أكد وائل نصر الدين عطية، سفير مصر لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، أن الشعب الفلسطيني حاليا في مفترق طرق وأن موقف مصر والقيادة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي هو دفع القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى الصدارة لأنها احد الأسباب الرئيسية لما تعاني منه المنطقة في الوقت الحالي. وقال "عطية" خلال لقاء مع برنامج "حكي على المكشوف" على قناة "فلسطين" أن القضية الفلسطينية مرت بمجموعة من الخيارات خلال السنوات الماضية آلت في نهاية الأمر إلى عدم تحقيق تقدم يذكر باستثناء إدارة شئون محلية للشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. وأكد أنه يجب طرق كافة الأبواب والسعي إلى دفع المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات من شأنها تنفيذ تعهداته وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، وأوضح أن مصر داعمة منذ البداية للتحرك لدى الأممالمتحدة وطلب القيادة الفلسطينية في هذا الشأن، وصدر قرار من جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي لدعم التحرك الفلسطيني في الأممالمتحدة، وسيطلق رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قريبا المبادرة الفلسطينية امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ويبدأ التحرك في هذا الإطار. وقال أن نقطة البداية هي طرح المبادرة وبعد ذلك يتم التعرف على ردود الفعل الرسمية الدولية، وأضاف أنه أصبح هناك تعاطف دولي كبير مع الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى حملة مقاطعة منتجات المستوطنات التي تكتسب زخما يوما بعد آخر، وأصبحت الانتهاكات الإسرائيلية أكثر وضوحا حيث خرج آلاف وملايين الأشخاص في أوروبا وامريكا اللاتينية وغيرها، فضلا عن الولاياتالمتحدة للتنديد بالسياسة الإسرائيلية، وبالتالي لايمكن ان تأخذ هذه الحكومات قراراتها بمعزل عن رؤيتها وتقديرها للرأي العام لديها. وأشار السفير عطية إلي أن اسرائيل تتفاوض منذ سنوات طويلة من أجل التفاوض وليس للوصول الي حل للقضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة، مشددا على ضرورة وضع حد لهذه المماطلة الاسرائيلية ، والوسيلة الوحيدة هي دفع الامور إلى الحافة لكي يتم اتخاذ القرارات المصيرية بعد مرور أكثر من 20 عاما من التفاوض العقيم حيث أصبحت أوراق كل طرف واضحة للآخر، والأمور متوقفة فقط على اتخاذ القرار وهو ما تعجز عنه اسرائيل منذ سنوات ، وبالتالي طرح السؤال على الطاولة ووضع القيادة الإسرائيلية على المحك في هذا الاختبار هو أمر ضروري ووضع المجتمع الدولي على المحك وإرادته في تحقيق إقامة دولة مستقلة فلسطينية جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل وفقا للمقولة السائدة والتي يرددها جميع القادة في العالم. وعما إذا كانت الحرب على داعش في بلاد الشام وفي العراق ستقود إلى مؤتمر دولي جديد؟ وما الذي عناه الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما قال "يجب ان تكون الوجهة ليس فقط امام داعش ولكن أمام كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة؟، قال السفير عطية أن الانتهاكات الإسرائيلية هي أحد المسببات الرئيسية لتزايد التطرف في المنطقة، وهناك جوانب أخرى، منها التخلف وضعف التعليم وتقصير القيادات في المنطقة في حل القضايا السياسية المزمنة مثل القضية الفلسطينية. وأعرب السفير المصري، عن اعتقاده بأن إسرائيل تساهم بكل ما تقوم به من انتهاكات في حق الشعب الفلسطيني في تغذية هذا التطرف الذي يغزو المنطقة العربية حاليا، فضلا عن وجود داعش وغيرها من التنظيمات، فهو تيار فكري يجب أن النظر إليه بشكل متكامل. ووصف الوضع الفلسطيني ب"المرآة" للوضع العربي الحالي المنقسم على نفسه، حيث يمر بمرحلة ضعف لم يمر بها من قبل كنظام عربي إقليمي فهناك احداث في سوريا وفي العراق، مشددا على ضرورة أن ينظر الفلسطينيون إلى انفسهم مرة اخرى باعتبارهم القضية المركزية للعالم العربي.