مع تصاعد الأصوات التي تنطالب منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بزيادة الإنتاج وتوفير الإمدادات النفطية، أبدت أوبك في تقريرها الشهري تخوفها من احتمال أن تؤدي الانعكاسات السلبية لضعف نمو الاقتصادي الأمريكي إلى تراجع حاد بالطلب العالمي على النفط، قد تصل إلى حد انهيار الأسعار في حال إقدامها على زيادة الانتاج. وذكرت أوبك في تقريرها الشهري عن أوضاع السوق النفطية العالمة وأسعار النفط، والذي يغطي الفترة ما بين 16 ديسمبر 2007، و15 يناير 2008، أن المخاوف من احتمال حدوث كساد في الاقتصاد الأمريكي قد زادت إثر صدور تقارير سلبية في ديسمبر الماضي، أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في حجم المنتجات الصناعية والمبيعات، بالإضافة إلى ارتفاع ملحوظ بمعدلات البطالة وأسعار السلع والمواد. وأشار تقرير أوبك الذي أوردته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أجزاء منه إلى أن ارتفاع حدة المخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولاياتالمتحدة، أدي إلى انخفاض المخزون النفطي الأمريكي. وكانت وكالة الطاقة الدولية خفضت في أحدث تقرير لها من توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري باكثر من 170 مليون برميل عن توقعاتها السابقة. وأوضحت أوبك أن سلة خامات الدول الأعضاء (13 دولة) قد تراجعت بمعدل 1.8 دولار للبرميل الواحد، ووصلت إلى 87.19 دولار للبرميل الواحد بنهاية العام الماضي. وعلي صعيد الأسعار العالمية اندفعت أسعار النفط الخام أمس نحو أدنى مستوى لها منذ نحو 6 أسابيع في بورصة "نيمكس" بنيويورك، وأشارت شبكة "بلومبيرج" الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى تراجع النفط الخام لتعاقدات شهر فبراير الآجلة إلى مستوى 86.11 دولار في بورصة "نيمكس"، وهو ما يعد أدنى مستويات الخام منذ 6 ديسمبر، وفي بورصة البترول الدولية بلندن، تراجع سعر خام برنت لتعاقدات شهر فبراير الآجلة بنحو 2.51 سنت أو ب2.9 % ليبلغ 85 دولار. هذا وقد اعترفت أوبك أن نمو الاقتصاد العالمي سجل تراجعاً ملحوظاً مع بداية العام 2008، بنسبة من 0.1 نقطة مئوية ليرتفع إلى 4.7، نقطة مئوية، متأثراً بالهبوط التنازلي بقيمة المراجعات في جميع مناطق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، مقارنةّ ب 2.1 % إلى 2.7 % من النمو الاقتصادي خلال نفس الفترة من العام 2007، في حين ظل النمو الاقتصادي في البلدان النامية ومنطقة آسيا والباسفيكي وأميركا اللاتينينة عند معدل 6.1 %. كما أكد تقرير الأوبك أن التوقعات بشأن النمو في الاقتصاد الصيني لم تتغير، وظلت عند معدل 9.9 %، وهو نفس المعدل الذي تم تسجيله في نهاية الشهر الماضي، في حين بلغ النمو الاقتصادي المسجل في الصين خلال العام 2007، معدل 11.5%. ويتزامن مع اقتراب اجتماع أوبك المقرر في الأول من شهر فبراير المقبل في فيينا، دعوات من جانب وزير الطاقة الامريكي صمويل بودمان يطالب أوبك بزيادة إنتاجها وتوفير الامدادات النفطية اللازمة في السوق العالمية. والتي جاءت بعد أيام من دعوة مماثلة اطلقها الرئيس جورج بوش خلال زيارته الاخيرة الى السعودية، عندما أكد أن زيادة أوبك لإنتاجها النفطي سيساهم بتخفيف حدة اعباء ارتفاع اسعار المحروقات والطاقة على المستهلكين. من جانبهم يري غالبية وزراء النفط والطاقة في الأوبك، وفي مقدمتهم رئيس الدورة الحالية للمنظمة شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري، وجود كميات كبيرة من النفط الخام في السوق بحيث تزيد عن الطلب العالمي. وفي هذا السياق، قال شكيب خليل انه لا توجد حاجة ملحة في الوقت الراهن لقيام الأوبك بزيادة انتاجها من النفط في حال تحسن مخزون النفط في الربع الثاني من العام الحالي. وتوقع استقرار أسعار النفط خلال الربع الاول من العام الحالي ما بين 80 الى 90 دولارا للبرميل. وقد قرر وزراء النفط والطاقة في أوبك بنهاية اجتماعهم الطارئ الذي عقدوه في أبو ظبي في النصف الأول من شهر ديسمبر 2007، تمديد سقف الإنتاج المعمول به حالياً، والبالغ 27.3 مليون برميل.