دعا رئيس التحالف الوطنيِّ الشيعي (أكبر كتلة برلمانية في العراق) إبراهيم الجعفريّ، ورئيس القائمة الوطنيّة إياد علاوي، إلى الحفاظ على وحدة الصفِّ الوطنيِّ والالتزام بالتوقيتات الدستوريّة لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال مكتب الجعفري في بيان صدر على موقعه الالكتروني، وصلت وكالة "الأناضول" نسخة منه، إن "رئيس التحالف الوطنيِّ إبراهيم الجعفريّ استقبل في مكتبه ببغداد، رئيس القائمة الوطنيّة إياد علاوي وجرى خلال اللقاء بحث أبرز المُستجدّات على الساحة السياسيّة والأمنيّة، والحوارات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة، وضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستوريّة ". وأضاف البيان أنه تمَّ التأكيد خلال اللقاء على "أهمية تضافر الجهود الوطنيّة كافة للحفاظ على وحدة الصفِّ الوطنيِّ، والعمل على إعادة الأمن والاستقرار، والقضاء على التنظيمات الإرهابيّة، وعودة الأسر النازحة إلى مناطق سكناهم، فضلا عن رفع مُستوى الخدمات للمُواطِنين"، مشيرا الى انهما "شددا على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستوريّة لتشكيل الحكومة المقبلة". ويضم التحالف الوطني (شيعي) الذي يشغل غالبية مقاعد البرلمان ب 180 مقعدا من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدا، كلا من: ائتلاف دولة القانون (ينتمي له أيضا رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي)، "ائتلاف المواطن"، و"كتلة الأحرار"، و"الإصلاح الوطني"، "حزب الفضيلة الإسلامي" وبعض المستقلين. وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف في 11 أغسطس/ آب الجاري، العبادي، بتشكيل الحكومة رسميا، وبحسب الدستور العراقي، فإن العبادي مطالب بتشكيل الحكومة في غضون 30 يوما من تاريخ التكليف. ووفقا للتقسيم المعتمد للمناصب منذ عام 2003، وهو تقسيم لا تنص عليه أي بنود دستورية، فإن منصب رئاسة الوزراء في العراق من نصيب المكون الشيعي، ورئاسة البرلمان للمكون السني، ورئاسة الجمهورية للمكون الكردي. إلا أن محللين يرون أن العبادي لن يلجأ إلى تشكيل الحكومة من دون توافق سني كردي شيعي؛ خشية فقدانه الدعم الكبير من الدول الغربية والعربية بجانب الظهير السياسي داخليا الذي يعد من أبرز عوامل نجاح حكومته في ظل الأزمة الأمنية التي يمر بها العراق حاليا والمواجهات مع تنظيم "داعش". ومنذ أكثر من شهرين، تسيطر جماعات سنية، يتصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مناطق واسعة في محافظات شمالي وغربي العراق. وتمكنت القوات العراقية، مدعومة بميليشيات مسلحة موالية لها، وقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة)، وبعد تدخل عسكري أمريكي، من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك ضارية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتلقي تلك الأحداث الأمنية بظلالها على مساعي تشكيل الحكومة العراقية والعملية السياسية برمتها في البلاد.