هي زوجة جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم والحاصلة على وسام الإيمان من النبي حين قال "الأخوات الأربع مؤمنات : ميمونة وأم الفضل وسلمى وأسماء"، هي أسماء بنت عميس تكنى بأم عبد الله، وتزوجت من أبي بكر الصديق رضي الله عله وعلي ابن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء ابنة النبي. أسلمت رضي الله عنها في بداية الدعوة وكانت من المشاركين في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة بصحبة زوجها جعفر بن عبد المطلب ابن عم الرسول والذي كان يلقبه ب"ذو الجناحين"، وهناك ولدت أسماء أبناءه الثلاثة عبد الله ومحمد وعوف وكان عبد الله شبيها بأبيه جعفر الذي يشبه رسول الله فقال النبي لجعفر "أشبهت خَلقي وخُلُقي". وكان زوجها رضي الله عنها الفضل في هداية النجاشي ملك الحبشة إلى الإسلام، وكانت أسماء من الداعيات إلى الله بالقول والعمل والسلوك، حينما شكت إلى رسول الله ما قاله لها عمر بن الخطاب "يا حبشية سبقناكم بالهجرة"، قال لها النبي "للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي". شهد زوجها جعفر ابن أبي طالب الغزوات مع الرسول إلى أن استشهد في غزوة مؤتة، وحضر الرسول إلى بيته وأخبرها باستشهاد زوجها وعندما بدأت بالصياح قال لها "يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا" وقال "على مثل جعفر فلتبك الباكية"، وأخبرها ذات مرة وهي جالسة قريبة منه " يا أسماء هذا جعفر ابن أبي طالب قد مر مع جبريل وميكايل" فرد عليهم السلام وقال "فعوضه الله من يديه بجناحيه يطير بهما حيث شاء". وعملت على تربية أبنائها وتعليمهم مبادئ الإيمان والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وحياة والدهم الشهيد "ذو الجناحين"، وبعد انقضاء أيام عدتها تقدم لخطبتها أبو بكر الصديق وقبلت بالزواج منه ورزقت منه بولدها محمد بن أبي بكر، وشهدت معه وفاة خاتم المرسلين وتوليه خلافة المسلمين وكل المشكلات التي واجهها في حكمه مثل القتال مع المرتدين وهي صابرة تحمل معه العبء وتعينه عليه. بعدما مرض أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأحس بقرب نهايته وصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وأن تفطر إن كانت صائمة يوم وفاته، وانتقل الصديق إلى الرفيق الأعلى وبقيت هي صابرة محتسبة تعمل على تربية أبنائها وبعد انقضاء عدتها تقدم لها علي ابن أبي طالب وتم زواجهما وأنجبت له يحي وعون. فجعت أسماء في ولدها محمد بن أبي بكر وبعده زوجها علي ابن أبي طالب بعدما تولى الخلافة ولم تستطع التحمل فمرضت وعلى إثر ذلك أسلمت روحها للباري.