تبين وجود ارتباط بين حالات فردية لتفشي أمراض الأطفال مثل الحصبة والسعال الديكي في الولاياتالمتحدة وقرار بعض الآباء رفض تطعيم أطفالهم. فقد ذكرت مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها، أن هناك 593 حالة إصابة مؤكدة بالحصبة في الولاياتالمتحدة منذ أغسطس الماضي وهو ما يعد أعلى معدل إصابة خلال عقدين، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء "الألمانية". يذكر أنه في عام 2000 أعلن خلو البلاد من المرض، كما بلغت حالات الإصابة بالسعال الديكي أكثر من 48 ألف حالة في البلاد خلال عام 2012 وهو أكبر عدد منذ عام 1955 . وهذه الإحصاءات جديرة بالاهتمام في ظل عودة الأطفال إلى المدارس الحكومية في سائر أنحاء البلاد خلال الشهر الحالي. كما تقوم العديد من الولايات بتخيير الآباء بشأن تطعيم أطفالهم لأسباب شتى، ويعتقد الخبراء أن هذا له علاقة بالزيادة الأخيرة في الأمراض، فضلاً عن أن جميع الولايات تسمح للآباء برفض التطعيم بناءً على شروط طبية، و46 ولاية لأسباب دينية و19 ولاية لمعتقدات فلسفية. ورفض بعض الآباء تطعيم أطفالهم بسبب مخاوف تتعلق باحتمال وجود علاقة بين اللقاحات التي تعطى لهم والإصابة بمرض التوحد، لكن حتى اليوم لا يوجد دليل علمي على وجود ارتباط بين اللقاحات ومرض التوحد، حسبما قال خبراء خلال مناقشة في واشنطن حول اللقاحات وتفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها. ولحماية مجتمع كامل من الأمراض الخطيرة، لابد من تطعيم 95% على الأقل من السكان فيما يطلق عليه الخبراء "المناعة الجماعية". ويقول الخبراء إنه عندما تتخطى نسبة من لا يتم تطعيمهم أكثر من 5%، فإن هذا يعرض السكان بالكامل للخطر. وأوضح الدكتور بول أوفيت مدير مركز اللقاحات التعليمي بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا قائلاً: "عندما تبدأ المناعة الجماعية في الانهيار، فإن ما تراه هو ما تراه الآن وهو أن أكثر الأمراض المعدية تعود أولاً، ومن بين أكثر الأمراض المعدية الحصبة والتهاب الغدة النكافية والسعال الديكي". وهناك ولايات مثل كاليفورنيا وأوريجون وواشنطن مررت تشريعاً يلزم الآباء بمقابلة اختصاصي صحي كشرط أساسي لرفض التطعيمات.