ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الصادرة اليوم الأحد أن محاولات الجيش العراقي لاستعادة مدينة "تكريت" من أيدي مسلحي داعش تمثل في حقيقة الأمر اختبارا كبيرا له وهو يسعي لبسط سيطرته على المدينة. ومع ذلك ، أفادت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - أن هناك أنباء تدور حول تعثر مهمة الجيش العراقي في المدينة مع حلول الليل ؛ حيث قال سكان محليون وزعماء قبائل إن مقاتلين ينتمون إلى تنظيم القاعدة عرقلوا تقدم قوات الجيش من خلال زرع المتفجرات في طرقات المدينة وفي المقابل ، أعلن الإعلام الحكومي أن قوات الأمن تمكنت من تطهير المدينة من المتمردين. واعتبرت الصحيفة أن استعادة تكريت - الواقعة على بعد 90 ميلا من شمال بغداد ومسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين - سوف يعزز موقف رئيس الوزراء نوري المالكي وهو يكافح للبقاء في السلطة في مواجهة هجمات مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" التي دخلت أسبوعها الثالث ، فيما سيوجه فشله في ذلك ضربة قاضية لقواته التي يعتريها اليأس. وأشارت الصحيفة حسبما جاء بوكالة أنباء "الشرق الأوسط" إلى انتشار قوات مكافحة الإرهاب بالقرب من مدينة "سينيا" ومصفاة النفط في "بيجي" ، وذلك قبل أيام من شن عملية تكريت ، وفقا لعمار توما العضو بلجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان العراقي...ولفتت إلى أن الثقة الجديدة التي انتابت الحكومة العراقية مؤخرا عقب خيبة الأمل واليأس من إمكانية هزيمة داعش ربما تكون نتيجة لقدوم المستشارين الأمريكيين الذين ساعدوا على وضع الخطط وتنفيذها. وقالت الصحيفة ، مع ذلك ، إن نجاح العمليات الجديدة للجيش العراقي بحاجة إلى تأكيده ، فيما تعد مسألة تمكن القوات الحكومية من استعادة المناطق التي تتنامي فيها المشاعر المناهضة للمالكي غير واضحة حتى الآن ، وأضافت " أنه يبدو أن عملية تكريت ، التي بدأت مع إنزال قوات مكافحة الإرهاب من أربع مروحيات فوق حرم الجامعة الواقعة في الضواحي الشمالية للمدينة ، واجهت الصعوبات منذ بدايتها ؛ حيث تم إسقاط مروحية ، بينما واجهت أخرى مشاكل تقنية أثناء تحليقها" - بحسب روايات السكان. وعن الوضع الميداني ، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن معظم السكان المحليين نزحوا من "تكريت" بعد أن عانوا من القصف لمدة ثلاثة أيام ، فيما زعم من تبقى منهم أن القوات الحكومية استخدمت البراميل المتفجرة التي يقال عنها أنها تتسبب في ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين بسبب عدم دقتها في إصابة الأهداف المرجوة.