أغلقت السلطات الإسرائيلية، اليوم الخميس، معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة، أمام حركة إدخال البضائع، بسبب حلول الأعياد اليهودية. وقال منير الغلبان، مدير الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، لوكالة الأناضول إنّ السلطات الإسرائيلية قررت إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام حركة البضائع، لأربعة أيام متواصلة، بدءا من صباح اليوم الخميس حتى يوم الأحد المقبل بسبب الأعياد اليهودية (الغفران، والعُرْش). وحذّر الغلبان من تأثير إغلاق المعبر، على إمداد قطاع غزة بالمواد والمستلزمات الغذائية، والوقود. وتابع : "إغلاق المعبر ولو ليومٍ واحد يزيد من معاناة سكان قطاع غزة، التي تفاقمت بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بالتزامن مع استمرار الحصار المستمر منذ أزيد من سبع سنوات". ولا يلبي معبر كرم أبو سالم المتطلبات الاقتصادية والإنسانية لقطاع غزة، والذي يحتاج وفق الغلبان من 700 إلى 900 شاحنة يوميًا، ولا يتم إدخال سوى 300-400 شاحنة بما لا يتجاوز 30% من الاحتياجات اليومية لقرابة مليوني مواطن. ويربط قطاع غزة بإسرائيل في الوقت الحالي، معبرين، الأول هو معبر بيت حانون شمالي قطاع غزة، الخاص بتنقل الأفراد من غزة إلى الضفة، ومعبر كرم أبو سالم، أقصى جنوب قطاع غزة وهو المعبر التجاري الوحيد الذي أبقت عليه إسرائيل بعد إغلاقها لأربعة معابر تجارية، في عام 2007، عقب سيطرة حماس على القطاع. وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصارا مشددا، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007. وأضاف الغلبان، أن المعبر، ومنذ وقف إطلاق النار، منذ شهر يعمل بالحجم الاستيعابي الذي كان يعمل به وقت الحرب الإسرائيلية على القطاع، ويُفتح لإدخال البضائع الغذائية، والإغاثات والشاحنات المحملة بالمساعدات، فقط، مؤكدا أنّ قوائم السلع التي يجرى توريدها إلى غزة لم تشهد أي تغيير يذكر. وشنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة في ال 7يوليو/تموز الماضي، أسفرت عن مقتل 2158 فلسطينيًا، وإصابة ما يزيد عن 11 ألفا آخرين، فضلا عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق أرقام فلسطينية رسمية. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في ال 26 أغسطس/آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة. وأعلنت الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي، على لسان المتحدث باسمها، بدر عبد العاطي، أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ملتزمان بتثبيت التهدئة، وقدما مقترحاتهما لجدول أعمال لبحث القضايا العالقة، على أن يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين أول، المقبل في القاهرة.