أسفر انفجار نفذه انتحاري قرب قاعدة بينا الجوية، بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا، عن سقوط قتلي وجرحي "لم يتضح عددهم على الفور" بينما اندلعت فور ذلك اشتباكات عنيفة في المكان بين مسلحي مجلس شوري ثوار المدينة مدعوما بمسلحي تنظيم أنصار الشريعةمن جهة وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بمساندة وحدات من الجيش. وقال آمر قاعد بنينا الجوية العقيد سعد الورفلي للأناضول إن "انتحاريا فجر نفسه قرب قاعدة بنينا الجوية التابعة للجيش الليبي (مؤيدة لحفتر)"، موضحا أن ضحايا الانفجار غير عسكريين. من جانبه، أكد العميد ركن صقر الجروشي أمر سلاح الجو بقوات حفتر في اتصال مع وكالة الأناضول نبأ الانفجار، مشيرا إلى أنه وقع في المنطقة السكنية المحيطة بالقاعدة وليس أمامها. كما أوضح الجروشي أن "سيارة أخرى مفخخة انفجرت في المنطقة ذاتها عند مرور موكب لقوات الجيش بالقرب منها". واتهم من أسماهم "بالعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم أنصار الشريعة ومجلس شوري ثوار بنغازي" بتنفيذ تلك الهجمات. وقال الجروشي إن " الطيران الجوي الآن يتعامل مع الوضع علي الأرض وهناك طائرات حربية خرجت لقصف مواقع تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شوري ثوار بنغازي وصد هجومهم علي القاعدة الجوية بنينا ". إلي ذلك، قال مراسل الأناضول بمدينة بنغازي إن اشتباكات عنيفة اندلعت فور انفجار تلك السيارات، مشيرا الى سماع أصوات الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في محيط منطقة بنينا. وعلى صعيد متصل، قال مسؤول بمستشفى مدينة المرج (100 كلم شرق بنغازي) للأناضول إن "المستشفىى استقبل 50 جريحا حتي الآن جراء الأحداث في مدينة بنغازي. ولم يحدد المسؤول ما إذا كانت تلك الحصيلة جراء الانفجارات أو الاشتباكات الحاصلة الآن، إلا أنه أوضح أن الجرحى هم من العسكريين. وعن قتلي الهجوم الانتحاري أضاف المسؤول الطبي " لا نستطيع التصريح حول ذلك لتلقينا أوامر من رئاسة الأركان بالجيش الليبي بعدم الحديث عن الشهداء" على حد قوله. ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بمساعدة وحدات من الجيش الليبي أهمها القوات الخاصة وأفراد مدرية امن بنغازي وبين مجلس شوري ثوار بنغازي (اتحاد كتائب الثوار الإسلامية التابعة للأركان) مدعوما بمسلحي من تنظيم أنصار الشريعة في محاولة للأخير السيطرة علي القاعدة الجوية بنينا . و كانت اشتباكات مسلحة قد وقعت الشهر قبل الماضي بمنطقة بوعطني ببنغازي بين تلك الأطراف المتنازعة وأسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل، أغلبهم من المدنيين، كما دمرت عدة مساكن للعائلات جراء الصراع في المنطقة وتساقط القذائف العشوائية في المكان . كما نتج عن تلك الاشتباكات سيطرة تنظيم أنصار الشريعة و الثوار في 27 يوليو/تموز الماضي على خمس ثكنات عسكرية تابعه للجيش الليبي كان أخرها المعسكر الرئيسي التابع لقوات الصاعقة بمنطقة بوعطني وهي تتمركز داخلة حتي الآن . وأصبحت قوات الصاعقة بالجيش الليبي طرفا في الصراع ومستهدفة من قبل الثوار بعد إعلانها تأييد العملية العسكرية التي أطلقها اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد كتائب الثوار الإسلامية وتنظيم أنصار الشريعة بينما يقاتل أفراد التنظيم تلك القوات لرفضه وجود جيش أو شرطة في ليبيا معتبرا إياهم طواغيت . ودشن حفتر في 16 مايو/ أيار الماضي عملية عسكرية أسماها "عملية الكرامة" قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة الأركان) وتنظيم أنصار الشريعة الجهادي بعد اتهامه لهم ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات بالمدينة"، فيما اعتبرت الحكومة تحركات حفتر "انقلابا على شرعية الدولة ". و في ظل النزاع في ليبيا فإنه من الصعوبة بمكان ان يستطيع احد تحديد الجيش الليبي الرسمي أو وحداته في ظل صراع مسلح بين مجموعات مسلحة تنتمي جلها لرئاسة أركان الجيش الليبي .