعن أحزاب سياسية إنسحب منهم 5 وان كان ليس لانسحابهم صفة قانونية. ويعد كلا من الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة والشخصية السياسية المخضرمة، والمنصف المرزوقي الرئيس الحالي والمرشح المستقل، أبرز المتنافسين في هذه الانتخابات حيث تجمع التوقعات على ترشيحهما للتأهل للدور الثاني من هذه الانتخابات، المنتظر الشهر المقبل. ومع إنطلاق الإقتراع للانتخابات الرئاسية اليوم الأحد تبدأ البلاد في وضع أسس ل"الجمهورية ثانية" بعد أن ترأس كل من الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي نظام الحكم طيلة نصف قرن، في ما يمكن ان يطلق عليه "الجمهورية الاولى". وتعد الانتخابات الرئاسية المرحلة الأخيرة من "الفترة الانتقالية" التالية لثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي..وشهدت تلك الفترة الانتقالية انتخابات المجلس التأسيسي في 2011 الذي قام بوضع دستور جديد للبلاد مطلع العام الجاري ثم انتخابات تشريعية، الشهر الماضي، ينتظر ان تسفر عنها مطلع العام المقبل حكومة منبثقة من اغلبية برلمانية. وتعد الانتخابات الرئاسية آخر محطة في هذه الفترة تضع تونس على أعتاب ما يمكن تسميته ب"الجمهورية الثانية" بالنظر إلى أن نظام الحكم في "الجمهورية الأولى" في عهدي بورقيبة وبن علي، كان احادي الطابع خلافا للتعددية السياسية التي تم اقرارها بعد ثورة 2011.