قتل شخص وأصيب آخرون عندما اقتحم مسلّحون أحياء أسقفية بامباري شرقي بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى، مساء أمس الإثنين، وذلك على خلفية مقتل شاب مسلم. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء قالت إحدى ضحايا هذا الهجوم، وتدعى نينا بونجولي، إنّ "المعتدين هاجموا مقرّ إقامة الأسقف ثمّ الكاهن، قبل أن يضرموا النار في الطابق الأوّل من مبنى إقامة الأسقف، وفي عدد من السيارات الرابضة أمامه، ثمّ دخلوا المبنى، ففر جميع الموجودين هناك هاربين إلى مقرّ إقامة الكاهن، خوفا من بطش المهاجمين، والذين كانوا مسلّحين بالسكاكين والبنادق. المعتدون قاموا بنهب وحرق كلّ ممتلكات الأسقفية". ووفقا ل "نينا"، فإنّه من المرجح أن يكون المهاجمون من المسلمين الذين ينتقمون لاغتيال شاب مسلم، في وقت سابق من يوم الاثنين، في بامباري (400 كلم شرق). وقالت مصادر محلية، في اتصال هاتفي أنّه من الممكن أن يكون المسلمون اشتبهوا في أن يكون المطران "إدوارد ماتوس" استضاف عناصر من أنتي بالاكا المسيحية. وبحسب شهادات حصل عليها مراسل "الأناضول" من بعض المسلمين في بامباري، فإنّ الجنرال جوزيف زونديكو رئيس هيئة أركان السيليكا (تحالف سياسي وعسكري) قد يتدخّل، بعد وقت قصير من انسحاب المهاجمين، لإنقاذ بعض الجرحى وتأمين مكان الحادث. ولم يسجّل أي رد على هذه الحادث من طرف تحالف سيليكا حتى الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش من صبيحة اليوم الثلاثاء. ويأتي تجدّد التوتر هذا في وقت يقوم فيه وزير الدفاع الفرنسي "جان إيف لو دريان" بزيارة إلى العاصمة بانغي، قبل توجّهه، اليوم الثلاثاء، إلى بامباري، للالتقاء بعناصر من القوات الفرنسية "سانغاريس"، والتي تحاول منع حدوث اشتباكات بين ميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية وتحالف سيليكا (تحالف سياسي وعسكري مسلم). واندلعت، الخميس، مواجهات بين الجيش الفرنسي وعناصر من "أنتي بالاكا"، خلّفت 7 جرحى في صفوف الجنود الفرنسيين، فيما لم تفصح الميليشيات المسيحية عن أية حصيلة من جانبها. وتعيش أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، منذ شهر مارس/ آذار من العام الماضي، في دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو "سيليكا" بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003، ونَصَّبوا بدلاً منه المسلم ميشيل دجوتويا كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، بحسب الأممالمتحدة، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية، وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد. واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من شهر مايو/ آيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي.