حادثة مقتل فتاة أردنية على يد والدها بعد إشهار إسلامها، اختلفت رواياتها، إلا أنها أثارت موجات من الغضب، وسيل من الجدل، ومخاوف من اندلاع فتنة طائفية في بلد طالما تميز بهدوئه النسبي مقارنة بدول جواره. والفتاة فتاة التي قتلت على يد والدها بعد إشهار إسلامها، من قرية الوهادنة بمحافظة عجلون، شمالي الأردن، ولم يؤكد الأمن الأردني رسميا أن الفتاة قتلت نتيجة لتحولها إلى الإسلام، فيما طالب عدد من أهالي المحافظة بالثأر لمقتل الفتاة. وجاء ذلك، وسط دعوات من حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، ورجل دين مسيحي، بغلق الباب أمام الفتنة الطائفية. روايات مختلفة ومساء يوم الخميس، حاول محتجون أردنيون، اقتحام كنيسة في محافظة عجلون، احتجاجا مقتل فتاة مسيحية على يد والدها بعد اشهارها إسلامها، على حد قولهم. وأجمعت روايات مختلفة غير رسمية أن الفتاة قتلت نتيجة لإسلامها، لكنها اختلفت حول هوية الفتاة وملابسات إعلان إسلامها. وتقول الرواية الأولى: "إن فتاة تدعى بتول الحداد قتلها والدها إثر علمه بإسلامها على خلفية حضورها محاضرة للداعية السعودي محمد العريفي في الجامعة الأردنية". والرواية الثانية، أوردها سليمان الدقور أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، حيث كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ال "فيسبوك": "إن فتاة مسيحية (لم يحدد هويتها لكنه قال إنها ليست بتول) أشهرت إسلامها على يديه بعد حضورها محاضرة العريفي". ورفض الدقور ذكر مزيدا من التفاصيل حول الفتاة، حفاظا على حياتها، لكنه قال: "إنها ليست من عجلون، وأنه يملك كافة معلوماتها". أما الرواية الثالثة فطرحها بعض من أهالي الوهادنة؛ حيث تقول: "إن فتاة أخرى "لم يذكروا هويتها" أسلمت في جامعة اليرموك سرا وأخفت الأمر عن ذويها حتى سمعت بنبأ إشهار بتول إسلامها، وما إن باحت بسرها، حتى قتلها والدها". وأخيراً فالرواية الرسمية فنقلتها وزارة الداخلية الأردنية في بيان حصلت وكالة "الأناضول" الإخبارية على نسخة منه، الجمعة، حيث قالت: "إن الأوضاع في منطقة الوهادنة في محافظة عجلون عادت إلى طبيعتها وذلك بعد احتجاجات محدودة شهدتها المنطقة عقب إقدام خمسيني على قتل ابنته الأربعاء"، دون أن تذكر صراحة اسم الفتاة القتيلة، أو سبب مقتلها. غضب الأهالي وبعد ليلة غضب في عجلون، أصدر عدد من أهالي المحافظة، يوم الجمعة، بيانا طالبوا فيه جميع المسلمين ب"الثأر من قاتل شهيدة الإسلام بتول الحداد". وطالب الأهالي في بيانهم ب"دفن الفتاة في مقابر المسلمين". فيما شهدت بعض مساجد عجلون صلاة الغائب على روح الضحية ظهر الجمعة، وتبادل المصلين التعازي، بحسب شهود عيان. بدوره، قال حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، لوكالة "الأناضول": "للأسف عندما يتحول الإنسان إلى الشيوعية والإلحاد وعدم الاعتراف بأي دين يجد ترحيبا، وعندما يعتنق أحد الديانة الإسلامية التي تحترم المسيح ومريم العذراء يجد هذا المصير". وطالب منصور العقلاء ب"عدم الانجرار وراء الفتنة وتغليب مصلحة الوطن"، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة معاقبة والد الفتاة على هذه الجريمة البشعة. من جهته، أصدر رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام "غير حكومي"، بيانا دعا فيه الأردنيين من الديانتين المسيحية والإسلامية ب"الابتعاد عن الفتنة وعدم نسيان التعايش بين أبناء الديانتين في البلاد". ويذكر أن حادثة عجلون تأتي قبل أسابيع من زيارة بابا الفاتيكان، فرانسيس، للأردن، المقررة في 24 مايو/ايار الجاري. ويشكل المسيحيون 2.2% من سكان الأردن البالغ تعدادهم نحو 8 ملايين نسمة "إحصاء 2014".