محمد سلطان: أنا مظلوم و "مش هاخد جلوكوز" إحدى قريباته: أمن الدولة ساومه للتنازل عن الجنسية المصرية مقابل الإفراج عنه سارة محمد: السفارة الأمريكية طلبت منه إنهاء الإضراب محمد سلطان، شاب في مقتبل الحياة يواجه الموت كل دقيقة حيث يعيش داخل جدران العناية المركزة بالقصر العيني وحوله توجد حراسة أمنية مشددة لتنقله من المستشفى إلى السجن والعكس ومحمد نجل الدكتور صلاح سلطان أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، مضرب عن الطعام منذ 26 يناير الماضي احتجاجاً منه على حبسه بليمان طرة، الذي نقل منه لمستشفى السجن ثم إلى القصر العيني نظراً لإصابته بتجلط في شريان الرئة، وكانت السلطات وجهت له تهما من بينها إدارة غرفة عمليات رابعة العدوية بهدف قلب نظام الحكم . وقد أجرت شبكة الإعلام العربية "محيط " حوارا مع سارة محمد إحدى قريبات محمد سلطان والوحيدة المتواجدة من عائلته داخل مصر، حيث خرج جميع أفراد عائلته خارج البلاد نظراً للملاحقات الأمنية التي يتعرضون. في البداية تقول سارة أن محمد قال لها "مش هفك الإضراب علشان أنا مظلوم" موضحة أن محمد مضرب عن الطعام منذ أكثر من 150 يوما، كما قرر الإضراب عن الماء أيضا منذ 5 يونيو الحالي بعد تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي قال إن حالته الصحية جيدة وليست في خطر على عكس ما تشير إليه التقارير المسربة عن حالته. بداية الاعتقال سردت سارة محمد قصة اعتقال سلطان قائلة أن "قوات الأمن قامت بمداهمة منزله للقبض على والده لكنهم لم يجدوه فقاموا باعتقال محمد بدلاً منه هو واثنين من أصدقائه تواجدوا معه في الشقة"، موضحة أن التهم الموجه إليه هي قلب نظام الحكم والتواجد في غرفة عمليات رابعة العدوية وإدارة جماعة علي خلاف القانون. وأضافت أن محمد سلطان كان قد أصيب في ذارعه خلال فض اعتصام رابعة العدوية خلال قيامه بمساعدة المصابين ونقل جثث الضحايا وكان من المقرر أن يجري جراحة في ذراعه لكنه لم يتمكن من ذلك نظراً لاعتقاله، وهو ما نتج عن إصابتة بشيء مثل الورم واضطر أحد الأطباء المتواجدون معه في السجن لإجراء عملية له باستخدام الملاعق البلاستيك. ولفتت إلى أن محمد نُقل إلى 5 سجون منها وادي النطرون، العقرب، وليمان طرة الذي استقر به، وكشفت أن مسئولين بجهاز أمن الدولة عرضوا على محمد التنازل على جنسيته المصرية مقابل الإفراج عنه لكنه رفض رفضا باتا، مؤكدا اعتزازه بالجنسية المصرية وعدم التنازل عنها بأي ثمن. الإضراب عن الطعام وأوضحت أنه دخل في إضراب عن الطعام في 26 يناير الماضي كما أن له تاريخ طبي قديم وكان يتناول أدوية تساعده على سيولة الدم على حسب وزنه، لكن بعد الإضراب وفقدان 40 كيلو جرام استمر المسئولون على إعطائه الجرعة كما هي على نفس وزنه قبل الإضراب. وأشارت سارة أن محمد قرر أن يضرب عن الطعام بسبب سوء الأحوال الصحية وظروف اعتقاله ومن أجل حريته أيضا، موضحة أنه بعد نقله إلى مستشفى سجن طرة نقلوا والده الدكتور صلاح سلطان معه من سجن العقرب لكي يضغط عليه لينهي إضرابه ولكنه رفض، بل أخذت القضية في الانتشار بعد تسليط الضوء عليها، ومع تضامن الدكتورة ليلي سويف والدكتورةعايدة سيف الدولة مع محمد. تدهور شديد في صحته وتابعت قريبة محمد "بعد إضراب محمد عن المياه وتدهور حالته الصحية تم نقله إلى مستشفى القصر العيني القديم في 9 يونيو تحت حراسة أمنية مشددة"، موضحة أن هناك تقارير تفيد بتعرض محمد في الآونة الأخيرة إلى جلطات دموية بالقلب، وأنها تلقت اتصالا من شخص مجهول أخبرها بأن "محمد نقل إلى المستشفى وهو موجود بالعناية المركزة". وعن الوضع داخل المستشفى قالت إنه "كان هناك تكتم شديد على حالته وحين تم تسريب التقرير الطبي الخاص به حدثت مشكلة كبيرة"، واصفة الأسبوع الماضي بأنه أسبوع طبي حافل وأن محمد "لم يكن يتحرك بسبب خطر إصابته بأي تجلط قد يودي بحياته وأصيب بالفعل بتجلط على الرئة والقلب". وأوضحت أن قاضي المحاكمة في إحدى الجلسات تهكم لعدم حضور محمد وحول مدير مصلحة السجون للتحقيق بسبب نقله إلى المستشفى بدون إذنه وتم استدعائه للمثول في المحكمة رغم مرضه وذلك خطر علي صحته. غياب المنظمات الحقوقية وجهت سارة رسالة للمنظمات الحقوقية والمجلس القومي لحقوق الإنسان للاهتمام بدورهم في مثل هذه القضايا، مضيفة أن من حق أي إنسان مهما كانت تهمته معاملته معاملة حسنة وخاصة لو كان مريضاً مثل محمد وقالت "خليهم يشوفوا شغلهم". عائلة مطاردة وعن بقية عائلة محمد تقول سارة أن العائلة كلها في أمريكا فالأم مصابة بمرض السرطان وأخوته خارج مصر بسبب أنهم مطلوبين أمنيا والأسرة كلها في "شتات". عجز السفارة الأمريكية وفيما يخص الدور الأمريكي والسفارة الأمريكية بخصوص محمد بصفته يحمل الجنسية الأمريكية، كشفت سارة أن السفارة بعد مائة يوم من إضراب محمد سلطان طلبت منه أن يفك إضرابه لأنهم غير قادرين على تقديم أي مساعدة له. ووصفت سارة الحكومة الأمريكية بأنها مثل أي نظام عاجزة عن حماية مواطنيها، وأنها وتقاعست عن إنقاذ سلطان. وأضافت "ها هو وزير الخارجية الأمريكي جاء لتهنئة السيسي متجاهلاً حالة محمد، إنها إدارة متقاعسة عن حماية مواطنيها "وكلهم زي بعض". رسالة من محمد سلطان وقد وجه محمد سلطان رسالة من داخل المستشفى عبر شبكة الإعلام العربية "محيط" قائلا: "أنا عارف إن الناس بتطلب مني آكل وأشرب بس ده مش هيحصل غير لما أطلع لأني مظلوم ومش هاخد جلوكوز". اقرأ فى هذا الملف " الاعتقال بغطاء الحبس الاحتياطي..إنسان خلف الجدران !" * حقوقيون: نشهد كبت للحريات لم نره في عصر مبارك * أحكام مشددة والتهمة تظاهر * أحداث 30 يونيو ما بين الانتهاكات وحقوق الإنسان ** بداية الملف