ساعات قليلة وتشهد أرض فلسطين المقدسة وخاصة مدينة بيت لحم، أهم حدث تاريخى بقدوم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في زيارة هي الأولى له إلى المنطقة منذ تسلمه الخدمة البابوية. وفى هذه الأثناء، تسود أجواء احتفالية وترحيبية بقداسة البابا فرنسيس في جميع أرجاء مدينة المهد، بيت لحم، كما يترقب أبناء المدينة وصول قداسته ببهجة وفرحة، آملين قدوم الخير إلى الوطن من خلال هذه الزيارة المباركة. ومثلما ينتظر المواطنون بشوق وصول قداسة البابا، تزينت كنيسة المهد وامتلأت ساحتها بالكراسي ونصبت المنصة حيث سيؤدى البابا فرنسيس القداس الإلهي الكبير بحضور ما يقرب من 10 الآف حاج مسيحي، فيما علقت لافتات وبوسترات للبابا والرئيس الفلسطينى محمود عباس. وترفرف الأعلام الفاتيكانية والفلسطينية في أرجاء الساحة وتنتشر أعداد كبيرة من قوات الشرطة الفلسطينية المكلفة بتأمين القداس في ساحة المهد التي أصبحت على أهبة الاستعداد لاستقبال قداسة الحبر الأعظم. ومنذ الصباح الباكر، فتحت متاجر ومحال ومطاعم أبوابها للمواطنين والسائحين المتواجدين لحضور هذا الحدث المهيب، والكل في حالة تأهب منتظرين حضور الحبر الأعظم، قادما من عمان على متن طائرة عسكرية أردنية. يقول عاصم بركات، صاحب محلات أقمشة فى شارع النجمة، قبالة ساحة كنيسة المهد، أنه حرص على الحضور إلى الساحة منذ الصباح الباكر ليشهد هذا الحدث، واصفا اياه ب"المهم للغاية". وقال إن "زيارة البابا إلى فلسطين لها بعد سياسى مهم، فهي تهدف لتثبيت وجود المسيحيين، في آمان، في بيت لحم وفى الشرق الأوسط بشكل عام". أما جورج جقمان، صاحب محل مجوهرات، فقد سلط الضوء على انعكاس هذه الزيارة على السياحة الفلسطينية، وقال "هذه الزيارة تساعد على تثبيت فلسطين على خريطة العالم، وستكون لها أثر كبير خاصة وان السياحة إلى الأراضي الفلسطينية ضعيفة جدا بالرغم من أنها من أعظم بقاع الكرة الأرضية ولكن 90% من السياحة تتجه إلى إسرائيل لاننا تحت احتلال". وبالنسبة لأبو محمد، صاحب مطعم "فلافل"، فقد أعرب عن سعادته بقدوم البابا إلى فلسطين، متمنيا أن يأتي الخير والسلام معه على البلاد وأن تتحسن الأوضاع بالمنطقة، لكنه أوضح في الوقت نفسه أنه لم يكن يتوقع غلق الشوارع بهذه الطريقة التي جاءت عليه بالضرر. وأضاف "نحن متضررون أصلا، كنت أتوقع فتح الشوارع حتى يتمكن السائحين والأجانب من المجىء إلى المطعم، ولكننا تضررنا مع غلق شوارع معينة لتأمين ساحة المهد". ومن المتوقع وصول الطائرة الأردنية الخاصة التي تقل قداسة البابا إلى مهبط الطائرات في بيت لحم فى حوالي التاسعة والنصف صباح اليوم الأحد. وبعد ذلك، سيتوجه إلى مقر الرئاسة للاستقبال الرسمي ولقاء الرئيس محمود عباس، ومن ثم سيتوجه قداسته بسيارة مكشوفة صنعت خصيصا لهذه الزيارة إلى ساحة المهد، حيث سيترأس القداس الحبري بمشاركة عشرة آلاف مواطن من جميع أنحاء فلسطين.