ارتفع اليوم الأربعاء، عدد ضحايا الاشتباكات الدائرة منذ الأحد الماضي، في مدينة سبها جنوبي ليبيا بين قبيلتي "أولاد سليمان" و"القذاذفة" إلى 17 قتيلا، وأكثر من 50 جريحا، حسب مصدر طبي. وقالت مصادر طبية من المستشفى الحكومي بمدينة سبها للأناضول، إن "عدد القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات وصل إلى 17 قتيلا، وأكثر من 50 جريحا"، دون أن تذكر تفاصيل إضافية. وأفاد شهود عيان أن عددا من المسلحين، أقدموا على إضرام النار في عدد من المنازل التابعة لأفراد من قبيلة "القذاذفة" في منطقة المنشية. وبينما تشهد المدينة حالة من الهدوء الحذر، قال علاء الحويك الناطق باسم القوة الثالثة المكلفة من هيئة الأركان بتأمين الجنوب الليبي، لوكالة الأناضول، إن هناك الآن جهودا تبذل للوصول إلى وقف لإطلاق النار". وفي نفس السياق تقدمت الحكومة الليبية المؤقتة بالعزاء إلى أهالي القتلى، ودعت في بيان أصدرته اليوم، الأعيان والمشايخ والحكماء إلى التدخل لحقن الدماء. وفي بيانها، طالبت الحكومة الليبيين ب"التعالي عن الحساسيات الجهوية و القبلية". وتشمل المكونات الاجتماعية في مدينة سبها عددا من القبائل أبرزها، أولاد سليمان، والتبو، وأولاد بو سيف، والقذاذفة، والحصاونة، وأولاد الحضير، إضافة إلى الطوارق. وقال المتحدث باسم القوة الثالثة المكلفة بحفظ الأمن في الجنوب، علاء الحويك، في وقت سابق لوكالة الأناضول، إن "هذه الاشتباكات (بين قبيلتي أولاد سليمان والقذاذفة) تصفية حسابات بين القبيلتين، وليست جديدة وكانت موجود حتى إبان حكم القذافي، وبمجرد حدوث خلاف بسيط تتجدد الاشتباكات". وأدت الاشتباكات القبلية التي عاشتها المدينة، المكونة من خليط قبلي متناحر، إلى مقتل أكثر من مائة وخمسين شخصا وإصابة المئات بجراح، خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب إحصائيات وزارة الصحة. وتشهد ليبيا أوضاعًا أمنية متدهورة، خاصة مع انتشار أنواع مختلفة من الأسلحة في أيدي جماعات مسلحة، وقبائل تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة، عقب سقوط نظام القذافي عام 2011.