قال مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، اليوم الأربعاء، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، طرح أفكارًا جدية (لم يحددها) لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وسيعود إلى القاهرة اليوم. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع كيري في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مضى عريقات قائلا إن وزير الخارجية الأمريكي أكد على ضرورة وجود ضمانات لوقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح المعابر والسماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، والإفراج عن الأسرى (الفلسطينيين) الذين أعيد اعتقالهم (من جانب إسرائيل). وتابع: "كيري طرح أفكارًا جدية، وسيعود اليوم إلى القاهرة للتواصل مع القيادة المصرية". وأضاف عريقات، بعد لقاء جمع كيري مع الرئيس الفلسطيني، أن الرئيس عباس أجرى اتصالا هاتفيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون (موجود في الأردن)، ومن المفترض أن يلتقي مساء اليوم بوزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ (سيصل إلى رام الله مساءً)، وسيجري اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، في إطار مواصلة جهوده من أجل وقف العدوان على غزة. ومضى قائلا إن الرئيس عباس أبلغ كيري أن إسرائيل "تشن عدوانًا لقتل الشعب الفلسطيني في غزة، حيث إن 99% من الضحايا (في غزة) من السيدات والأطفال.. وقال له إن إسرائيل لا تدافع عن نفسها، هي تدافع عن استيطانها وسرقة الأرض الفلسطينية". فيما قال وزير الخارجية الأمريكي إن هناك تقدمًا نحو وقف إطلاق النار في غزة، وإنه سيواصل الجهود والعمل من أجل تحقيق ذلك في أقرب وقت من خلال العمل مع كافة الأطراف. ومضى كيري قائلا "على كلا الجانبين الإسرائيلي و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس وقف إطلاق النار". وأضاف أنه أجرى محادثات مهمة مع الرئيس عباس، ومع القيادة المصرية. ووصل وزير الخارجية الأمريكي، صباح اليوم الأربعاء، إلى إسرائيل قادمًا من مصر ضمن جهوده للبحث عن وقف لإطلاق النار في غزة. وعقد كيري سلسلة لقاءات مكثفة في القاهرة، قبل أن يغادرها صباح اليوم، شملت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون (خلال تواجده بالقاهرة)، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. وخلال وجوده في القاهرة، صرح كيري بأن المبادرة المصرية ستكون الإطار لأي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وطرحت مصر هذه المبادرة في الرابع عشر من الشهر الجاري، وبينما قبلت بها إسرائيل، رفضتها حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي، معتبرتين أنها لا تلبي مطالب الفلسطينيين، ولاسيما الرفع الكامل للحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، منذ فوز "حماس"، التي تعتبرها "منظمة إرهابية" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن فلسطينية، يشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، عملية عسكرية ضد القطاع، يطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، تسببت حتى الساعة 15:06 "ت.غ" في قتل 663 فلسطينيا وإصابة 4300 آخرين بجراح، بحسب مصادر فلسطينية. في المقابل، قتل 31 إسرائيلياً، بينهم مدنيان، وأصيب 435 مدنيا، معظمهم بحالات "هلع"، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 65 جنديا إسرائيليا وأسرت آخر.