أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، اليوم الأربعاء، أن فصيلاً إسلامياً متحالفاً مع الجيش الحر توعّد الأسبوع الجاري بإطلاق صاروخ على منطقة الساحل "غرب" مقابل كل برميل متفجر تقصف به قوات النظام حلب كبرى مدن الشمال السوري. وفي تصريح لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال مجدي أبو ريان الناطق باسم الهيئة "تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة" في اللاذقية: "إن تجمع نصرة المظلوم "فصيل إسلامي منضوي تحت لواء جبهة النصرة"، أعلن منذ يومين أنه سيقصف تجمعات الأمن والشبيحة "ميليشيا مسلحة موالية للنظام" في مدينة اللاذقية بصاروخ من طراز "غراد" مقابل كل برميل متفجر يسقط على حلب". و"البراميل المتفجرة" هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الانفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه مؤخراً بإلقائه من الطيران الحربي التابع لقواته في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق"جنوب" وحلب. وأوضح أبو ريان أن التجمع "نصرة المظلوم" أعلن عن نيته على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي على "فيسبوك"، الاثنين، وقام بتنفيذ تهديده مباشرة بدك تجمعات الأمن والشبيحة في مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين بعشرات الصواريخ بعد ورود الأنباء عن استمرار قصف قوات النظام للمدنيين في حلب. ومنذ 21 مارس/آذار الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة "النصرة" وحركة "شام" الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، عن إطلاق معركتين باسم "الأنفال" و"أمهات الشهداء"، تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية "غرب" ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية. واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة "كسب" الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من "الأرمن"، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل "السمرا" أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها. فيما تسيطر قوات المعارضة، منذ نحو عامين، على ريف حلب الشمالي ومعابرها الحدودية مع تركيا، وعدد من أحياء المدينة، ولم تفلح محاولات قوات النظام المتكررة لاستعادة تلك المناطق، ما جعلها مؤخراً تتبع سياسة "الأرض المحروقة" وقصف المدنيين ب"البراميل المتفجرة"، وكثفت من قصفها بعد فتح جبهة الساحل من قبل الثوار ما أوقع عشرات القتلى بين المدنيين، حسب مصادر المعارضة. في سياق متصل، قال قيادي في الجيش السوري الحر، اليوم الأربعاء: "إن غرفة العمليات المشتركة التابعة للجيش الحر في جبهة الساحل اعتمدت اليوم خطة لإطلاق صواريخ "غراد" في عمق محافظة اللاذقية، وذلك للرد على هجمات النظام بالبراميل المتفجرة على حلب". وفي تصريح لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال العقيد فاتح حسون قائد جبهة حمص "وسط" التابعة للجيش الحر: "إن غرفة العمليات المشتركة اعتمدت اليوم خطة لاستخدام صواريخ غراد التي يتراوح مداها ما بين 20 و40 كلم لضرب معاقل النظام في مدينة اللاذقية وما حولها". وأشار العقيد المتواجد حالياً مع عدد من قواته لمؤازرة قوات المعارضة في جبهة الساحل، إلى أن الخطة تتضمن رصد إحداثيات مواقع قوات النظام ومقراته الحساسة، وسيبدأ تنفيذها خلال الساعات القليلة القادمة، لم يحدد موعداً. وأوضح حسون أن قوات المعارضة أصبحت قادرة على إطلاق الصواريخ إلى مناطق في عمق محافظة اللاذقية، كونها سيطرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية على مراصد تمكنها من ذلك. وأطلق ناشطون معارضون للنظام السوري، السبت، "هاشتاغ" على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" بعنوان "أنقذوا حلب"، وذلك رداً على "هاشتاغ" مماثل أطلقه موالون للنظام قبل أيام بعنوان "أنقذوا كسب". وجاء إطلاق "هاشتاغ أنقذوا حلب"، بعد أسبوع دامٍ في مدينة حلب، شنّ خلاله طيران النظام قصفاً عنيفاً بالبراميل المتفجرة، على أحياء سكنية تسيطر عليها قوات المعارضة في المدينة؛ ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.