أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين أن إسرائيل بصدد التخطيط لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية في القدسالشرقية. وأكد مصدر من مكتب نتنياهو لوكالة الأنباء الألمانية أن الحكومة قررت المضي في التخطيط لبناء نحو ألف وحدة استيطانية في القدس. وقال إنه سيتم بناء 400 وحدة في "هار حومه" وأكثر من 600 وحدة في "هار شلومو". وأضاف المسؤول أنه "سيتم أيضا المضي في التخطيط لمشروعات بنية تحتية في الضفة الغربية ، من بينها طرق يستخدمها فلسطينيون". يأتي هذا الإعلان بعد تقرير نشرته القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي عن توصل نتنياهو إلى صفقة مع وزير الاقتصاد اليميني المتطرف نفتالي بينيت لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية ، مقابل عدم حل الائتلاف الحكومي. ويعارض المجتمع الدولي، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، بشدة خطط البناء هذه، واصفا اياها بالخطوات الأحادية التي تضر بفرص التوصل إلى حل الدولتين للصراع. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر ساكي: "نعتبر النشاط الاستيطاني غير شرعي ونعارض بشكل واضح لا لبس فيه الخطوات الأحادية التي تحكم بشكل مسبق على مستقبل القدس". واتهم زعيم المعارضة اسحق هيرتسوج بحزب العمل المنتمي إلى يسار الوسط نتنياهو بأنه يعمل شخصيا على "تدمير" علاقات إسرائيل مع الولاياتالمتحدة. كما أدان المسؤولون الفلسطينيون الخطط الإسرائيلية "بأشد العبارات الممكنة". وقالت حنان عشراوي ، العضو البارز بمنظمة التحرير الفلسطينية ، إن نتنياهو يضع علاقاته مع المستوطنين المتطرفين والذين يلجأون للعنف فوق حل الدولتين. وأضافت في بيان أن الإعلان يثبت مرة أخرى أن "إسرائيل ليست شريكا من أجل السلام" يحترم سيادة القانون الدولي. وفي نيويورك ، قال متحدث باسم بعثة الأردن لدي الأممالمتحدة ، وهي عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي ، إن بلاده ستدعو نيابة عن الفلسطينيين إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس لبحث تصاعد التوتر في القدسالشرقية. وكان مندوب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة السفير رياض منصور قد بعث أمس الاثنين برسالة إلى رئيسة مجلس الأمن الدولي، استنكر فيها إعلان السلطات الإسرائيلية موافقتها على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. وأكد منصور أن استمرار السياسات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سيفضي إلى تقويض جهود السلام الرامية إلى إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وحدود آمنة. وطالب منصور في رسالته بضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، داعيا أعضاء المجلس إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف سياسات إسرائيل التوسعية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية. وقال الاتحاد الأوروبي إن هذا القرار ، في حال تأكيده ، سيكون "غير حكيم وسيئ التوقيت" وسيلقى إدانة من التكتل. وصرحت مايا كوجيانجيتش المتحدثة باسم مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بأن القرار "سيثير مرة أخرى شكوكا خطيرة بشأن التزام إسرائيل بالتوصل إلى حلول عن طريق التفاوض مع الفلسطينيين". وقالت المتحدثة إن التكتل الأوروبي طلب "توضيحات" وتفاصيل عن الخطط الإسرائيلية. يذكر أن الفلسطينيين يرون أن استمرار التوسع الاستيطاني يضر بفرص حل الدولتين للصراع في الشرق الأوسط. وقالت كوجيانجيتش :"نشدد على أن تطور العلاقات في المستقبل بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل سيتوقف على انخراط الأخيرة في سلام دائم قائم على أساس حل الدولتين". أما نتنياهو نفسه فظل على نفس الدرجة من التحدي. وقال :"هناك اتفاق واسع في الآراء بين الشعب الإسرائيلي بشأن الحق الكامل في بناء أحياء يهودية في القدس وفي الكتل الاستيطانية". وفي خطاب ألقاه في القدس بمناسبة افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الإسرائيلي ، قال نتنياهو :"أن تقول لليهود لا تعيشوا في القدس؟ لماذا؟ لأن ذلك يؤدي إلى تسخين الأجواء؟ وفي إشارة إلى المفاوضات المتوقفة مع الفلسطينيين اتهمهم نتنياهو بطرح "مطالب مبالغ فيها" من شأنها الإضرار بالأمن الإسرائيلي.