نفت وحدات حماية الشعب الكردية "YPG" في مدينة عين العرب "كوباني" السورية، تصريحات وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الذي قال إن "حكومته قدّمت الدعم العسكري واللوجستي للمدينة التي تواجه هجومًا من تنظيم "داعش" منذ أكثر من شهر". وقالت وحدات حماية الشعب، في بيان لها، اليوم الخميس: "إن بعض الوسائل الإعلامية ادعت بأن وزيرًا سوريًا أرسل أسلحة وذخيرة إلى كوباني، ونحن في قيادة وحدات حماية الشعب بمقاطعة "كوباني" نؤكد بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأن النظام السوري لم يرسل أية أسلحة أو ذخيرة لمقاطعة كوباني". وكان الزعبي قد صرح للتلفزيون السوري، مساء أمس الأربعاء، أن القوات المسلحة السورية قدمت الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح لمدينة كوباني "عين العرب" وأنهم سيواصلون دعمهم للمدينة المحاصرة بكافة إمكاناتهم المتاحة. وقال الزعبي: "إن "مدينة عين العرب منذ اللحظة الأولى لفتح المعركة هي منطقة سورية وكل أهلها وشعبها سوريون بامتياز، والدولة لم ولن تتوانى عن ممارسة دورها العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني تجاه جميع المناطق من أصغر قرية في سورية إلى أكبر مدينة فيها". وأضاف: "لن يقتطع شبر واحد من الأراضي السورية لصالح أحد، لا عصابات ومجموعات إرهابية ولا دول ولا كيانات، فالأراضي السورية خط أحمر، ونحن مستعدون كمواطنين سوريين للدفاع عن الوحدة الوطنية والسيادة حتى آخر سوري في سوريا". وبالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا في مارس/ آذار 2011 ضد نظام بشار الأسد في سوريا، قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري "PYD" بزعامة صالح مسلم بتأسيس قوات سميت وحدات حماية الشعب "YPG" ، وتبسط تلك القوات حاليا سيطرتها على المناطق الكردية في سوريا "الجزيرة" و"كوباني" و"عفرين" شمالي سوريا، وتديرها إدارات ذاتية محلية باسم مقاطعات. ومنذ ذلك الحين، تشتبك قوات "YPG" بشكل مستمر مع عناصر "داعش" الذي يسيطر حاليا على مساحات واسعة من سوريا والعراق. وكذلك حدثت اشتباكات كثيرة بين قوات "YPG" وعناصر جبهة النصرة، المحسوبة على تنظيم القاعدة في سوريا. وتقع عين العرب "كوباني"، التي يحاصرها "داعش" منذ أكثر من شهر، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 140 كيلو مترًا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة من مناطق ريف حلب الشرقي، خصوصاً مناطق الرقة والسفيرة ومنبج وجرابلس بحلب. ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي تنظيم "داعش" ومجموعات كردية في مدينة عين العرب، التي تقول تقارير إعلامية إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، وتسكنها في الأساس غالبية كردية؛ ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا، خلال الأيام الأخيرة. ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.