ليلة كل مدرسة, مكنتش بعرف أنام. بطنى كانت بتتقبض بما إنى مريضة قولون عصبى، كنت بشم ريحة المدرسة اللى مكنتش بحبها، و كان بالنسبالى أقضى وقتى في أى حتة أرحم من إنى أروح المدرسة، لإنى مكنتش بحبها. كنت حاسة إنى رايحة السجن .. برجليا. مشاعرى تجاه الجامعة في السنتين اللى فاتوا مكانتش كده، يعنى أقدر أقول إنى بحب الجامعة بشكل ما. بلاقى نفسي و بلاقى الناس اللى أحب أبقي وسطهم، لحد أواخر التيرم التانى. الفترة اللى عشتها السنة اللى فاتت في الجامعة من أسوأ التجارب اللى مرت عليا في حياتى، إنك تعيش وسط الموت كل يوم ده سحب من روحى كم طاقة مش عارفة ألئمه و مش عارفة أشفى نفسى لحد دلوقتى. إحنا أخدنا 4 شهور أجازة تقريباً، ده غير إن التيرم مكملش، بس اللى حصل في الجامعة مخلينى مش قادرة أتشفى منه على مدار حياتى فعلاً. الجامعة بجد بقت بالنسبالى موت، مش ساحة حرب حتى، لأ موت. و أنا مش عايزة أموت في الجامعة! مش عايزة أروح تانى أشم غاز و يبقي ده الروتين اليومى، مش عايزة الخناقة الطبيعية بتاعة كل يوم إن مش من حق الشرطة إنها تتمشى جوة الحرم مع الطلبة إحنا مش مسجونين، مش عايزة أبقي بنزل كل يوم و بابا يودعنى بنظرة إنى تقريباً مش راجعة تانى، مش عايزة ترجع أيام لما أهلى كلهم يتصلوا بيا يتأكدوا إنى عايشة ولا خدت رصاصة و اتقتلت، مش عايزة أجرب يوم انفجار القنابل ده لما ماما مرضتش تتصل بيا خالص لحد ما رجعت عشان كانت خايفة تكلمنى مردش أو حد يرد عليها يقولها إنى مت في التفجير. مش عايزة أبقي بتصل بكل صحابى و زمايلى و دواير معارفى كل يوم في الجامعة أتطمن إنهم "عايشين" و وصلوا بيتهم. مش عايزة أنام كل يوم معيطة و بواقى الغاز لسه في جسمى. لأ مش عايزة أعيش ده! مش مهتمة حتى إنها تبقي أحلى أيام حياتى، بس والنبى خلوها أيام طبيعية، أيام عادية. السنة دى بقى، هم حاوطوا الجامعة بسور أسود قفلوها كلها، كإنهم بيقولولك "لو انت كان عندك شك إنه سجن، فإحنا بنأكدلك إنه سجن". دكاترتى اللى كنت بروح أحضر عشانهم مش هيدرسوا، العمداء و الإتحادات هيبقوا بالتعيين، في حكم في الخباثة كده و معاه دعم من الدولة إن الشرطة تدخل تقيم معانا عادى، الطلبة بيتقبض عليهم من غير سبب، و اللى بيبقى بسبب بيبقى عشان عمل Welcome Party أو كان حاطط دبوس على شنطته. حتى دراستى نفسها تهمة، أنا ممكن يتقبض عليا عشان معايا كتب سياسة. أو عشان أنا أصلاً طالبة علوم سياسية. هو عيب إن يبقي عندى 20 سنة و عندى رغبة ليلة الجامعة أدبدب في الأرض و أعيط و أقولهم إنى خايفة أروح الجامعة؟ أنا كنت بخاف أيام المدرسة من الامتحان أو من مدرسة الدراسات اللى بتزعقلنا وسط التسميع أو عشان عندى oral quiz. و كنت بصبر نفسي إنى لما أخلص مرحلة التعليم دى و أدخل الجامعة هكون حرة و مبسوطة. مكنتش أعرف إنى هبقي ميتة في جلدى من الرعب لأروح و أتقتل أو أشوف حد من صحابى غرقان في دمه أو أعرف إن في حد من زمايلى مات. جابر نصار، شكراً لإنك زرعت فيا اللى ولا انتهاكات أى نظام عرف يزرعه .. هالة الموت اللى بقت بتطاردنى كل ما الجامعة تقرب. نقلا عن صفحتها على فيس بوك