طالب مسئول حكومي محلي، اليوم الأربعاء، علماء الدين في محافظة الأنبار غربي العراق بتبيان موقفهم مما حصل لأبناء عشيرة "البونمر" السنية على يد تنظيم "داعش"، فيما أشار مسئول محلي إلى توزيع 150 طناً من المساعدات الغذائية والإنسانية على أبناء العشيرة المهجرين. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية، قال اركان خلف الطرموز عضو مجلس محافظة الأنبار: "إن عدم استنكار وشجب علماء الدين في المحافظة ل"المذبحة" التي تعرضت لها عشيرة البونمر "يثير التساؤلات"، مشيراً إلى من قام "داعش" بإعدامهم من العشيرة غالبيهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وتساءل الطرموز قائلاً: "لماذا لا يقوم علماء الدين باستنكار جرائم داعش تجاه العشائر، وهل هو خوف من الإرهابين أم هم جزء من مشروع داعش الإرهابي؟"، لافتاً إلى أن أمام هؤلاء العلماء مسئولية تاريخية أمام الناس ومسئولية شرعية أمام الله وعليهم ان يبينوا موقفهم". من جانب آخر، قال عبد الحكيم الجغيفي قائممقام قضاء حديثة بمحافظة الانبار، ان إدارة القضاء "180كلم غربي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار"، قامت بتوزيع مساعدات غذائية وإنسانية حجمها 150 طناً على الاسر النازحة والمهجرة من عشيرة البونمر الى ناحية بروانة جنوبي القضاء. وأوضح في تصريحه ل"الأناضول" أن هذه المساعدات وصلت بواسطة جسر جوي بين بغداد والانبار أقيم بهدف إغاثة النازحين في المحافظة. وأشار الجغيفي إلى ان المساعدات تتضمن مواداً غذائية مثل الطحين والأرز والسكر والسمن وبقوليات وغيرها، إضافة الى مساعدات إنسانية متمثلة بأغطية وفرشات. ولفت إلى أنه من المتوقع أن تصل قريباً مساعدات مماثلة إلى النازحين والمهجرين من عشيرة "البونمر" إلى ناحية البغدادي "90كلم غربي الرمادي". ويأتي وصول هذه المساعدات في وقت طالب نعيم الكعود، أحد شيوخ ووجهاء عشيرة البونمر، الحكومة المركزية ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستئجار طائرات لغرض نقل مواد غذائية وإنسانية من بغداد إلى الأنبار لإغاثة أبناء العشيرة. وقال الكعود في حديث ل"لأناضول": "إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي قتلت أكثر من 500 فرداً من أبناء البونمر وهجرت أهالي العشيرة من مناطقهم شمالي مدينة الرمادي وغربها، وهذه الاسر خرجت من بيوتها دون حمل غذاء أو مؤن منذ أسبوعين تقريبا". ولم يبين الكعود سبب مطالبته باستئجار طائرات ما دام هنالك جسراً جوياً بين بغداد والأنبار. وكان الفريق رشيد فليح، قائد عمليات الأنبار تابعة للجيش العراقي، قال حول أسباب عمليات الإعدام الأخيرة التي نفذها "داعش" بحق أبناء عشيرة البونمر، إنها تعود إلى ما أسماه ب"الحقد الدفين" لعناصر "داعش" الإرهابي على العشيرة بسبب "مساندتها للقوات الحكومية في حربها ضد التنظيم خلال التصدي لدخوله إلى هيت قبل شهر تقريباً"، بحسب تصريحات سابقة للأناضول. ولم يتسنّ الحصول على تعقيب فوري حول ما ذكرته المصادر من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ الحصول على تعليق من تنظيم "داعش" بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. ومنذ أكثر من أربعة شهور، يسيطر "داعش" على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، وأعلن زعيمه أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة"، مطالبا المسلمين بمبايعته. ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويضم دولا أوروبية وعربية ضربات جوية بشكل يومي لمعسكرات التنظيم في سورياوالعراق في بهدف تحجيم تقدمه في مناطق أوسع بالدولتين.