يحتفل الآلاف من الإيزيديين في إقليم شمال العراق بحلول رأس السنة الإيزيدية (سري صال) الذي يصادف، اليوم الأربعاء، وبدأوا احتفالهم مساء أمس الثلاثاء ، بإشعال آلاف "الفتائل" قرب معبد "لالش" بمحافظة دهوك احتفالاً بهذه المناسبة، في الوقت الذي قال فيه باحث إيزيدي إن الاحتفال بهذا العيد يعود لآلاف السنين. وشارك الآلاف من أتباع الديانة الإيزيدية مساء الثلاثاء، في المراسم الخاصة بالبدء باحتفالات عيد رأس السنة حسب توقيتهم الذي يتبعوه، وأشعلوا الآلاف من "الفتائل" التي أنارت ليل وادي معبد "لالش" المقدس لديهم. و"لالش" معبد مقدس لدى الإيزيديين ويقع في منطقة جبلية قرب قرية عين سفني 48 كلم جنوبي شرق محافظة دهوك في إقليم شمال العراق، التي تحوي قبر الشيخ عدي بن مسافر المقدس لدى أتباع الديانة الإيزيدية، كما أنها تضم مقر المجلس الروحاني للإيزيدية في العالم. و"الفتائل" عبارة عن قطع قماشية صغيرة موضوعة في وعاء صغير من الزيت، ويشعلها المحتفلون بنفس الطريقة التي تشعل بها الشموع. وقال الباحث الإيزيدي عيدو بابا شيخ إن مراسم الاحتفال بعيد رأس السنة الإيزيدية يعود إلى آلاف السنين، وإشعال الفتائل يرمز إلى بداية الحياة والكون، حيث أن الإيزيديين يتصورون أن الكون "كان شيئاً مظلماً وبدأت الحياة بالنور". وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح بابا شيخ، إن الإيزيديين يشرعون مساء أول أربعاء من كل أبريل/نيسان حسب توقيتهم الخاص الذي يتبعونه، بإشعال الفتائل بساحة معبد "لالش" للدلالة على بدء الحياة في الكون. وأضاف أن المحتفلين يستكملون مراسم احتفالاتهم صباح العيد، المصادف اليوم، حيث يقومون بتعليق باقات من أزهار "شقائق النعمان" حمراء اللون على أبواب منازلهم بإلصاقها بكمية قليلة من الطين. ولفت الباحث إلى أن الإيزيديين يقومون خلال العيد بسلق بيض الدجاج وتلوينه بشتى الألوان والأصباغ، وذلك كونهم يعتقدون أن البيضة تمثل "أصغر وحدة فيها روح"، كما أنها تشبه الكرة الأرضية، من حيث احتوائها على مكونات سائلة وأخرى صلبة. وبيّن أن الألوان التي يصبغ بها البيض تحاكي النصوص الدينية الإيزيدية التي تقول إن الكون أثناء تكوينه مرّ بألوان مختلفة كالأحمر والأصفر والأخضر، أما "شقائق النعمان" التي يعلقونها على أبواب منازلهم وغرفهم فدلالة على الربيع. وبحسب بابا الشيخ، فان الإيزيديين يتصورون أن الحياة بدأت في مثل هذا اليوم الأربعاء، كما أن الربيع بدأ بمثل هذا اليوم. وأشار إلى أن السومريين والبابليين الذي سكنوا العراق قبل آلاف السنين كانوا يحتفلون بهذا العيد في نفس اليوم، وكانت تلك الأقوام لا تتزاوج في شهر أبريل/ نيسان اعتقاداً منها أن الآلهة تتزاوج بهذا الشهر، والإيزيديون حتى اليوم "لا يتزوجون في هذا الشهر"، حسب قوله. وصدر قرار بتوقيع مسعود بارزاني رئيس إقليم شمالي العراق في 27 أكتوبر/ تشرين الأول تم بموجبه اعتبار يوم "سري صال" عطلة رسمية في عموم الإقليم. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. ووفق إحصائيات غير رسمية، يقدر عدد الإيزيدية بنحو 600 ألف نسمة في العراق، تقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك شمال بغداد، فضلا عن وجود أعداد غير معروفة في سوريا وجورجيا وأرمينيا وألمانيا.