قال الكاتب البريطاني "ريتشارد سبينسر"، إن عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي وقائد الجيش السابق المتوقع بشكل كبير أن يتولى رئاسة مصر في المستقبل المنظور يدعي ارتداء عباءة ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك فى حين أن الكثير من منتقديه السياسيين يرون في انتخاب السيسي عودة إلى النظام الاستبدادي السابق. وأضاف "سبينسر" في مقاله له نشرته صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن مجموعة من الشخصيات التي كانت بارزة في نظام مبارك تساند حملة المشير عبد الفتاح السيسي وتأمل في الحصول على نفس القوة التي كانت لديهم من قبل أو ربما يأملون في أكثر من ذلك. من جانبه، قال حيدر البغدادي نائب سابق في الحزب الوطني المنحل ومنظم مسيرات حملة السيسي حاليا "أنا أدعم وما زلت أحب الرئيس السابق حسنى مبارك الذي كان رمز الأمن القومي في مصر" وأضاف "الآن أنا أؤيد السيسي البطل القومي الذي خلص مصر من إرهاب الإخوان المسلمين". وأوضح الكاتب أن فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها يوميي الإثنين والثلاثاء المقبلين يمثل علامة على العودة إلى عقود طويلة من احتلال الكرسي الرئاسي عند القادة العسكريين مثل عبد الناصر والسادات وحسني مبارك. وأشار الكاتب إلى أن حلفاء نظام مبارك الذي اعتقد ثوار يناير أنهم أزالوهم عادت أدوارهم الآن بشكل أقوى من خلال الدستور الجديد بما في ذلك القضاء والجيش. وتابع الكاتب أن ميزانية الجيش على سبيل المثال لا تخضع لرقابة الحكومة كما أن الجيش يحتفظ بالحق في تعيين وزير الدفاع وهو الدور الرئيسي الذي أستغله السيسي للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي. وذكر أنه في الوقت نفسه تعود شخصيات النظام القديم للسلطة مرة آخري فقد تولى محمد التهامي رئيس جهاز مكافحة الفساد سابقا الذي أقيل من قبل الرئيس السابق محمد مرسي منصب رئيس المخابرات المصرية وهو منصب يعتبر في نظام مبارك الأقوى بعد رئيس الجمهورية. وأضاف الكاتب أن رئيس الوزراء الحالي محلب والمرجح أن يبقي عليه السيسي بعد فوزه بالرئاسة يعتبر واحدا من أنصار مبارك. وكان إبراهيم محلب وزيرا للإسكان في عهد مبارك وعضو لجنة السياسيات فى الحزب الوطني المنحل كما أنه متورط بشكل غير مباشر مع تهامي في حالة الاختلاس التي حكم فيها على مبارك هذا الأسبوع بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات . من ناحية آخري يشير أنصار السيسي أنه لن يحكم حكما مطلقا مثل أسلافه، فمن جانبه أكد هشام مصطفى خليل عضو برلماني سابق" أن الدستور الجديد حجم من سلطات رئيس الجمهورية" وأضاف "أنه مسئول أمام البرلمان". وعلق الكاتب أن هذه المسائلة تتوقف على شكل المعارضة المسموح بها ومن الذي سيتمكن من شغل مقاعد البرلمان فالرئيس السابق كان يعمل من خلال البرلمان ولكنه دائما كان يحصل على الأغلبية وأضاف أن المعارضة في مصر الآن في حالة فوضى شديدة . ونوه الكاتب إلى أن الإخوان المسلمين الذي حصلوا على نسبة 40% في انتخابات مصر 2012 قد أطلق عليهم منظمة إرهابية في حين تم حظر حركة 6 أبريل اليسارية التي كان لها دور فعال في تنظيم احتجاجات ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك . واختتم الكاتب مقاله بأن ثقة عبد الفتاح السييسي في فوزه بالرئاسة جعلت حملته الانتخابية حملة مختلفة فهو لم يظهر في أى حملة من حملاته، كما أنه في خلال مقابلاته التليفزيونية ردد بعض عبارات مبارك القديمة فقد شدد على ضرورة القضاء على "الإرهاب الإسلامي" وضمان الحريات الشخصية لتكون متوازنة مع تحقيق الأمن القومي. وتابع الكاتب ساخرا أنه في وسط كلام السيسي لمح ومضه واحدة من الصراحة حين سئل كم يستغرق بمصر للوصول بها إلى الديمقراطية فأجاب "عشرون أو خمس وعشرون سنة".