قالت مصادر مقربة من إدارة الشركة العامة للكهرباء الليبية (حكومية)، إن وضع الشبكة الكهربائية في البلاد، سيشهد تحسنا في غضون أيام قليلة. وأضافت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، في تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم الخميس، أن الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها العاصمة طرابلس وبنغازي (شرق) أدت إلى التأثير على عمل شبكة الكهرباء، مما اضطر الشركة إلى تخفيف الأحمال، وذلك بقطع الكهرباء سبع ساعات يوميا عن مختلف أنحاء البلاد، وتصل في المناطق النائية إلى عشر ساعات يوميا. وقال عبد الكريم الجياش، المستشار بشركة الكهرباء الليبية، إن شركة الكهرباء في طرابلس تعمل بكامل طاقتها البالغة، ألف ميجاوات. وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول، أنه بسبب تعرض دوائر التوزيع في مناطق مختلفة لعمليات القصف، فإن الطاقة التشغيلية انخفضت إلى 500 ميجاوات يومياً، إلى حين إصلاح دوائر التوزيع المتضررة. ويسيطر علي العاصمة الليبية طرابلس قوات " فجر ليبيا " والتي تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي " قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا" المشكلة من عدد من " ثوار مصراتة " (شمال غرب) وثوار طرابلس المحسوبة علي تيار الإسلام السياسي، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها ضد كتائب الصواعق والقعقاع ولواء المدني التابعة لبلدة الزنتان والمحسوبة علي التيار الليبرالي والمتحالفة مع مسلحين من منطقة ورشفانه في صراع خارج سلطة الدولة الليبية. وتصرف ليبيا سنوياً 800 مليون دينار (653 مليون دولار)، لدعم الكهرباء في البلاد، بحسب تقديرات حكومية. وتقول شركة الكهرباء الليبية، وفق أحدث الإحصائيات، إن الانتاج الحالي يتراوح بين 4500 ميغاوات إلي خمسة آلاف ميجاوات، بعجز يتراوح بين 700 إلى 1500 ميغاوات. كان المجلس المحلى بمدينة سرت (وسط) قد نفى في أوائل الشهر الجاري، توقف عمل الوحدة الأولى لمحطة كهرباء الخليج البخارية بسرت، وتقديم مدير موقع المشروع المهندس أبوبكر مخيون استقالته. وقال رئيس المجلس المحلي، في بيان صحفى، إن الوحدة الأولى لمحطة كهرباء الخليج البخارية لإنتاج وتوليد الطاقة بسرت تعمل، وساهمت في إضافة 180 ميجاوات للشبكة العامة للكهرباء فى ليبيا، منذ فترة، وهى تساهم في تقليل الأحمال للشبكة العامة للكهرباء، مؤكدًا أن مدير موقع المشروع المهندس أبوبكر مخيون لم يتقدم باستقالته. وتعانى شبكة الكهرباء في ليبيا في مناطق عدة من تأثيرات الاشتباكات التي تؤدى لتدمير دوائر توزيع الكهرباء، وأجزاء من الشبكة، فضلا عن نقص الوقود اللازم لعملها، مما يؤدى لمعاناه مناطق عدة من انقطاعات الكهرباء لفترات متفاوتة. وقال لطفي غوما، مسؤول الإعلام بالشركة العامة للكهرباء، في تصريحات صحفية سابقة، إن أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن غرب طرابلس ، في المنطقة الممتدة من السراج (الضاحية الغربيةلطرابلس) إلى رأس جدير (غرب)، هو خروج وحدات التوليد عن الخدمة، نتيجة إصابة شبكة المنطقة الغربية. وأضاف غوما أن محطة كهرباء غرب طرابلس/ الزاوية 220، أُصيبت جراء الاشتباكات المسلحة، بالعاصمة طرابلس مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التي تغذيها هذه الشبكة والمتمثلة في المنطقة الممتدة من السراج إلى رأس أجدير، مشيرا إلي أن محطة كهرباء غرب طرابلس/ الزاوية (220) ك.ف جرى إصلاحها مرات عدة بعد أن تعطلت جراء الاشتباكات المسلحة. ويذكر أن تقرير صادر عن الأممالمتحدة في أوائل سبتمبر / أيلول الجاري، قال إن الاشتباكات الجارية منذ أكثر من 4 شهور في مدينتى طرابلس وبنغازى، أديا إلى فرار نحو 250 ألف شخص. وأضاف التقرير الصادر عن بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة ومكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية إن الفارين بينهم 150 ألف شخص من العالم المهاجرين و 100 ألف مواطن ليبى . يذكر أن بعض العائلات بالعاصمة طرابلس عادت إلى مساكنها بالمدينة، في حين لم يتمكن البعض الآخر من ذلك بسبب تضرر مساكنهم جراء اشتباكات طرابلس، التي أدت إلى نزوح آلاف العائلات، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية الليبية. ومنذ الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، عام 2011، تشهد ليبيا انقساما سياسيا بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرا أدى إلى تردي الأوضاع الأمنية وتصاعد وتيرة العنف الذي يعصف بالمدن الرئيسية خاصة طرابلس وبنغازي (شرق) في ظل تصارع لكتائب مسلحة في حرب خارج سلطان الدولة. وأفرز هذا الانقسام جناحين للسلطة لكل منهما مؤسساته؛ الأول: البرلمان الجديد المنعقد في طبرق، وحكومة عبد الله الثني، التي استقالت مؤخرا وجرى تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة، إضافة إلى رئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني فيتألف من المؤتمر الوطني العام، وهو برلمان مؤقت سابق استأنف عقد جلساته الشهر الماضي، ومعه رئيس الحكومة المكلف من قبل المؤتمر، عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش "المقال"، جاد الله العبيدي.