أصاب مقطع فيديو مؤثر ملايين العراقيين بنوبة بكاء وغضب لم يسلم منها أعضاء البرلمان العراقي الذين استضافوا عددا من أهالي المغدورين في قاعدة "سبايكر"، والذين ظلت الجهات الرسمية تنكر وجودهم أصلا. الفيديو هو لوالدة أحد المفقودين، كانت تشرح بطريقة منطقية جهودها وجهود أهالي الضحايا معها للوصول إلى حقيقة ما حدث لفلذات أكبادهم ، قبل أن تنهار وترمي بغطاء رأسها أمام رئيس البرلمان وبقية الأعضاء، في عرف اجتماعي وعشائري عراقي يعبر عن قمّة الضيم الذي تشعر به المرأة حين لا تجد من ينصفها ويردّ الظلم عنها. وكتب النائب ظافر العاني الناطق الرسمي لقائمة "متحدون" على صفحته على الفيسبوك عن واقعة المرأة المكلومة، قائلا :" لم يكن منظرا هينا على أي عراقي حرّ وهو يرى تلك الأم الثكلى تنزع فوطتها (غطاء الرأس) لتلقيها في قاعة مجلس النواب، إنها أم عراقية تريد معرفة مصير فلذة كبدها من ضحايا مجزرة قاعدة سبايكر؛ وهي جريمة القرن، آلاف الجنود العراقيين يقتلون بدم بارد في يوم واحد على أيدي الإرهابيين حتى بعد أن نزعوا ملابسهم العسكرية وألقوا بأسلحتهم". وأضاف أن "أعداد الضحايا ليس 1700 شهيد بل إنهم على الأرجح أضعاف هذا العدد، لكن وزارة الدفاع نفسها لا تعرف أعدادهم حصرياً". يشار إلى أن مجلس النواب العراقي قد قرر استضافة المسؤولين الأمنيين ثانية وفي جلسة علنية هذه المرة، لعل أجوبتهم عما حدث تستطيع أن تخفف حزن آلاف الأمهات العراقيات اللواتي لا يعرفن لحد الأن مصير أبنائهن.