بدأ وجود "مهاجرو" الدولة الإسلامية "داعش" بالتلاشي شيئاً فشيئاً، من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، فلم يعد عناصر التنظيم من الشيشانيين والباكستانيين والأفغان يجوبون شوارع المدينة بأسلحتهم المتطورة وسياراتهم المعروفة لدى سكان ثاني أكبر مدن العراق والخارجة عن سيطرة الحكومة منذ أكثر من شهرين. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال الشيخ أمين الحيالي وهو رجل دين من الموصل، إنه لم ير منذ أيام في شوارع المدينة مقاتلين أجانب أو ما يطلق عليهم تنظيم "الدولة الإسلامية" تسمية "المهاجرين"، مشيراً إلى أن التواجد المسلح في المدينة يقتصر اليوم على عناصر عراقية في التنظيم، في ظل اختفاء العناصر الأفغانية والشيشانية والباكستانية وحتى العربية منها. و"المهاجرون" تسمية يطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" على عناصره من غير السوريين أو العراقيين، ويمثل هؤلاء المهاجرون غالبية عناصر التنظيم، بحسب خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية. وأضاف الحيالي بالقول "نحن نعرف العناصر الأجنبية في التنظيم من لحاهم الملونة وشعرهم الطويل، إضافة إلى ملامحهم الغريبة، كما أن أهالي الموصل باتوا يعرفون سياراتهم التي كانت تجوب شوارع المدينة بشكل متكرر يومياً. وحول أسباب اختفاء "المهاجرين"، رأى رجل الدين أن هنالك احتمالاً بأن يكون ذلك نتيجة نشوب خلاف بينهم وبين القادة العراقيين في التنظيم، أو أنهم فروا من مدينة الموصل باتجاه الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، كما أن هنالك احتمال بأن يكونوا توجهوا للمشاركة في القتال بمناطق تشهد اشتباكات مع قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) والجيش العراقي. من جهته قال مصدر عشائري بمدينة الموصل، إن تواجد المسلحين الأجانب والعرب انخفض بنسبة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية في شوارع الموصل، مشيراً إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بات يعتمد على متطوعين جدد من أبناء المدينة في ضبط الأمن وتسيير الأمور فيها. وفي تصريحه لوكالة "الأناضول"، أوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن انسحاب العناصر الأجنبية الذين يرجح فرارهم خارج العراق يعود إلى انخفاض شعبية التنظيم بالموصل بعد تفجيره مؤخراً عدداً من المراقد الدينية فيها وتشديده الخناق على سكانها من خلال التعاليم الصارمة التي فرضها عليهم وأدت إلى تقييد حرياتهم الشخصية. في سياق متصل، قال مصدر استخباراتي عراقي فرّ من الموصل إلى بغداد بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" على المدينة يونيو/حزيران الماضي، إن رضوان الحمدون الذي عينه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" مؤخراً والياً على الموصل وأقارب له تواروا عن الأنظار في الأيام العشر الماضية، مشيراً إلى أن المعلومات التي لديه تفيد بفرارهم إلى سوريا. وفي تصريحه لوكالة "الأناضول"، أوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، نظراً لموقعه الاستخباراتي، أن أبناء عمومة الحمدون اختفوا منذ 3 أيام من قرية مشيرفة غربي الموصل التي يقطنون فيها، وهم من الأشخاص المعروفين بدعمهم وولائهم للتنظيم، مرجحاً فرارهم أيضاً إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا. وخلال الأسبوع الجاري، حققت قوات البيشمركة(جيش إقليم شمال العراق) المدعومة من القوات الحكومية العراقية، بغطاء جوي أمريكي، تقدماً في مناطق سهل نينوى بعد ان استعادت السيطرة على مناطق سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" مؤخراً أهمها سد الموصل أكبر السدود في البلاد (50 كم شمال غربي مدينة الموصل). ويرى محللون عسكريون أن الضربات الجوية الامريكية التي بدأت منذ أكثر من 10 أيام ضد مواقع ل"الدولة الإسلامية"، أسهمت وبشكل كبير في إلحاق ضربات موجعة بمعاقل التنظيم في عموم محافظة نينوى.