أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، أن تفشي فيروس إيبولا في غرب افريقيا يشكل حالة طوارئ صحية عالمية ، ودعت إلى اتخاذ خطوات دولية للحيلولة دون تفشي المرض بشكل أكبر. وقالت مارجريت شان مديرة المنظمة في جنيف :"هذا هو أكبر وأخطر وأعقد تفش للمرض منذ تاريخ ظهوره قبل أربعة عقود تقريبا". واضافت ان " فيروس الايبولا ينتقل بصورة أسرع مما يمكننا السيطرة عليه". وأدي انتشار وباء إيبولا في منطقة غرب افريقيا الي قيام الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان بإعلان حالة الطواريء في البلاد، حيث لقي شخصان حتفهما بسبب المرض الفتاك. وأقر جوناثان صرف مبلغ 1.9 مليار نيرة نيجيرية (11.6 مليون دولار ) على الفور لإنفاقه علي الجهود المبذولة لاحتواء انتشار مرض إيبولا ومن بين ذلك مراكز عزل إضافية وعمليات فحص على الحدود ونشر المزيد من الأفراد. ولقيت ممرضة في نيجيريا حتفها هذا الاسبوع بعد التقاطها المرض من مستشار الحكومة الليبيرية باتريك سوير، الذي توفي الأسبوع الماضي في مستشفى لاجوس. وهناك عشرات الحالات المشتبه بها الأخرى في نيجيريا، ومن بينها الطبيب الذي عالج سوير. ويجري علاجهم في أجنحة العزل في لاجوس. تم تسجيل 1779 إصابة و961 حالة وفاة بالمرض حتى الآن ، وأغلبها في غينيا وليبيريا وسيراليون . وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن اعلان أن وباء إيبولا يشكل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا" لا يعني أن المنظمة تتوقع أن ينتشر المرض خارج غرب افريقيا ، بل يعني أن المنظمة تريد من دول العالم رفع درجة اليقظة والحذر من المشكلة. وقال كيجي فوكودا رئيس جهاز الأمن الصحي بمنظمة الصحة العالمية :" هذا ليس مرضا غامضا، ويمكن وقفه". وقالت شان إن أحد أسباب إعلان حالة الطوارئ أن معظم الدول المتضررة أنظمتها الصحية ضعيفة وهي بحاجة ماسة لدعم دولي". ودعت إلى تقديم مساعدات لتحسين الخدمات الصحية، وتوفير وسائل الحماية للعاملين في مجال الصحة، وإيفاد المزيد من الأطقم الطبية الدولية. وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها خصصت مبلغ 8 ملايين يورو آخرى (7ر10 ملايين دولار) لمساعدة المنظمات الإنسانية ووكالات الأممالمتحدة التي تنشط في المنطقة، وبهذا يرتفع المبلغ الإجمالي للمساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى 9ر11 مليون يورو. وتعهد البنك الدولي بتخصيص مبلغ يصل إلى 200 مليون دولار كتمويل طارئ هذا الاسبوع لمساعدة كل من غينيا وليبيريا وسيراليون وهي الدول الأشد تضررا بالوباء الفتاك. وانتقدت منظمة اطباء بلا حدود المجتمع الدولي لعدم تقديمه مساعدات كافية لهذه البلدان لمواجهة الأزمة. وقالت منظمة الصحة العالمية انه من المهم رفع درجة الوعي بفيروس إيبولا بين السكان المحليين، بحيث يبادر المصابون بطلب المساعدة الطبية في أقرب وقت ممكن، وأن يعرف الأخرون كيفية حماية أنفسهم عن طريق اتخاذ تدابير صحية. وأوصت المنظمة بأن يتم على الفور عزل الحالات التي تاكد إصابتها بالمرض وكذلك الحالات المشتبه فيها. وفرضت الحكومة الليبيرية الحجر الصحي على خمس مقاطعات ونشرت قوات الجيش لضمان تطبيقه من خلال نقاط التفتيش، وذلك حسبما أفادت صحيفة فرونت بيج أفريكا اليوم الجمعة في العاصمة مونروفيا. ودعت منظمة الصحة العالمية أيضا البلدان المتضررة إلى تأجيل التجمعات الجماهيرية إذا أمكن وفحص المسافرين جوا الى خارج البلاد. وقالت المنظمة إنه يتعين على الأشخاص الذين كانوا على اتصال مباشر بالمرضى المصابين بفيروس إيبولا عدم مغادرة البلاد لمدة ثلاثة أسابيع . ولكنها لم توصي بفرض حظر عام على السفر من وإلى غرب أفريقيا. وألغت بعض شركات الطيران الرحلات إلى البلدان المتضررة، ولكن تشان قالت إن خطر العدوى على الرحلات الجوية منخفض. وقالت منظمة الصحة العالمية كذلك إنه ينبغي لحكومات غينيا وليبيريا وسيراليون أيضا دعم تقديم المساعدات للمواطنين لثنيهم عن الهجرة فيما بين الدول الثلاث. وكانت اخر مرة أعلنت فيها منظمة الصحة العالمية مثل حالة الطوارئ هذه في ايار/مايو الماضي ، عندما قالت إنه يجب مكافحة الانتشار المتزايد لشلل الأطفال عبر الحدود ببرامج تحصين. وفي عام 2009 أعلنت المنظمة حالة طوارئ صحية دولية خلال وباء الانفلونزا (اتش 1 ان 1).