شخصيات عامة وحركات شبابية كانت ملء السمع والبصر قبل فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئاسة، وذهبت التوقعات إلى قيامهم بدور مؤثر بعد فوز الرئيس سواء بالتعاون معه أو معارضته حين يخطىء, ولكن ما حدث هو أن خلت الصورة تماماً من وجوه اعتاد الجميع على رؤيتها أيام المجلس العسكري وأثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ليتحول الثوار إلي ساسة، وبعضهم إلي "داعشيين" حيث رحلوا إلى ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام . حمدين صباحي.. إلى متى الغياب السيد حمدين صباحي وهو الشخصية السياسية الأشهر والتي بزغ نجمها بعد ثورة يناير، ونظر الجميع إليه باعتباره ثائراً ومناضلاً وطنياً, وقد زادت شعبيته بعد حصوله على المركز الثالث في انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي, وقد قاد حمدين المعارضة وشارك بضراوة في معارضة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكوَّن مع عدد من الساسة جبهة "الثلاثين من يونيو" التي اشتركت مع القيادة العسكرية في صياغة بيان عزل الرئيس مرسي, وبعد أحداث الثلاثين من يونيو، أعلن صباحي عن نيته خوض غمار المنافسة على مقعد رئاسة الجمهورية للمرة الثانية على التوالي تجاه نظيره المشير السيسي وقتها, وأعلن حمدين أنه حال خسارته فإنه سوف ينضم إلى صفوف المعارضة تلقائياً وبالفعل خسر حمدين وفاز المشير السيسي باكتساح, ولكن حمدين لم ينضم لصفوف المعارضة ولم نسمعه ينبس ببنت شفه منذ خسارته المدوية بل إن أحداً لا يعلم موقفه من أحداث كثيرة وقرارات متعددة تم إتخاذها منذ بداية حكم المشير. أين تمرد ؟! وفي هذا السياق غابت حركة تمرد تماماً عن الظهور بعد ما لعبت دوراً في إسقاط حكم الدكتور محمد مرسي، وصارت رمزاً شبابياً له وزنه وبات يحترمه الجميع ويضعه في الحسبان, وجاء ترشح السيد حمدين صباحي أمام المشير السيسي فأحدث هزة كبيرة وأصاب الحركة بشرخ عميق، انقسمت على إثره الحركة إلى فريقين، وانضم الشابان حسن شاهين ومحمد عبد العزيز وهم من الثلاثة المؤسسين، إلى جبهة حمدين صباحي، بينما ذهب المؤسس الثالث والأشهر للحركة محمود بدر ليؤيد وبقوة المشير السيسي, وبعد فوز المشير لم نرَ الحركة تُعلِّق بالسلب أو الإيجاب على قرار أو اتجاه مؤسسي ولم نشعر لها بوجود حقيقي, وكأنها قد أدت دورها في إزاحة حكم الرئيس مرسي ولم يعد لديها ما تقدمه بعد. ثوري في قلب داعش كشف موقع جهادي مقرب من داعش التفاصيل الكاملة لقصة الضابط المصرى أحمد الدروي، الذى أعُلن عن قتله في صفوف التنظيم مؤخرا . وكشفت مصادر مقربة من بعض الحركات الثورية أنه كان أحد أفراد المجموعات المقربة من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، كما كشفت مجموعة من الصور الفوتوغرافية ظهوره إلى جوار أبو الفتوح خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012. وأوضح شقيق الضابط القتيل أن شقيقه خرج من جهاز الشرطة لكي يلتحق بالعمل في إحدى شركات الاتصالات نظرا لأن الراتب الذي كان معروضاً عليه من الشركة أكبر من الذي كان يتقاضاه في جهاز الشرطة، كما لفت إلى أن شقيقه لم يكن عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، لكنه كان ضد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي . وأكد هيثم الدروي أن شقيقه شارك في اعتصام رابعة العدوية ليوم واحد فقط، مع بعض الأشخاص الذين كان يعرفهم، ولم يذهب إلى الاعتصام مرة أخرى، لكنه كان مؤيدا له. وأضاف "شقيقى كان محبوبا من كل التيارات، وكان مقربا من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وانتخبه في الجولة الأولى من الانتخابات" لافتا إلى أنه انتخب الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية في 2012. وأشار هيثم إلى أن شقيقه كان ملتزماً دينيا وحافظا للقرآن، لكنه لم يكن متزمتا ولم تكن له أي علاقة بحازم صلاح أبو إسماعيل أو المجموعة المحيطة به، وإنما فقط كان قريبا من عبد المنعم أبو الفتوح وشارك في ثورة يناير . وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال؛ لماذا تحول الدروي من شخصية ثورية إلى شخصية تنضم إلى تنظيم عليه الكثير من الأقاويل . حذر وترقب سياسي يقول المهندس باسل عادل, مساعد وزير الرياضة سابقاً, إن هناك حالة من الحذر السياسي والترقب وذلك لعدم وضوح الرؤية في الأفق السياسي, وهو ما أدى إلى مكوث الكثير من السياسيين في خانة الانتظار بدلاً من المشاركة, بالإضافة إلى انصراف الإعلام إلى أمور أخرى بعيدة عن السياسة الداخلية، وانشغاله بالعلاقات الخارجية والمواجهات الأمنية في الداخل وأيضاً مسألة الاقتصاد, مما أعطى انطباعاً عاماً بعدم وجود السياسيين أو إختفائهم, ولكن رجال السياسة يجتمعون ويعملون ولكن لا توجد تغطية إعلامية تبرز ذلك, وذلك لانشغال الإعلام- كما ذكرت- بقضايا أخرى قامت مقام الحديث السياسي الداخلي. موقف طبيعي الدكتور محمد أبو حامد, عضو مجلس الشعب السابق, يشير إلى أن جميع الحركات والشخصيات التي كانت تساند الرئيس السيسي وقت الانتخابات كانت تعلم يقيناً أن دورها سينتهي بإعلان الرئيس الفائز، وهو ما أكده الرئيس بنفسه مرات ومرات, والحديث عن حركة "تمرد" واختفائها عن الظهور أمر يسهل تفسيره, فقد حددت الحركة موقفها وقام جزء منها بتقديم الأوراق الرسمية لإنشاء حزب سياسي، وذهب البعض الآخر إلى فكرة ترشيح أنفسهم بشكل مستقل في الانتخابات النيابية القادمة, وقد أدت الحركة ما عليها وأصبحت رمزاً شعبياً لا يُنسى, وبالنسبة للسيد حمدين صباحي فقد أعلن أنه سينضم لصفوف المعارضة حال خسارته وأنه لن يكون جزءاً من سلطة الحكم في مصر, وهو لا يعارض حتى الآن لأن المعارضة الحقيقية لا تكون من أجل الاعتراض وحسب, بل يجب أن تشير إلى نقاط الضعف حينما تكون موجودة وفاعلة وتأثيرها السلبي واضح بجلاء, والسيد حمدين يقود تحالفاً لليسار يطمح من خلاله أن يحصد مقاعد برلمانية تمكنه من فعل شيء في قادم الأيام, وأتوقع أن البرلمان القادم سيفرز وجوهاً جديدة على الساحة السياسية, وسوف تخبو أضواء الكثيرين من الساسة الذين لعبوا أدواراً في الفترة الأخيرة. فاطمة ناعوت: صباحي موقفه محير الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت, ترى أن حركة تمرد لها وجود ميداني وتحرك مؤثرفي الشارع، كما أنها ظهرت في الآونة الأخيرة من خلال تأييدها لمشروع قناة السويس, بالإضافة إلى تنسيقها حالياً لتدشين حزب يحمل اسم وتوجه وفكر الحركة, أما السيد حمدين صباحي فهو جوهر الموضوع، وأنا أتوجه إليه بتساؤلات مُلحة وهي: لماذا يحرم مصر من آرائه السياسية وتعليقاته الهامة؟ ولماذا قام بتعطيل نشاطه السياسي بعد الانتخابات؟ ولماذا يجعلنا نعتقد بأن كرسي الرئاسة فقط هو ما كان يهمه من الأساس وليس مصلحة مصر؟ وأنا أضم صوتي لأصوات الكثيرين المصابين بالحيرة من موقف السيد حمدين صباحي. تمرد انتهى دورها أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع, المحلل السياسي, أن غياب "تمرد" عن الظهور أمر منطقي؛ لأن هذه الحركة ارتبطت بحدث معين وكان لها دور محدد وهو جمع التوقيعات لإزاحة حكم جماعة "الإخوان المسلمين", ولنا في السابق نماذج مشابهة مثل حركة "كفاية" التي ارتبطت بفكرة إسقاط نظام مبارك, وكذلك "الجمعية الوطنية للتغيير" التي ارتبطت بالمساهمة في إحداث التغيير قبل سقوط مبارك وأثناء حكم "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" وحركة "تمرد" ليست حركة سياسية نُعوِّل عليها ولكنها مرتبطة بمواقف وأدوار محددة بمجرد إنتهاء الدور أو المهمة ينتهي - بالتبعية- وجود الحركة, وبالنسبة للسيد حمدين صباحي فقد كان مرشحاً رئاسياً ولم يتثنَّ له أن ينجح, وأعتقد أنه سيكون مشاركاً في انتخابات البرلمان من خلال التيار الشعبي, ولكن حمدين شخصياً لا أعتقد أنه سيقوم بترشيح نفسه.