اندلع حريق هائل، فجر اليوم الأربعاء، في مستودع يغذي عموم محافظة نينوى العراقية "شمال" بالمشتقات النفطية جراء قصف جوي على المستودع الذي توسعت فيه النيران بشكل كبير. ونقلت وكالة "الأناضول" الإخبارية عن شهود عيان قولهم: "إن طائرة قصفت بصاروخين مستودعات حمام العليل في قرية العريج، جنوب الموصل، مركز محافظة نينوى، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل في المستودع الذي يغذي عموم محافظة نينوى بالمشتقات النفطية". وأوضح شهود العيان أن الصاروخ الأول سقط خارج المستودع فيما سقط الثاني داخل المستودع ما أدى إلى ارتفاع ألسنة الدخان وانتشار النيران بين مخازن المستودع. وانتشرت النيران وارتفعت لمئات الامتار، فيما لم تتمكن فرق الاطفاء التي حضرت من إخماد الحريق"، بحسب المصدر ذاته الذي لم يوضح الجهة المسؤولة عن إطلاق الصاروخين. ويضخ مصفى بيجي شمال تكريت المشتقات النفطية عبر الانابيب النفطية إلى مستودعات حمام العليل جنوب الموصل ليتم ومن خلال المستودع توزيعها بصهاريج إلى عموم محافظة نينوى. وتعاني مدينة الموصل منذ خروجها عن سيطرة الحكومة الشهر الماضي من أزمة خانقة بالمشتقات النفطية، وبدت حركة المركبات فيها شبه مشلولة بسبب شح الوقود. وعلى صعيد متصل، قتل وأصيب العشرات من المدنيين والمسلحين في قصف جوي شنته طائرات حربية تابعة للجيش العراقي على مدينة تلعفر أطرافها "65 كلم غرب الموصل" فيما أطلقت المساجد نداءات للتبرع بالدم، وفق ناشط حقوقي تركماني، فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجيش العراقي بهذا الخصوص. وقال الناشط الحقوقي التركماني مرتضى موسى لوكالة "الأناضول": "إن طائرات حربية قصفت مساء أمس الثلاثاء مواقع تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية في مركز مدينة تلعفر وفي مركز ناحية العياضية "شمال" التابعة لتلعفر". وأضاف أن القصف أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والمسلحين على حد سواء. وبحسب المصدر فإن المساجد أطلقت نداءات عبر مكبرات الصوت تدعو المواطنين إلى التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى الذين يقدر عددهم بالعشرات. وسيطر مسلحون سنة يتقدمهم تنظيم تنظيم "داعش" على مدينة تلعفر بعد معارك استمرت لنحو أسبوعين مع القوات العراقية المدعومة بمقاتلين من العشائر التركمانية. ويعد قضاء تلعفر الذي يقطنه أغلبية تركمانية، نقطة استراتيجية بين محافظة نينوى ومركزها الموصل "400 كلم شمال بغداد" وبين الحدود السورية. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة مسلحون سنة يتصدرهم عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" "المعروف سابقا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"" على أجزاء واسعة من محافظة نينوى "مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد" بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين "شمال" ومدينة كركوك في محافظة كركوك "شمال" وقبلها بأشهر مدن الأنبار "غرب". فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الاسبوع الماضي.