أعلم جيدا ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يغوص في بحر من الرمال المتحركه أمواجه تأتيه بمزيج من الأزمات والمشاكل المتعدده ,بحرممتلئ بدوامات من التطرف والارهاب والعنف والجهل وأعلم جيدا أصرار رئيس الدولة والتي ظهرت في كل خطاباته وحواراته الصحفية ولقاءاته مع شباب حملته الانتخابية والتي شرفت بأن اكون من الحاضرين فيها وعزمه على محاربه الفساد والوساطه واتاحه الفرصه لجيل جديد من الشباب من ذوي الكفاءة،وإعطاء الفرصة لنخبه سياسيه شبابيه تكون سند له ومشاركه في بناء مصر الجديده في كل شئ ، ورغم ذلك مازالت أغلب المؤسسات الحكومية تتهاون في تنفيذ مثل هذه القرارات مازالت الحكومه والوزراء يعتمدون على أهل الخبره كما يشاع ولكن حقيقه الأمر فهم أهل الثقه اصحاب الأعمار ما فوق الخمسين والقيادات السبعينية التي تتشبث بالمناصب وتبذل أقصي جهدها في تحطيم طموحات الشباب الحالم، لست معترض عن وجود كبار السن في معظم المؤسسات لأن من قال إن الشيخوخة يتم احتسابها بسنوات العمر؟ شيخوخة الأفكار هى الأصل وهذا ما أعنيه وأقصده فأغلب الكفاءات تؤثر الرحيل من مواطنه في صمت علي أمل أن يأتي اليوم الذي يفيد فيه بلده فنعيش في مسلسل نزيف الهجرات الدائمة للعقول والكفاءات الشابة في جميع المجالات الي دول الاتحاد الأوروبي، وأمريكا وكندا واستراليا حيث كشفت آخر البحوث في هذا الشأن عن وجود قرابة المليون مهاجر مصري بهذه الدول نصفهم من أصحاب الكفاءات العلمية في المجالات المختلفة والسؤال هنا الى متى سيستمر فكر الإقصاء للشباب بدعوي عدم وعيهم مما جعل مصر بلدا يشيخ أو علي حد وصف الخبراء «دولة عواجيز» هذه الحجج الواهية تسببت في تخلف بلدنا فكل من يتقلد المناصب يكون فوق سن الستين، بينما الشباب لا يتقلد سوي مناصب إدارية، بعيدة عن أي مجال للابتكار وهو الأمر الذي يقتل طموحات الشباب ويجعلهم يعزفون عن المشاركة في الحياة. لعل انتحار 9 اشخاص معظمهم من سن الشباب الاسبوع السابق يعطينا ناقوس خطر ويشعرنا بانطباع عام من الاحباط الذي يعاني منه شباب مصر والذي يمثل 65%من تكوين المجتمع المصري ,كل الأسف ان هذا النمط المتبع انتقل الى عالم السياسة فنرى الساسة عواجيز العمر يستحوذون على قيادة معظم الاحزاب السياسيه في مصر وهم من يتصدرون دائما المشهد السياسي وهم بالفعل من سرقوا الثورات العربيه من شبابها ولأن الحركات الشبابية لم تتحد ولم تظهر لها قائد سواءً في مصر أو تونس أو اليمن وأيضاً في سوريا،اعطت الفرصه لمستحوذي المناصب بالانابة والساعين لها ان يستغلو الشباب في تحقيق أهدافهم ومازالوا يسعون للاستفاده من التمييز الايجابي والتي اعطاه الدستور الجديد للفئات المهمشه كالشباب والمرأه ومتحدي الاعاقه لحجز أماكنهم في القوائم الانتخابيه على حساب التمثيل الايجابي للشباب مازال عواجيز السياسيه اللذين لم يشبعوا من المناصب التي تقلدوها ولا الاموال التي جمعوها ليذاحموا الشباب في مقاعدهم البرلمانيه , اعتقدت أن مصر بعد ثورتين قامت وان الحال المائل سيعتدل حيث أصبح لدي مصر دستور ورئيس منتخب وفي انتظار برلمان يعبر عنا وكان ماكان وعادت دولة العواجيز سريعا.خلاصه القول على الساده العواجيز ان يتمعنوا جيدا فيما قاله الرئيس الماليزي السابق، مهاتير محمد في أواخر عام 2004 ، أثناء زيارة له للإسكندرية وأمام حضور ربما يزيد علي الألفين، وهو يرد علي سؤال لماذا غادر السلطة وكان في إمكانه البقاء، قالها قاطعا: 24 سنة في السلطة.. كفاية ونحن نقولها لكم كفاية فحان وقت قيام دولة الشباب.