زيارة ميدانية لطلاب برنامج علم النفس الإكلينيكي ببني سويف الأهلية للمستشفى الجامعي    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك شعب كنيسة عين شمس الاحتفال بخميس العهد |صور    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان وطني لا مجال للمزايدة عليه    مصطفى كامل يحتفل بعقد قران ابنته    استعدادًا لموسم السيول.. الوحدة المحلية لمدينة طور سيناء تطلق حملة لتطهير مجرى السيول ورفع الأحجار من أمام السدود    إزالة 176 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية خلال المرحلة الثالثة من الموجة 22 بالغربية    أسعار النفط تستقر وسط ارتفاع المخزونات وهدوء التوترات الجيوسياسية    للشهر الثاني على التوالي.. ميتسوبيشي مصر تثبت أسعار سياراتها    الشيخ علي جمعة يزور دار السادة الميرغنية بالسودان    الأونروا تعلن عدم قدرتها على إجلاء المدنيين من رفح وتحذر من سقوط آلاف القتلى    باحث: انشقاق واضح وغير مسبوق داخل مجلس الحرب الإسرائيلي    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين    الحكومة: نعمل على توفير السيولة الدولارية لمواجهة أي تحديات اقتصادية إقليمية أو دولية    الأهلي جدة يستعيد انتصاراته باكتساح ضمك برباعية في دوري روشن السعودي    أسامة فيصل يَخلُف موديست في الأهلي.. خاص    بيان عاجل من الأهلي بشأن أزمة الشحات والشيبي.. «خطوة قبل التصعيد»    مناقشة شهود العيان بواقعة شروع طالب في قتل شاب بالهرم    جهود لضبط متهم بقتل زوجته في شبرا الخيمة    السجن 7 سنوات وغرامة مليون جنيه لشاب ينقب عن الآثار بأسيوط    زينب العبد: لما بركب طيارة وشي بينور    تفاصيل أزمة منع المرشدين السياحيين من دخول المواقع الأثرية بمرافقة الوفود السياحية    زاهي حواس لا يوجد آثار للأنبياء في مصر.. والبعض يدمرنا ليقف بجانب إسرائيل    من هي دانا حلبي التي ارتبط اسمها بالفنان محمد رجب وأنباء زواجهما؟    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    طريقة عمل القرص الطرية، الوصفة الأصلية والنتيجة مضمونة    "العلاج على نفقة الدولة" يُطيح بمسؤولة الصحة في منيا القمح بالشرقية (صور)    "أسترازينيكا" تعترف بمشاكل لقاح كورونا وحكومة السيسي تدافع … ما السر؟    وزير الرياضة يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة جنوب الوادي    إصابة موظف بعد سقوطه من الطابق الرابع بمبنى الإذاعة والتلفزيون    مدينة السيسي.. «لمسة وفاء» لقائد مسيرة التنمية في سيناء    نجوم الغناء والتمثيل في عقد قران ابنة مصطفى كامل.. فيديو وصور    «المهندسين» تنعى عبد الخالق عياد رئيس لجنة الطاقة والبيئة ب«الشيوخ»    لمدة أسبوع.. دولة عربية تتعرض لظواهر جوية قاسية    مصرع أربعيني ونجله دهسًا أسفل عجلات السكة الحديدية في المنيا    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    أخبار الأهلي: توقيع عقوبة كبيرة على لاعب الأهلي بفرمان من الخطيب    الأرصاد العمانية تحذر من أمطار الغد    رسالة ودعاية بملايين.. خالد أبو بكر يعلق على زيارة الرئيس لمصنع هاير    120 مشاركًا بالبرنامج التوعوي حول «السكتة الدماغية» بطب قناة السويس    محمد سلماوي: الحرافيش كان لها دلالة رمزية في حياة نجيب محفوظ.. أديب نوبل حرص على قربه من الناس    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    هجوم شرس من نجم ليفربول السابق على محمد صلاح    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    رانجنيك يرفض عرض تدريب بايرن ميونخ    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب "سويسرا الشرق"...ثقافة وفن ومهرجانات وجوائز!
نشر في محيط يوم 13 - 08 - 2014

سعيد الكفراوي: المغرب جنة الله في الأرض..وثراؤها لا حدود له
أول جائزة مغربية كانت وقفاً على الفرنسيين وحدهم حتى عام 1949!
في مدينة أصيلة..مخزن للحبوب يتحول إلى مركز ثقافي عالمي!
تعدد ثقافي، وتنوع أجناس، ساهم في أن تصبح المغرب قبلة للمبدعين وعشاق الثقافة، كيف لا وهي بلدة حباها الله بطبيعة خلابة، وسكان مميزون، ساهموا في أن تصبح المغرب أيقونة للثقافة العربية، كما يحدثنا عنها أشهر عشاقها المبدع والقاص الكبير سعيد كفراوي الذي عدّد أسباب حبه للمغرب، وحدّثنا عن أهم مهرجاناتها وجوائزها الثقافية.
يقول سعيد الكفراوي، زرت المغرب في أكثر من ملتقى، إما مشاركة في معرض الكتاب المغربي أو مشاركة في ندوات عن القصة القصيرة، أو زيارات خاصة بدعوات مغربية، فضلاً عن أن أهم كتاب المغرب على المستوى الأدبي والثقافي والشخصي هم أصدقاء حميميين؛ وعلى رأس هؤلاء الرجل الذي يعتبر "المعبر" أو الجسر الذي ربط الثقافة المصرية بالمغربية، وهو د.محمد برادة، أحد أهم النقاد، وأستاذ الجامعة المغربي والذي درس في مصر ويمثل عند المثقفين المصريين الضمير المغربي الحر، وكانت أطروحته عن محمد مندور، وتربطه علاقة بكل المستنيرين المصريين.
والمغرب في نهاية الأمر بالنسبة لي هي مكان وزمان وقيمة؛ مكان برأي الكفراوي حباه الله بكل ما في الأرض من فتنة، الجبال والغابات والبحر حتى الثلج، مكان في رأيي يشبه الجنة!.
أما عن الشعب فيقول، هذا المكان الأشبه بالجنة يقطنه شعب عاشق لكل ما هو مصري؛ الثقافة والفنون فمصر بالنسبة للمغرب باب الحداثة عند الرواد طه حسين والعقاد ويوسف إدريس ونجيب محفوظ، حتى جيل الستينيات.
وأنظر إلى المغرب الآن باعتبارها حامية الثقافة العربية، فهي تقدم إلى الساحة أهم المفكرين العرب من أمثال الجابري، ومحمد مفتاح والعروي، وغيرهم وهؤلاء أهم من طرح أسئلة وناقشها حول الفكر العربي الإسلامي.
كما أن المغرب دائماً في ضمائر من يزورها، واستشهد الكفراوي بما قاله فنان الكاريكاتير المصري الكبير الراحل بهجت عثمان، حين قال مقولته الشهيرة للشاعر المغربي محمد بنيس الذي رأى المغرب من خلاله: "خصيمك الله يا بنيس..حين أموت ادفني في المغرب"!.
فالمغرب كما يراها الكفراوي، بلد متعددة الأعراق والأجناس مما يعطيها ثراء كبيراً، فهناك أمازيج وعرب وأندلسيين، تتجاور ثقافاتهم وأجناسهم ولغتهم في إخلاص كامل لعائلة مثقفة هي عائلة الملوك المغربية، فهم مهتمون منذ رحيل الأندلسيين من إسبانيا إلى المغرب بالحفاظ على تلك الروح، فهناك مدن مغربية لا شبيه لها في العالم، مثل مراكش، بعراقتها وطقوسها والحفاظ على عاداتها وتقاليدها، وهناك "فاس" المدينة الساحرة التي اختارتها اليونسكو مدينة للتراث الإنساني.
وعن علاقة مصر بالمغرب ثقافياً، يقول الكفراوي أن بينهما أشياء كثيرة، الوجدان والطبيعة الإنسانية والثقافة والإحساس الشديد والرغبة في التقدم.
وعلى المستوى الشخصي، يواصل الكفراوي – نشرت المغرب لي أعمالاً كثيرة واحتفوا بي، فالمثقفون المغربيون رفقة عمر لي ولجيلي مثل إبراهيم أصلان، ومحمد البساطي، خيري شلبي، ومحمد عفيفي مطر، وهم عند المغاربة موضع محبة وتقدير.
وميز المشهد الثقافي المغربي برأي الكفراوي الفكر القائم على المعرفة، فمازالت جامعات المغرب تذكرنا بجامعات مصر قبل ثورة يوليو، أيام الجامعة المصرية وجامعة فؤاد الأول والأساتذة العظام المدرسين، وبالتالي هم وضعوا بناء الفكر العربي الحديث في قائمة أولوياتهم، ثم رغبة المغرب في التجاوز والإسهام الحقيقي في الثقافة العربية، وهو ما نشاهده جلياً منذ الستينيات حين رأينا تغيراً كيفياً في كتابة الشعر والرواية والقصة القصيرة، والتعليم برأيي هو أساس كل ذلك، فلا يزال التعليم في المغرب محافظ عليه ثقافياً وعلمياً وفكرياً، بالإضافة إلى اتساع ثقافة المغاربة الذين يتقنون لغات أخرى بجانب العربية، كالفرنسية والإسبانية. كذلك التعدد والتنوع داخل المغرب، يجعلها تستحق لقب "سويسرا الشرق" بالفعل.
وعن الفعاليات الثقافية المغربية، يقول القاص الكبير: هناك معرض الكتاب المغربي وهو مكان ملتقى المثقفين العرب والأجانب، وفيه ندوات ولقاءات تشبه معرض القاهرة للكتاب، وهناك مهرجان "أصيلة" في هذه المدينة الجميلة على المحيط الأطلنطي، وهناك أكثر من مهرجان للسينما، مثل مهرجان الرباط وتطوان ومدن أخرى.
وهناك تواصل عام بين المغاربة والمثقفين عبر مهرجانات عدة عن الثقافة والاحتفال بالفنون الشعبية، وتاريخ المغرب، ومن أهم مهرجانات المغرب مهرجان "الموسيقى الصوفية" في فاس، حيث تلتقي الفرق الموسيقية لإبداع مهرجان جديد وقديم في آن وحيد، فهناك جِدة في العزف وتقديم المادة الفنية، وقديم في التعامل مع التراث الأندلسي، والمغرب أبرع من قدّم هذا التراث غناءً وإنشاداً وعزفاً، وهناك كثير من المغنيين الذين يقدمون هذه الأنواع من الفنون. وأقول في الختام: على المغرب سلام الله ولأهله الاستقرار ودوام الحال الطيب.
جوائز مغربية
بالعودة إلى صفحات التاريخ؛ نجد أن تاريخ الجوائز في المغرب عريق، يعود إلى عام 1925 حين قررت سلطات الحماية الفرنسية في المغرب إنشاء جائزة أدبية أطلقت عليها اسم "الجائزة الأدبية الكبرى للمغرب".
هذه الجائزة، التي كانت تمنح سنوياً لأعمال تستلهم الحياة المغربية في النصف الأول من القرن الماضي، ظلت لسنوات طويلة وقفاً على الفرنسيين، سواء أكانوا مقيمين أم عابرين من كتّاب الرحلات. لكن القاعدة كُسرت للمرة الأولى عام 1949 حين تمكن مغربي من الفوز بها، هو الأديب الراحل أحمد الصفريوي (1915- 2004)، أحد الرواد الأوائل لما أصبح يسمى اليوم "الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية"، وكان العمل الفائز روايته الأولى "سبحة العنبر" الصادرة عن دار "سوي".
بعد رحيل الفرنسيين ألغيت هذه الجائزة، وصدر قرار عن وزير الثقافة عام 1974 قضى بإنشاء أول جائزة وطنية، هي "جائزة المغرب للكتاب" التي تمنح في حقول مختلفة.
وتعد جائزة المغرب للآداب والفنون الأكثر شهرة، وقد بادرت وزارة الثقافة في السنوات الأخيرة إلى رفع قيمتها لتصل إلى 7 آلاف دولار، وأعادت النظر في آليات منحها وخصوصاً في عمل اللجان، وحرصت على اختيار أعضائها من بين أبرز الكتاب والمثقفين المشهود لهم بالنزاهة وحسن المتابعة في مجالات تخصصهم.
وتعتبر جائزة المغرب للكتاب تتويجا سنويا لأجود الكتب المغربية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسات الأدبية والفنية والشعر والترجمة والسرديات والمحكيات، حيث تسعى وزارة الثقافة من خلالها أن تساهم في دعم وتشجيع الِكتاب المغربي ومن خلاله الكُتاب المغاربة بمكافأة مادية ورمزية ، تقديرا لمجهود فكري وثقافي وعلمي يقوم به ثلة من المثقفين والمفكرين والمبدعين، تحفيزا لهم على المزيد من الإبداع والتميز.
تشتمل جائزة "المغرب للكتاب" على: جائزة المغرب في الشعر، جائزة المغرب في السرديات والمحكيات، جائزة المغرب للعلوم الإنسانية، جائزة المغرب للعلوم الإجتماعية، جائزة المغرب للدراسات الأدبية والفنية واللغوية، جائزة المغرب للترجمة.
من بين الجوائز الأدبية المعروفة أيضاً جائزة الأطلس الكبير، تأسست عام 1991 بمبادرة من السفارة الفرنسية في المغرب، وكان هدفها المعلن في البداية دعم دور النشر المغربية التي تعنى بالكتاب الفرنكوفوني. لكن الجائزة سرعان ما تخلت عن دعمها دور النشر وتوجهت منذ سنة 1996 إلى مكافأة المبدعين والكتاب مباشرة.
إلى جانب هاتين الجائزتين "الحكوميتين"، ظهرت في السنوات الأخيرة جوائز ترعاها مؤسسات مستقلة تهتم بالحقل الثقافي، منها مثلاً تلك التي يمنحها منتدى "أصيلة" الذي يقام في صيف كل عام، ومنها "جائزة "تشيكاياأوتامسي" للشعر الإفريقي، وجائزة "بلند الحيدري" للشعراء العرب الشباب، اللتان تمنحان مرّة كل ثلاث سنوات، وجائزة "محمد زفزاف" للرواية العربية التي تخصص للروائيين العرب الذين ساهموا في تحديث الرواية العربية.
لا يمكن الحديث عن أهم الجوائز الأدبية في المغرب من دون ذكر جائزة "الأركانة العالمية للشعر". و"أركانة" اسم شجرة فريدة لا تنبت إلا في المغرب.
تأسست عام 2002 على يد "بيت الشعر"، وهي تمنح لشعراء ذوي مستوى عالمي. وفاز بها للمرة الأولى الشاعر الصيني المقيم في أميركا بيي داو، تقديراً لأعماله الشعرية. أخيراً لا بد من الإشارة إلى الجوائز الأدبية الخاصة بالشباب، وهي محدودة جداً، من أهمها جائزة "اتحاد كتاب المغرب" للأدباء الشباب، التي استحدثت عام 1990، وتمنح مرة كل سنتين في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرح، ويلتزم "اتحاد كتاب المغرب" طبع الأعمال الفائزة، و"جائزة الديوان الأول" التي أنشأها "بيت الشعر" عام 2002، وتمنح لأحد الشعراء الشباب في 21 مارس، من كل عام لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشعر، وأخيراً "جائزة طنجة" الشاعرة، التي استحدثت منذ سبع سنوات وتعلن عنها سنوياً "جمعية المبدعين الشباب" في طنجة، وهي الوحيدة تمنح جوائزها لأعمال مكتوبة بلغات أجنبية كالفرنسية والإسبانية والإنجليزية، إضافة طبعاً إلى العربية، وتقبل المشاركات من خارج المغرب.
معرض الكتاب المغربي
يعتبر معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب أحد أكبر المهرجانات الثقافية للكتاب التي تشهدها المملكة المغربية على المستوى الوطني والدولي.
حيث يقام في 29 من شهر مارس من كل عام لمدة عشر أيام بالعاصمة الإقتصادية الدار البيضاء تحت إشراف وتنظيم المندوبية العامة للمعارض، وتبلغ مساحة المعرض 23800 م2 مما يجعله من أهم الملتقيات الثقافية للالتقاء بكافة الفعاليات الإجتماعية و الثقافية بمختلف توجهاتها الفكرية والأدبية من مؤلفين ورسامين وناشرين وفنانين إضافة إلى جمهور المعرض الكبير.
يشارك في المعرض كل عام سواء بالحضور المباشر أو عبر التوكيلات عدد كبير من دور النشر المتخصصة في مختلف المجالات المعرفة العلمية والاجتماعية والسياسة والتربوية التعليمية والاقتصادية، والتي يبلغ عددها ما يقارب (700) دار نشر أجنبية وعربية من (44) دولة، إضافة إلى المؤسسات الثقافية ومراكز البحوث والجمعيات والجامعات المختلفة.
مهرجان أصيلة المغربي
مدينة أصيلة أو "أرزيلا، أصيلا" مدينة مغربية تقع على شاطئ المحيط الأطلسي. فقد شهدت هذه المدينة على مدى ثلاثة عقود من الزمن، تحولات هامة على مستوى البنيات التحتية والمرافق العمومية وأشكال العمران، واستطاعت أن تتحول إلى قطب ثقافي وسياحي هام، يحج إليها آلاف المثقفون كل سنة.
يعود تاريخ نشأة مدينة أرزيلا / أصيلة إلى أكثر من ألفي سنة. فقد سكنها الأمازيج قبل الفنيقيينوالقرطاجنيين، إلى أن تحولت إلى قلعة رومانية محتلة تحمل اسم " زيليس " على بعد أربعين كيلومتر جنوب " طنجة ".
وفي القرن العاشر الميلادي، قدم إليها النورمانديون من صقلية واستقروا بها، واحتلها البرتغاليون سنة 1471 م ليشرفوا من خلالها على سفنهم التجارية عبر المحيط الأطلسي. وبعد معركة الملوك الثلاثة التي وقعت سنة 1578 م والتي سقط فيها ملك البرتغال سان سيباستيان صريعا في معركة وادي المخازن، استطاعت المدينة أن تتخلص من الاحتلال البرتغالي على يد أحمد المنصور السعدي سنة 1589 م، لكنها سرعان ما سقطت في يد الإسبانيين الذين استمر احتلالهم لها إلى غاية سنة 1691، وهي السنة التي أعادها السلطان مولاي إسماعيل إلى نفوذ الدولة العلوية.
وفي بداية القرن العشرين، أصبحت مدينة أصيلة معقلا للقائد الريسوني الذي بسط انطلاقا منها نفوذه على الكثير من الأراضي الشمالية، قبل أن يطرده منها الإسبانيون سنة 1924 ويحكموا قبضتهم عليها حتى مرحلة الاستقلال.
المدينة العتيقة تُعتبر المدينة العتيقة لمدينة أصيلة فضاءً ساحرا بدروبها الضيقة وأزقتها الأنيقة وبمنازلها المتشحة بالبياض في تراص ّ جميل، وأبوابها ونوافذها المتلفعّة بزرقة مُشعة واخضرار براق، وبجدارياتها المُزينة برسوم فنانين تشكيليين من مختلف المدارس والأجيال، وبالأسوار المحيطة بها التي يعود تاريخها إلى عهد البرتغاليين.
ويمكن الدخول إلى أحياء المدينة العتيقة عبر ثلاثة أبواب هي باب القصبة، وباب البحر، وباب الحومر، وتوجد بداخلها قيسارية لمنتجات الصناعة التقليدية، وساحة " القمرة " التي تقام بها سهرات الهواء الطلق خلال الموسم الثقافي للمدينة، وساحة أخرى تشرف على البحر يسميها الأهالي ساحة " الطيقان " تؤدي إلى بُريْج " القريقية " الشهير الذي يطل على المحيط، والذي يمكن من خلاله الاستمتاع بغروب الشمس ومشاهدة ميناء المدينة وإلقاء نظرة على ضريح سيدي أحمد المنصور أحد المجاهدين الذين تصدوا إلى الاحتلال البرتغالي.
ويعتبر قصر الريسوني من أهم معالم المدينة العتيقة، يعود تاريخ بنائه إلى بداية القرن العشرين، وأصبح يحمل اسم " قصر الثقافة ".
ولا بد لكل من زار هذا القصر أن يقف مشدوها منبهرا بجمال بنائه، وبهاء عمرانه، ورونق نقوشه المنبثقة من الفن العربي الإسلامي الأصيل، وقد تم ترميمه في منتصف التسعينيات ليصبح فضاء يحتضن بعضاً من أنشطة موسم أصيلة الثقافي، إذ تُقام به ورشات فنون الرسم والنحت والحفر وبعض السهرات الفنية.
وعلى بعد أمتار قليلة من باب القصبة، يوجد مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية الذي كان في الأصل مخزنا للحبوب، قبل أن يُعاد بناؤه وفق هندسة جميلة، ويتحول إلى مقر رسمي لمؤسسة منتدى "أصيلة" وفضاء لاحتضان المفكرين والأدباء والمثقفين والمبدعين من مختلف مناطق العالم خلال أشغال جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في إطار فعاليات الموسم الثقافي.
وبجوار باب البحر، غير بعيد عن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، يوجد برج " القمرة " التاريخي الذي قضى به دون سيباستيان ملك البرتغال ليلته الأخيرة قبل قيادة جيوشه إلى معركة وادي المخازن، وقد أعيد ترميمه في بداية التسعينيات بمشاركة وزارة الثقافة المغربية ودولة البرتغال بمبادرة من جمعية المحيط بعدما كان آيلا إلى الزوال، وهوالآن يحتضن معارض خاصة بالفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية.
وفي مدخل المدينة العتيقة من جهة باب القصبة، توجد حديقة " تشيكاياأوتامسي " التي شُيّدت تكريما لهذا الشاعر الكونغولي الراحل الذي كان أحد أصدقاء مدينة أصيلة الأوفياء.
أما خارج أسوار المدينة العتيقة، فتوجد معلمة مهمة في الطريق الرئيسي الرابط بين أصيلة والعرائش تسمى " كدية السلطان "، هي عبارة عن فضاء على شكل مسرح دائري صغير في الهواء الطلق، يعلوه نصب إسمنتي على شكل موجة من تصميم الفنان التشكيلي محمد المليحي، شُيّد فوق ربوة كان قد توقف بها الملك محمد الخامس أثناء مروره من مدينة أصيلة متوجها إلى مدينة طنجة لإلقاء خطاب 9 أبريل سنة 1947.
غير أن أهم معلمة حديثة خارج الأسوار، هي مكتبة الأمير بندر بن سلطان التي تم افتتاحها رسميا ضمن فعاليات ملتقى أصيلة الأول لسينما جنوب جنوب في صيف 2004، وهي بناية رائعة مزودة بأحدث الأجهزة السمعية البصرية وتتوفر على قاعة سينمائية وأخرى للمطالعة وأخرى للندوات، وبجوار هذه المكتبة توجد حديقة أُطلق عليها اسم " حديقة محمد عزيز الحبابي" تكريما لهذا المفكر المغربي الراحل.
اقرأ فى هذا الملف " المغرب.. عالم السحر والحضارة والجمال"
«الدفاع العربي» ، «الإرهاب» ، «الهوية» و«عدالة السلطة» .. أبرز هواجس المثقف المغربي
"الخط الحميرى "و "الفسيفساء " و "القفطان " .. أشياء لا ينساها المغربي
الهدوء والأماكن التاريخية مصادر دخل السياحة في المغرب
المغرب.. دولة نامية تسعى لجذب الاستثمارات العالمية
«أمازيغ سيوة»... كنوز لا تظهر أمام الغرباء ! (صور)
رحلة الأديب سعد القرش للمغرب .. موعد مع الدهشة
سحر المغرب.. أسود وأبيض والأضرحة بداية ظهوره
«مستشارة الكونجرس الأمازيغي» ل«محيط»: تأثرنا بالربيع العربي و30 يونيو لم تصنع دولة مدنية
** بداية الملف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.