تجددت في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، اشتباكات مسلحة بين قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي وبين "مجلس شورى ثوار بنغازي"، مدعوما بمسلحي تنظيم أنصار الشريعة. وقال الضابط فرج ميلاد، التابع لقوات الصاعقة، لوكالة الأناضول، إن "قوات الجيش تتقدم من جهة منطقة سيدي منصور شرقي بنغازي نحو منطقة بوعطني التي يتمركز بها تنظيم أنصار الشريعة وكتائب الثوار". وتابع: "هناك راجمات جراد 40 ومدفعية هاوزر التابعة للجيش تقصف أماكن تمركز مسلحي مجلس ثوار بنغازي والتنظيم (أنصار الشريعة) لمحاولة فتح طريق للجيش للتقدم أكثر". ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الطرف الآخر، ولا معرفة إن كان هناك ضحايا أم لا. وتدوي في المدينة أصوات لانفجارات قوية وتحديدا في منطقة بوعطني، بحسب مراسل الأناضول. ووقعت اشتباكات مسلحة الشهر الماضي في منطقة بوعطني ببنغازي بين قوات الجيش الليبي ومسلحين تابعين ل"مجلس ثوار مدينة بنغازي"، مدعوما بمسلحين من تنظيم أنصار الشريعة الجهادي، أسقطت أكثر من 100 قتيل، معظمهم مدنيون، إضافة إلى تدمير عدة مساكن لعائلات جراء الصراع في المنطقة وتساقط القذائف العشوائية في المكان. كما نتج عن تلك الاشتباكات سيطرة تنظيم أنصار الشريعة و"الثوار" في 27 يوليو/ تموز الماضي على خمس ثكنات عسكرية تابعة للجيش الليبي، كان آخرها المعسكر الرئيسي التابع لقوات الصاعقة في منطقة بوعطني، وهي تتمركز داخله حتى الآن. ورغم تأييد قوات الصاعقة للواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي تتهمه الحكومة بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، إلا أن الحكومة الليبية لم تعلن حتى الآن انشقاق هذه القوات عن الجيش، بينما وعد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني خلال زيارة له لمعسكر تلك القوات بالدعم معتبرا إياها جيشا ليبياً. ودشن حفتر في 16 مايو/ أيار الماضي عملية عسكرية أسماها "عملية الكرامة" قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة الأركان) وتنظيم أنصار الشريعة الجهادي بعد اتهامه لهم ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات بالمدينة"، فيما اعتبرت الحكومة تحركات حفتر "محاولة انقلاب على شرعية الدولة". وفي ظل النزاع المعقد في ليبيا صار من الصعب تحديد الجيش الليبي الرسمي أو وحداته.