أدان مجلس الامن التابع للأمم المتحدة الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) والتي استولى خلالها على مدينتي الموصل وتكريت. وقال المجلس ايضا إن الاوضاع الانسانية في المناطق المحيطة بالموصل حيث نزح اكثر من نصف مليون من سكان المدينة ''مزرية وتزداد سوءا باستمرار. الاردن يغلق فضائية معادية للمالكي قالت منظمة صحفيون بلا حدود الاربعاء إن السلطات الاردنية اغلقت مكتب بث قناة عراقية تلفزيونية معارضة لسياسات رئيس الحكومة العرقية نوري المالكي في العاصمة عمان، واعتقلت الصحفيين العاملين فيها. وكانت قوات الامن الاردنية قد داهمت الاثنين مكتب قناة العباسية الفضائية واعتقلت 14 صحفيا عراقية واردنيا وسوريا، وذلك بعد ان اتهمت حكومة المالكي القناة ''بالتحريض على الارهاب والفتنة الطائفية.'' وقالت صحفيون بلا حدود ''طالما قلنا ان نوري المالكي يكمم افواه الاعلاميين في العراق، ولكن يبدو انه لم يعد يكتفي بذلك ويريد الآن اسكات الاصوات المنتقدة لحكومته التي تبث من خارج العراق ايضا.'' ومضت المنظمة المدافعة عن حقوق الصحفيين للقول ''في ذات الوقت، انتهك الاردنيون التزاماتهم الدولية الخاصة بحرية الصحافة فيما يخص حرية الاعلام وحماية الصحفيين من الاعتقال العشوائي برضوخهم لضغوط بغداد.'' وطالالبت المنظمة باطلاق سراح الصحفيين المعتقلين فورا واعادة فتح المحطة. ولكن رئيس مفوضية البث الاذاعي والتلفزيوني الاردنية امجد قاضي قال لوكالة فرانس برس إن قناة العباسية كانت تبث من الاردن بشكل غير قانوني وبدون ترخيص. وكانت العباسية قد اطلقت بثها من عمان قبل اربع سنوات، وهي معروفة بمواقفها المعادية للمالكي ولما تصفه بتدخلات ايران في شؤون المنطقة. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تعهد بالرد بقوة على مسلحي داعش، وقال إنه سيعاقب قادة الجيش الذين هربوا من الموصل وغيرها دون مقاومة. ويعزز مسلحو داعش مواقعهم في تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، التي استولوا عليها يوم الثلاثاء بعد يوم واحد من استيلائهم على الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية وثاني اكبر مدن العراق. وداعش المرتبطة بالقاعدة تسيطر على مساحات شاسعة من الارض تمتد من شرقي سوريا الى غربي ووسط العراق بهدف تأسيس دولة سنية متشددة عابرة للحدود بين البلدين الجارين. ''نحارب شياطين'' وقال مجلس الامن في بيان اصدره الاربعاء إنه ''يدين باقوى العبارات الاحداث الاخيرة التي وقعت في مدينة الموصل.'' ودعا بان كي مون الامين العام للمنظمة الدولية من جانبه المجتمع الدولي ''للتوحد في التعبير عن التضامن مع العراق فيما يواجه هذا التحدي الامني الخطير.'' كما عبر مجلس الامن عن ''قلقه البالغ ازاء مئات الآلاف الذين اضطروا للنزوح من مساكنهم'' في الموصل. داعش تهدم حاجزا حدوديا نشر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) صورا في الانترنت تظهر مسلحيها وهم يهدمون بالجرافات حاجزا على الحدود العراقية السورية فيما يبدو انه تجسيد لهدفها في توحيد قواها في البلدين. ويشاهد المسلحون في الصور وهم يشقون طريقا من خلال الحاجز الترابي قبل ان تقوم شاحنات باختراقه. وتحمل الصورة الاولى التي نشرتها داعش تاريخ العاشر من يونيو، وحملت عنوان ''تدمير حاجز سايكس بيكو''، في اشارة الى التفاهم الذي توصلت اليه بريطانيا وفرنسا حول اقتسام الشرق العربي في اعقاب الحرب العالمية الاولى، والذي اسست على اساسه دولتي العراقوسوريا. واظهرت صورة اخرى مسلحا وهو يقف الى جوار صف من آليات همفي تابعة للجيش العراقي. ويبدو ان هذه الصورة التقطت عقب استيلاء مسلحي داعش على عدد كبير من الآليات في الموصل. وكان ممثل منظمة اليونيسيف في العراق مارزيو بابيل قد قال إن الوضع الانساني في الموصل ''مريع.'' وقال المسؤول الاممي ''إن الوضع جد خطير، ويزداد سوءا باستمرار. علينا ايصال مياه الشرب والمأوى والطعام والحماية للاطفال، فلا يسعهم الانتظار.'' وكان مسلحو داعش قد توجهوا جنوبا من الموصل الى بيجي التي تحوي اكبر مصفاة للنفط في العراق، ولكن يبدو ان هذه المصفاة ما زالت تحت سيطرة الحكومة العراقية. ومن بيجي، توجه المسلحون الى تكريت مركز محافظة صلاح الدين. ونقلت وكالة رويترز عن نقيب في شرطة تكريت قوله ''لقد بوغتت قواتنا، فلم تتوقع ان يستخدم مسلحو داعش الآليات العسكرية في الهجوم عليها. لقد ظنناهم من القوات الحكومية، وعندما اكتشفنا الحقيقة كان الوقت قد فات. نحن نقاتل شياطين وليس بشرا.'' كما تمكنت اعداد من مسلحي داعش من الوصول الى مشارف مدينة سامراء التي لا تبعد عن بغداد سوى بمسافة 110 كيلومترات. ولكن القوات الحكومية ردت على تقدم داعش بشن غارات جوية، مما منع المسلحين من دخول سامراء. الا ان داعش قالت في تغريدة على تويتر ''إنها لن توقف زحفها المقدس.'' من جانبه، ادان مجلس الامن ''اختطاف رهائن في القنصلية التركية بالموصل.'' واختطف المسلحون 50 مواطنا تركيا تقريبا، من بينهم القنصل العام في الموصل، فيما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو من ان بلاده ''سترد ردا قاسيا'' في حال تعرض اي من مواطنيها لأذى. وتقول التقارير الواردة من الموصل وتكريت إن مسلحي داعش جابوا الشوارع وهم يطمئنون المواطنين - حتى الشيعة منهم - عبر مكبرات الصوت بأنهم ليسوا في خطر. ونقلت رويترز عن رجل فر من الموصل مع اسرته قوله ''قالوا لنا الا نخاف، وانهم انما جاءوا لتحريرنا من الظلم والقمع، ولكننا نشعر بالخوف لاننا لا نعرف من يكونون.'' وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن البلاد ''تواجه خطرا جسيما''، وحث على المزيد من التعاون بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كردستان من اجل تدارك الخطر الذي يشكله المسلحون. في غضون ذلك، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول غربي قوله إن المسؤولين العراقيين طلبوا سرا من الرئيس الامريكي باراك اوباما الايعاز بشن غارات جوية امريكية لايقاف تقدم المسلحين. ونقلت الوكالة عن المسؤول الذي رفض ذكر اسمه قوله إن ادارة الرئيس اوباما تتدارس امكانية مد يد العون لبغداد بما في ذلك شن غارات بطائرات مسيرة. وكان المالكي قد طلب من مجلس النواب العراقي اعلان حالة طواريء في البلاد. وقال رئيس الوزراء في كلمة متلفزة حية إن الموصل والمناطق المحيطة بها قد تعرضت ''لمؤامرة'' مما سبب فرار الجيش منها. وقال ''ينبغي معاقبة اولئك الذين فروا وتقاعسوا عن اداء واجبهم بالشكل الصحيح.'' وقال رئيس الوزراء مخاطبا اهالي محافظة نينوى ''لا تستسلموا، فنحن معكم. فحتى لو طال امد المعركة لن نخذلكم.'' ويتبنى تنظيم ''داعش'' نهجا قريبا من عقيدة تنظيم القاعدة. ويسيطر التنظيم حاليا على مساحة كبيرة من الأراضي في شرق سوريا، وغرب العراق ووسطه، في حملة لإنشاء جيب للمتشددين عبر الحدود بين البلدين. وفي هجوم منفصل، قتل 21 شخصا على الأقل وأصيب 45 آخرين في هجوم انتحاري استهدف تجمعا شيعيا في العاصمة بغداد، بحسب ما ذكرته الشرطة العراقية. ردود فعل دولية وأعلنت الولاياتالمتحدة استعدادها لتقديم أي مساعدة العراق في قتال تنظيم ''داعش''. وقالت الخارجية الأمريكية إنها على اتصال مع حكومتي العراقوتركيا وإنها على استعداد لتقديم أي مساعدة. ودعت إيران، وهي حليف قوي لحكومة المالكي، إلى إجراء دولي لمواجهة الجهاديين، ومنهم مسلحو داعش، الذين يسون إيضا إلى الإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن القتال في العراق مثال على كيفية تقويض الصراع في سوريا الإسقرار في الدول المجاورة. المالكي وصف ما حدث في الموصل ب''مؤامرة'' نزح مئات الآلاف من مدينة الموصل بعد هجوم مسلحي داعش عليها