قال موقع "المونيتور"، إنه رغم وجود جهود مصالحة ملموسة بين مصر وقطر تمثلت في لقاء ودّي جمع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الأممالمتحدة، ورغم ما أعقب ذلك من تصريحات السيسي عن انفراجة لتوتر العلاقات بين البلدين، إلا أن أجهزة الإعلام المصرية والقطرية لا تزال مصرّة على إشعال نار الكراهية بينهما. وأضاف الموقع الأمريكي في سياق تقرير نشره اليوم الثلاثاء، إن قناة الجزيرة القطرية لم تتوقف عن هجومها الدائم على النظام المصري لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وفي المقابل عاد الكثير من الإعلاميين المصريين إلى مهاجمة قطر وخصوصًا والشيخة موزة والدة الأمير تميم، رغم مطالبة السيسي للإعلاميين المصريين بالتوقف عن الإساءة لسيدات الخليج في إشارة منه إلى الشيخة موزة. وأورد الموقع قول الإعلامي المصري عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق، وهو أحد الإعلاميين الذين حضروا اللقاء مع الرئيس بالأممالمتحدة، حيث قال إن الأمير القطري هو من جاء إلى السيسي وقال له "نريد أن تعود مصر قوية"، فرد عليه السيسي باعتذار للشيخة موزة عن انتقادات الإعلام المصري لها وطلب السيسي منه أن يبلغ السيدة بهذا الاعتذار، فذهب تميم لبعض الوقت ثم عاد ليخبر السيسي قائلًا: "لقد أبلغت الرسالة". ويرى البعض أن تصريحات السيسي جاءت بدافع أخلاقي منه وأنها لا تعبر عن اتجاه حقيقي لإصلاح العلاقات المصرية القطرية، وهو ما ذكره خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع، حيث قال "دعوة السيسي لعدم إهانة الشيخة موزة من وازع أخلاقه فقد أوصانا بعدم الخوض في الأعراض وأن هذا الأمر مزعجا له". وأورد الموقع قول فاروق أبو زيد أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، إن تدخل الإعلام في العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية، سواء بالسلب أو الإيجاب، ظهر منذ عام 1950 خصوصا بين مصر وقطر، مضيفًا أنه لا يعتبر أن هذا الأمر سيئًا بل إيجابيًّا إلى حدٍ ما، فقد منع الكثير من الصراعات العربية أن تحول إلى مواجهات مسلحة كما حدث بين الدول الأوروبية وبعض الدول الأسيوية. وتعليقًا على عصيان الإعلاميين لأمر السيسي بعدم التعرض لقطر، قال أبو زيد "دون الخوض في تفاصيل، يمكننا القول إن الإعلام المصري حر، ولا يمكن السيطرة على ما يقدمه، ومن ناحية أخرى فإن قناة الجزيرة لم تكف عن محاولاتها الانتقامية وتوجيه الانتقاد والسباب لنظام المصري، فهل من المفترض أن يظل الإعلام المصري مكتوف الأيدي أمام هذه التجاوزات؟".