كشف الدكتور مهندس محمد الشيخة رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، أنه بدأ منذ عام تعريف الآثاريين بكيفية الاستفادة من الطاقة الذرية في تأريخ الآثار وتنظيفها وكشف تزويرها عن طريق أحدث التقنيات العلمية لخدمة العمل الأثري. وأوضح الباحث إسلام محمد إخصائى علوم المواد بالمتحف المصري، خلال فعاليات اليوم الأول للملتقى العلمي الأول لإسهامات الطاقة الذرية في الدراسات الأثرية، أن هذا الملتقى جاء كبداية للتعرف على تقنيات الطاقة الذرية في الدراسات الأثرية لتحقيق التواصل بين الجهات العلمية المختلفة كفريق عمل لخدمة كل ما يتعلق بالآثار، وقد شارك في الملتقى جامعتي القاهرة وعين شمس ومركز بحوث ودراسات الليزر ومركز توثيق التراث الحضاري. وقد تضمنت فعاليات اليوم الأول خمسة محاضرات هامة منها التحليل الطيفى بالليزر ألقاها الدكتور محمد عبد الحارث الأستاذ بمركز بحوث ودراسات الليزر، كما ألقى الدكتور نبيل الفرماوي أستاذ الفيزياء النووية بجامعة عين شمس محاضرتين الأولى التأريخ بواسطة الوميض الحرارى والثانية التأريخ بواسطة الرنين المغزلي، كما ألقى الدكتور صفوت سلامة المدرس بهيئة الطاقة الذرية نيابة عن الدكتور هشام فؤاد رئيس هيئة الطاقة الذرية الموجود بالخارج محاضرة عن التحليل بواسطة التنشيط النيتروني وتناول الدكتور سيد حميدة أستاذ فيزياء المباني بجامعة القاهرة الدراسات الجيوتقنية مطبقة على كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة وقصر السكاكيني. كما ألقت الدراسات الضوء على تقنية تحليل نماذج من العظام لمومياوات من الدولة الوسطى من أسوان وسقارة لمعرفة العادات الغذائية والعناصر السامة في البيئة وتحليل التربة في منطقة الدفن وتوصل إلى نتائج منها أن المصريين القدماء كانوا أكثر إقبالاً على الحبوب أكثر من اللحوم وكانوا يستخدمون الشبة في تنقية المياه ومازالت هذه النتائج تخضع للدراسة المستفيضة، كما أن استخدام الليزر يكشف عن الأثر الحقيقي من الأثر المزيف، وكذلك استخدام الكربون 14 في التأريخ للعناصر حتى 30 ألف سنة مضت، وكذلك طرق تأريخ الفخار بالوميض الحراري، وذلك بحساب كم الإشعاع الذي استمده الفخار من تاريخ دفنه لأن طريقة تسخين الفخار عند صناعته لدرجة 1200 درجة مئوية تفقده كل الإشعاع الذي استمده عبر السنين ليعود لنقطة الصفر ولذا فإن التأريخ يبدأ من بداية دفنه في الأرض حتى كشفه في أعمال التنقيب. وقد أثارت المناقشات عدة قضايا عن مدى استفادة وزارة الآثار بهذه التقنيات وتكلفتها وقد بدأت بعض الدول العربية بالفعل مثل الإمارات والبحرين فى استخدامها في المتحف الوطنى بدبي ومتحف الشارقة، وأبدى الدكتور أحمد عاشور الأستاذ بهيئة الطاقة الذرية استعداد الهيئة للتعاون مع الوزارة في التدريب وتحليل العينات وتأريخ القطع الأثرية بل ووضع خطة للأبحاث بالهيئة بما يخدم العمل الأثري واستحداث أجهزة جديدة لو تم بروتوكول تعاون مع الوزارة كما أثيرت قضية مطالبة الآثاريين بتوثيق بيئة الأثر عند اكتشافه والحرص على تحليل التربة حول الأثر المكتشف لأهميته في التأريخ والتحليل وضرورة استخدام الليزر في الكشف عن الآثار بمنافذ الآثار على مستوى الجمهورية، وكذلك قضية توفير آلية لتأريخ الآثار دون تدمير أى أجزاء منها وأجمع الحاضرون على أن ذلك لن يتم إلا فى أطر مؤسسية بشكل رسمى فى بروتوكولات تعاون بين الوزارة والجامعة وهيئة الطاقة الذرية وكل المؤسسات العلمية للعمل بروح الفريق. وتشمل محاضرات اليوم الأخير موجات "الجيورادار" في الكشوف الأثرية للدكتور محمد عبد الهادى أستاذ ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة ودراسة لتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في ترميم الآثار، وسيشهد ختام المؤتمر حضور الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار.