أعلنت منسّقة أنشطة منظمة الصحة العالمية في الكاميرون، الطبيبة فام محمد، اليوم الأربعاء، إنّ شخصين لقيا حتفيهما من جراء إصابتهما بمرض الكوليرا، فيما سجلت 52 حالة إصابة بالوباء بصدد تلقي العلاج في منطقة أقصى شمال البلاد. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، اليوم، أضافت "فام" أن جميع حالات الإصابة تم تسجيلها في المناطق الحدودية ل "موغودي" و"بورها" و"موكولو" و"غولفي"، الواقعة على بعد حوالي 30 كم من نيجيريا. وأوضحت أن "الحالات الثلاث الأولى من الإصابة بمرض الكوليرا، اكتشفت في منطقة غولفي في 26 نيسان/ إبريل الماضي، وشملت أفراد عائلة قادمة من ولاية أداماوا (شمالي نيجيريا)، عبرت الحدود بغرض تلقي العلاج في الكاميرون، ومن هناك، كانت بداية انتشار الوباء". ويمكن الحديث عن انتشار وباء الكوليرا بعد تأكيد أول حالة إصابة، وفقا لمسؤولة المنظمة العالمية، التي اعتبرت أنه يمكن القول بأنه "فعلا هو وباء الكوليرا الذي ينتشر في الكاميرون"، إلا أنّها أشارت إلى أنه "تحت السيطرة". ولفتت "فام" إلى أنه تم تسجيل 21 ألف حالة إصابة بمرض الكوليرا في نيجيريا في 18 مايو/ آيار الجاري. شهد الكاميرون على مدى السنوات العشر الماضية، تسجيل العديد من حالات الاصابة بمرض الكوليرا. في العام 2004، لقي 100 شخص حتفهم جراء الإصابة بهذا الوباء. وفي عام 2009، تم تسجيل 51 حالة وفاة، وفي عام 2010، كان هناك 10 آلاف و759 حالة إصابة بالكوليرا، توفّيت منها 657 حالة. وفي سنة 2011، توفي 636 شخصا من جملة 16 ألف و804 حالة إصابة بالوباء، وفقا لبيانات رسمية. وظهر وباء الكوليرا في بدايات القرن التاسع عشر، وتعتمد جرثومته على الانتقال عبر المياه الملوثة من شخص إلى آخر، وأفريقيا حاليا من أكثر مناطق العالم إصابة بهذا المرض، وتبلغ نسبة الوفيات فيها 5% من بين إجمالي حالات الإصابة، بينما تقل عن 1% في باقي أنحاء العالم، بحسب تقارير دولية. والكوليرا هو مرض وبائي معدي يصيب الجهاز الهضمي، وتبدأ أعراضه بإسهال شديد، يليه قيء شديد، وانخفاض كبير في ضغط الدم نتيجة فقدان الجسم لسوائله؛ ما يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب سريعا.