تركز المفاوضات حاليا علي تسيير رحلات طيران مباشر من أسبانيا إلي الأقصروأسوان خلال أغسطس المقبل. تسعي مصر لتنشيط السياحة الثقافية (الآثار)، عبر ربط عواصم ومدن عالمية بالمدن الأثرية مباشرة، من خلال فتح خطوط طيران مباشرة من بعض الدول الأجنبية، إلي القاهرةوالأقصروأسوان، وتكثيف الدعاية للمنتج الثقافي المصري خلال الحملة الترويجية الجديدة في الخارج ،وذلك بعد أن باتت لا تتجاوز نسبتها نحو 5% من حجم السياحة الوافدة إلي مصر، حسب ماذكرته وكالة الاناضول . وقال سامح سعد، مستشار وزير السياحة المصري لشؤون السياحة الخارجية، إن هناك مفاوضات مع شركات طيران أجنبية، لفتح خطوط طيران مباشرة من عدد من الدول الأوربية إلي المدن الأثرية المصرية، لتنشيط سياحة الآثار في مصر. وأضاف سعد ، أن من بين المفاوضات تسيير رحلات طيران من أسبانيا إلي الأقصروأسوان، خلال شهر أغسطس/آب المقبل. ولم يفصح سعد، عن أسماء شركات الطيران التي تتفاوض معها وزارة السياحة المصرية. وقال هشام زعزوع وزير السياحة المصري، في تصريحات صحفية سابقة، إن السياحة الثقافية انخفضت بشكل كبير عقب ثورة 25 يناير، فهبطت نسبتها من 20% إلي 5% من اجمالي عدد السائحين الوافدين، في حين تمثل السياحة الشاطئية نحو 95% من حجم السياحة الوافدة بمصر. وقال مستشار وزير السياحة، إن معدلات إنفاق السائحين الوافدين إلي مصر بهدف السياحة الثقافية أو سياحة الآثار، تتجاوز ثلاثة أضعاف إنفاق السائحين علي السياحة الشاطئية. ووفقاً لإحصائيات وزارة السياحة المصرية، فإن نحو 88% من السائحين الإسبان يهتمون بالسياحة الثقافية في مصر، ويقضون من 2 إلى 4 أيام بالقاهرة، ثم يقومون برحلة نيلية من 3 إلى 5 ليال. وقال أحمد شكري، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، إن الوزارة ستكثف حملاتها الترويجية في 5 دول أوربية، هي إيطاليا، وإنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وأسبانيا، لتنشيط سياحة الآثار الوافدة منها إلي مصر خلال الفترة المقبلة. وأضاف شكري، أنه سيتم التركيز علي ترويج المنتج السياحي الثقافي (الآثار) خلال حملة الدعاية الجديدة لمصر في الخارج، والتي ستتضمن طرح إعلانات عن المنتج السياحي الأثري بالأقصروأسوان، فضلاً عن تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات في الأقصر خلال الفترة المقبلة، والتفاوض مع منظمي الرحلات الأجانب لوضع المدينتين ضمن برامجهم السياحية. وأصدرت 16 دولة غربية تحذيرات من السفر لزيارة شبه جزيرة سيناء، في النصف الثاني من شهر فبراير/شباط الماضي، تخوفا من استهداف مواطنيها، بعد إعلان جماعة تطلق على نفسها "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن تفجير حافلة سياحية في طابا، منتصف الشهر نفسه، والذي أسفر عن وقوع أربعة قتلى، بينهم سائق الحافلة، وهو مصري، وعدة مصابين. وقال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة المصرية، رئيس قطاع السياحة الداخلية، إن الوزارة تركز علي الأسواق السياحية الجديدة مثل الهند والصين، لتنشيط سياحة (الآثار)، خاصة بعد انخفاض الأعداد السياحية الوافدة من دولة اليابان، أحد الدول التي كانت تساهم في زيادة معدلات سياحة الآثار خلال السنوات الماضية. وأضاف سليم في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن الأعداد السياحية الوافدة من اليابان انخفضت من 100 ألف سائح سنويا إلي 16 ألفا بنهاية العام الماضي. وقال إنه سيتم التركيز علي استضافة المهرجانات الدولية في الأقصروأسوان (جنوب مصر) بصفة مستمرة، لتنشيط سياحة الآثار في المدينيتن، مشيرا إلي أن من بين المهرجانات التي تدعمها الوزارة في الأقصر، مهرجان السينما الأوربية في يناير/كانون الثاني المقبل، والسينما الأفريقية في مارس/آذار المقبل. وقال علي غنيم عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، " لابد من زيادة دعم رحلات الطيران العارض (الشارتر) إلي الأقصروأسوان خلال الفترة المقبلة، لتحفيز الشركات الأجنبية علي تنظيم رحلات سياحية للمدينتين. وأضاف غنيم في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أنه لابد من تخفيض تأشيرة الدخول للسائحين، وعدم زيادة رسوم المناطق الأثرية في الوقت الراهن، كأحد عناصر الجذب لسياحة الآثار، فضلا عن إطلاق حملة ترويجية لإظهار الأمن بهذه المناطق. وقال خيري محمد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير أعمال غرفة شركات السياحة المصرية بأسوان، إن تسيير خطوط طيران مباشرة إلي الأقصروأسوان، قد تكون بادرة أمل جديدة في عودة السياحة إلي المدينتين. وأضاف محمد في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن نسبة الإشغال بفنادق أسوان ضعيفة للغاية، ولا تتجاوز نحو 5% خلال الفترة الحالية. وقال ثروت عجمي، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير أعمال غرفة شركات السياحة المصرية بالأقصر، إن السياحة المصرية ستشهد انفراجه خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تحسن الأوضاع الأمنية في مصر. وأضاف عجمي في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن تسيير هذه الرحلات المباشرة بين العواصموالأقصروأسوان، سيساهم في زيادة معدلات السياحة الثقافية، مشير إلي أن نسبة الإشغال بالأقصر، بلغت نحو 18% خلال الفترة الحالية. وانخفضت الأعداد السياحية الوافدة إلي مصر بنسبة 30% خلال الربع الأول من العام الجاري، عن نفس الفترة من العام المنقضي، وتراجعت الإيرادات بنسبة 43% لتصل إلي 1.3 مليار دولار. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه ( 9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.