توقعات أن تساهم في زيادة معدلات السياحة الثقافية بنسبة 1% وجذب سياح جدد من أمريكا اللاتينية وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا . قال مسؤولون مصريون ومنظمو رحلات إن احياء مسار العائلة المقدسة، سينشط السياحة في البلاد التي مرت بإضرابات أمنية أثرت على معدلات السياحة التي تعتبر من أهم موارد العملة الصعبة في البلاد. وتطلق وزارة السياحة المصرية، اليوم الثلاثاء، مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، والذي يتضمن برامج سياحية خاصة برحلة السيدة العذراء مريم والسيد المسيح في الأراضي المصرية. وذكر مسؤولون، ومنظمو رحلات سياحية، أن مسار العائلة المقدسة سيساهم في جذب نسبة كبيرة من السائحين المسيحيين، الذين يفضلون هذه النوعية من السياحة الدينية، التي تراجعت معدلاتها بنسبة كبيرة عقب ثورة يناير 2011، فضلا عن تنشيط منتج السياحة الثقافية (الأثرية) في العديد من المدن المصرية. وطالبوا الحكومة المصرية بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية في كافة المناطق التي يتضمنها البرنامج السياحي لمسار العائلة المقدسة، تحسبا لاستهدافها من قبل الجماعات المتطرفة. وقال هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، في تصريحات سابقة، إن بلاده تستهدف جذب شريحة كبيرة من السائحين المهتمين بنمط السياحة الدينية والروحية من خلال إحياء مسار العائلة المقدسة، الذي سيساهم في تنمية نحو 25 مجتمع محلى يشملها مسار الرحلة، على رأسها المجتمعات الأقل حظا في صعيد مصر، مثل تلك المناطق الموجودة في محافظتي المنيا وأسيوط. وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلوا إلى بابليون أو ما يعرف اليوم بمصر القديمة ثم تحركوا نحو الصعيد، واختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون واجتازوا دلتا النيل، ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة. وقال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة المصرية، رئيس قطاع التخطيط بهيئةتنشيط السياحة، إن إطلاق برنامج رحلة العائلة المقدسة في مصر قيمة مضافة للأجندة الترويجية للسياحة المصرية في الخارج. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن وضع هذا البرنامج ضمن المقاصد السياحية المصرية، سيساهم في استقطاب السائحين الوافدين إلي مصر من مختلف الدول الأجنبية، خاصة التي تعتنق المذهب الأرثوذوكسي مثل دول أمريكا اللاتينية. وقال وكيل وزارة السياحة المصرية: "علي الدولة تشديد الإجراءات الأمنية للمناطق التي ستضعها ضمن برنامج مسار الرحلة المقدسة، خاصة أن هناك مناطق ضمن البرنامج مازالت تشهد أعمال شغب مثل حي المطرية (شرق القاهرة)، وبعض مدن الصعيد". وتشمل رحلة العائلة المقدسة بالوجه البحري في مصر العديد من المناطق، أبرزها مصر القديمة، والمطرية وعين شمس، والمعادي، ومنطقة الزيتون وزويلة (في العاصمة القاهرة)، ووادي النطرون في الصحراء الغربية، وتل بسطا بالقرب من الزقازيق بمحافظة الشرقية (بدلتا النيل – شمال شرق القاهرة)، ومدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ (بدلتا النيل – شمال القاهرة)، ومحافظتي المنيا وأسيوط (جنوب مصر). وقال عادل عبد الرازق، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن إطلاق برنامج مسار العائلة المقدسة سيكون أحد أهم البرامج السياحية في خريطة مصر السياحية خلال السنوات المقبلة. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن البرنامج سيساهم في جذب السائحين المسيحيين الذين يفضلون هذه النوعية من السياحة الدينية، مشيرا إلي أن نسبة السياحة الدينية في مصر ضئيلة جدا خلال الفترة الحالية، وتحتاج لحملة ترويجية مكثفة، لجذب أكبر عدد ممكن من السائحين المسيحيين. وتوقع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن يساهم البرنامج السياحي لمسار العائلة المقدسة في زيادة معدلات السياحة الثقافية في مصر بنسبة قد تصل إلي نحو 1% خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلي أن هذه النسبة ستكون جيدة في ظل الأوضاع الحالية. وقال: "قد تواجه الدولة صعوبات في إطلاق البرنامج في كافة المناطق التي يشملها مسار العائلة المقدسة، مثل منطقة دير سانت كاترين جنوبسيناء (شمال شرق مصر)، والمنيا وأسيوط بصعيد مصر، في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية بها. وأضاف "من الممكن أن يقتصر البرنامج علي المناطق التي زارتها العائلة المقدسة في القاهرة فقط خلال الوقت الراهن، لحين تحسن الأوضاع الأمنية في باقي المدن المصرية التي زارتها العائلة المقدسة". وتراجعت معدلات السياحة الثقافية في مصر من 20% إلي 5% في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، في حين تمثل السياحة الشاطئية نحو 95% من حجم السياحة الوافدة إلي مصر، وفقا لتصريحات صحفية سابقة لوزير السياحة المصري. وقال عمرو صدقي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة المصرية، إن السياحة الدينية في مصر انخفضت بنسبة كبيرة عقب ثورة يناير عام 2011، وباتت تمثل نسبة ضئيلة جدا طوال هذه الفترة. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن هذه الرحلات والتي يفضلها المسيحيون بمختلف دول العالم، ارتبطت بالبرنامج السياحي الثقافي (الآثار) طوال السنوات الماضية، وتراجعت مع عدم الاهتمام بالسياحة الثقافية (الآثار) في مصر، والاهتمام بالسياحة الشاطئية. وقال إن البرنامج السياحي الثقافي في مصر كان يتضمن زيارة السائحين للمناطق التاريخية، ثم بعد ذلك يزورون المناطق الدينية، مثل دير سانت كاترين بجنوبسيناء (شمال شرق مصر)، أو الكنيسة المعلقة في مصر القديمة. وأضاف نائب رئيس غرفة شركات السياحة المصرية، أن إحياء مسار العائلة المقدسة سيساهم في عودة هذه الرحلات بقوة خلال السنوات المقبلة، وينشط منتج السياحة الثقافية في مصر. وقال ناجي عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية، إن هناك اهتمام دولي بإطلاق مصر لبرنامج العائلة المقدسة، خاصة دول أمريكا اللاتينية، وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا، وكافة الدول التي تتبع المذهب الأرثوذكسي. وأضاف في اتصال لوكالة الأناضول، أن هناك حجوزات مستقبلية محدودة من إيطاليا لهذه الرحلات، وستتزايد مع إطلاق البرنامج بصفة رسمية، وتحديد المناطق التي يمكن للسائحين زيارتها. وقال الدكتور مجدي صالح، رئيس غرفة شركات السياحة المصرية بالبحر الأحمر، إن إضافة برنامج رحلة العائلة المقدسة لقائمة البرامج السياحية في مصر، سيكون له مردود إيجابي علي السياحة المصرية، خاصة المنتج الثقافي (الآثار) خلال الفترة المقبلة. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن تنويع المنتج السياحي المصري مطلوب خلال المرحلة الحالية، لجذب شرائح مختلفة من السائحين إلي مصر، في ظل تراجع الحركة السياحية الوافدة إلي مصر خلال الفترة الماضية. وانخفضت أعداد السائحين الوافدين إلي مصر بنسبة 13%، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، حتي أغسطس/آب الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل عدد السائحين إلي نحو 6.3 مليون سائح، مقابل 7.2 مليون سائح عام 2013، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 10 مليارات في 2012 بانخفاض 41%. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة