"زهران" : جميعها مدفوعة الثمن من الإخوان وأسالوا حسن نافعة و باكينام الشرقاوي "سرحان": فرقعة إعلامية ولا جدوى منها "عبد الرازق" ظاهرها براق وباطنها تضليل للرأي العام جهادي سابق : فرض عين وواجب وطني ولا أحد يستطيع القضاء على الإخوان "حماد": لا مصالحة بعد "انقلاب عسكري" والوضع السياسي في منتهي الخطورة "بركات" معظمها يفرض القبول بالوضع الراهن حتي مبادرة البديل الحضاري المتحدث باسم "الشعب": نرفض أي مصالحة قبل القصاص لدماء الشهداء القاسي : الإخوان مصرون على الانتحار السياسي منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وما سبقه من دعوات للخروج الشعبي على حكم الإخوان في الثلاثين من يونيو الماضي ، مرت مصر بظروف عصيبة حيث زادت حالة العداء بين الفصائل السياسية واحتدت وطأة الصراعات الفئوية بين شعبها ما أدى في النهاية إلى إراقة دماء مصرية ذكية روت أرض هذا الوطن . - ويري عدد من المحللين السياسيين أنه لا سبيل للخروج من المأزق الراهن إلا بالمصالحة الوطنية والاندماج السياسي لكافة التيارات السياسية . وبالفعل قدمت عدة كيانات سياسية وأشخاصا منفردين أكثر من مبادرة للتقريب بين وجهات النظر ووقف نزيف الدماء إلا أن ذلك لم يرق للبعض الذي فضل العزل السياسي للجماعة وللتيار الإسلامي بشكل عام محملا إياها مسئولية الدماء التي أريقت ، في حين رفض البعض الآخر اتهامات التخوين والتشكيك في الفصائل السياسية بشكل عام وبادروا لإيجاد حلول منطقية للخروج من الأزمة الراهنة . رصدنا آراء وتقييمات المسئولين والسياسيين لفكر المبادرات ومبدأ لم الشمل الوطني وأفكارهم للخروج من النفق الضيق الذي تمر به البلاد وتساءلنا :هل فكرة المصالحة مازالت مطروحة وهل هي كفيلة وحدها بوقف شلال الدماء الذي تنفذه مصر يوميا من خيرة أبنائها . تجاوزنا فكرة المصالحة علق د/ "جمال زهران "أستاذ العلوم السياسية على الأوضاع الحالية قائلاً : نحن مقبلين على إجراءات تنظيمية لإجراء أول انتخابات رئاسية بعد دستور 2013 / 2014 وهذه الانتخابات سيغلب عليها الطابع التنافسي المحدود وليس التنافسي الواسع واحتمالات الفوز ستكون من أول جولة وبتالي فإن هذه الأوضاع كلها مرشحة للنجاح ولن يوقفها استخدام البعض للعنف والتوظيف السياسي للطلاب الجامعات سواء كانوا إخوانا أو غير إخوان أو التحالفات المؤقتة مع الاشتراكيين الثوريين أو بعض أصحاب الأجندات الأمريكية. وأضاف أما بخصوص فكرة المصالحة فقلد تجاوزنها تماما وأصبحت هذه الأفكار بلا معني أو قيمة وكل من يفكر فيها يحاول إخراج الإخوان من المأزق ، لافتا إلى أن المبادرات كلها مصدرة من جانب الإخوان ومدفوعة الثمن فمبادرة "حسن نافعة"جاءت من قبل الإخوان عن طريق "باكينام الشرقاوي" و "حسام عبد الفتاح". المبادرات فرقعة إعلامية ووصف"محمد سرحان" نائب رئيس حزب الوفد على الوضع الراهن قائلاً : نحن نسير الآن لتنفيذ خارطة الطريق مشيرا إلى أنه وبمجرد الانتهاء من الانتخابات رئاسية ستهدئ الأمور خصوصا أن الانتخابات البرلمانية التي ستلحق بها سترفع عجلة التنمية . وأكد سرحان لا جدوى من المصالحة لأن الأمور تجاوزت قدرة الجميع على التسامح والدم ليس فيه مصالحة ، ووصف نائب رئيس حزب الوفد المبادرات التي طرحت بكونها فرقعة إعلامية لا أكثر ولا أقل ومرفوضة من أغلب جماهير الشعب المصري . مصر تواجه تحديات صرح "حسين عبد الرازق " عضو المكتب السياسي لحزب التجمع ، أن مصر تواجه مجموعة من التحديات التحدي أولاها : الحفاظ على الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية التي ناضل الشعب المصري طول 200 عام من أجل تأسيسها والتي تتعرض لمخاطر داخلية وخارجية تهدف إلى تفكيكها وتدميرها بمزاعم الخلافة ودولة المرشد . أما التحدي الثاني فيتمثل في تصاعد موجة الإرهاب في المرحلة الأخيرة وضرورة مواجهته والقضاء علية و اجتثاث جذوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى المواجهة الأمية من أجل تحقيق الآمن والاستقرار، والتحدي الثالث هو تغير السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة منذ عام 1974 والتي تطبق "روشته" صندوق النقد والبنك الدولي والتي أدت عملياً إلى تراجع التنمية وازدياد نسبة الفقر والبطالة والفساد . مشيرا إلى أننا قطعنا مرحلة مهمة بإقرار الدستور الجديد ومن ثم نتجه خطوة إلى الاستحقاق الثاني وهو الاستحقاق الرئاسي ويليه الاستحقاق الأهم وهو انتخاب مجلس النواب. وعن فكرة المصالحة قال : القضية ليست إطلاق عبارات براقة وكلمات رنانة ولكن العبرة بالمضمون وأنا لا أظن أن هناك مشكلة بين كل مكونات المجتمع المصري بل المشكلة مع المجموعة الإرهابية وبتالي إذا كان الحديث عن المصالحة يقصد به المصالحة مع جماعة الإخوان وحلفائها فأعتقد أنها دعوة لتضليل الرأي العام. واستكمل : البلاد التي نجحت في تحقيق المصالحة كالمغرب و جنوب أفريقيا وضعت ثلاثة شروط واضحة لقبول المصالحة وهي : توقف هذه الجماعات عن ممارستها للعنف وتعترف بأخطائها وجرائمها في حق الشعب بطريقة علنية وأن تقبل بالجزاء القانوني على مرتكبته من أخطاء وجرائم ، وهذا الأمر غير متحقق في مصر لأن جماعة الإخوان تحولت إلى جماعة إرهابية تمارس الإرهاب كل يوم ، مشيراً إلى أن من يتحدثون عن المصالحة يضللون الرأي العام . فرض عين وواجب وطني علق الجهادي السابق " أنور عكاشة" على فكرة المصالحة قائلاً : المصالحة واجب وفرض، ولن يتم تحل الصراعات الحالية إلا بتحقيق المصالحة بين كافة الفصائل و الأطراف المتنازعة سواء كانوا من الإخوان أو الدولة . وكشف عكاشة أن المفاوضات ومبادرات وقف العنف قائمة ومستمرة ولم تنقطع حتى الآن ، مشيرا إلى أنه لا السيسي ولا المؤسسة الأمنية بإمكانهم القضاء على جماعة "الإخوان" أو أنصارها فكل ما تقوم به الدولة الآن هو عبارة عن عملية إجهاض للجماعة، ولن تقضي هذه المحاولات عليهم . تحكم المؤسسة الأمنية من جهته علق الدكتور "يسري حماد" نائب رئيس حزب الوطن على الوضع السياسي الراهن قائلاً : لقد عدنا مرة أخري لنظام مبارك وكل شيء أصبح "ديكوري" و عادت المؤسسة الأمنية لسابق عهدها فأصبحت متحكمة في كل شيء ، كما أن التيار المدني بكل طوائفه تم إقصاؤه وأصبح صاحب الكلمة معرض أما للقتل أو للسجن وظهرت مرة أخري مؤسسات الدولة العميقة المتحكمة في كافة الأمور بالإضافة إلى إعلام مبارك الذي يشوه الحقائق ويمهد لعودة النظام السابق من جديد . وأكد حماد أن ثوار يناير ستجدهم في السجون أو مطلوبين أو ممنوعون من الانخراط في الحياة السياسية ومبعدون عن وسائل الإعلام وترفض القنوات الفضائية استضافتهم فيما تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم . بالإضافة إلي أن الحكومة الشرعية " يقصد حكومة قنديل "موجودة الآن في السجون متوقعا تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. ورفض حماد فكرة المبادرات السياسية لأنه يرفض بالأساس قيام دولة قمعية على أنقاض انتخابات شرعية – بحسب كلامه - مؤكدا أن 30 يونيه كان انقلابا على فكرة التداول الإسلامي السلمي للسلطة ! . وأشار إلى أن كل المبادرات التي طرحت كانت من طرف واحد وبتالي رفض الطرف الآخر الاستجابة لتلك المبادرات. وحمل حماد بعض القادة العسكريين المسئولية وراء ما حدث لأنهم يعتمدون على قوة السلاح وبالتالي فهم ليسوا في حاجة إلى المصالحة والسلمية - بحسب قوله – وقال هم استبدلوا المصالحة الوطنية بخارطه الطريق التي وضعوها بالتعاون مع بعض الدول الخارجة الكبيرة و التي لها مصلحة في أن تكون مصر دولة غير مستقرة سياسياً - كما يقول - . وحدد حماد السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وهو أيمان الجميع بفكرة "الدولة المستقرة والإرادة الشعبية ، فالشعب مصري هو الذي سيحدد من يستمر ومن يتم إقصاؤه ، لافتا إلى أنه في حال استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه ستكون الأوضاع في منتهى الخطورة. الانتخابات القادمة مزورة أما "عبد الحميد بركات" الأمين العام لحزب الاستقلال فقال إن الوضع السياسي الراهن في مصر يعود بنا إلى ما قبل ثورة 25 يناير بل أسوء بكثير ، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية القادمة سيتم تزويرها لصالح المشير "السيسي" وعودة حكم العسكر الذي ظل 60 عاماً يحكم مصر ، لافتاً إلى أن كلمة المصالحة قالها "السيسي" على استحياء ، ولكن من بيده تحقيقها هو الشعب الذي يخرج في مظاهرات عديدة في كافة أنحاء مصر منذ ثلاثة أشهر وقتل وسجن منه آلاف لا يمكن أن يقبل مبدأ المصالحة . وأضاف أن كافة المبادرات التي طرحت بغرض الخروج من الأزمة الحالية فيها نوع من الموائمة مشيراً إلي أن الحل الوحيد لتحقيقها هو أن يتنازل الطرفان ، و لكن السؤال عن أي شيء يتنازل الشعب المصري هل يتنازل عن شرعيته وحريته و استحقاقاته الديمقراطية التي اكتسبها بحكم القانون والدستور والإرادة الشعبية ، لا أظن ذلك ، مؤكدا أن المصريين لن يفكرون بالمصالحة إلا بعد أن يرضخ "الانقلابين" مفهوم الشرعية وقال بركات أن معظم المبادرات المطروحة الآن تفرض القبول بالوضع الراهن وهذا ما لن نقبله ، حتى مبادرة البديل الحضاري غير مقبولة من الثوار لأن فيها كثير من التنازلات . الوضع الحالي مضطرب ووصف "أحمد مولانا" المتحدث الرسمي لحزب الشعب على الأوضاع السياسية الحالية قائلاً ، الأوضاع الحالية بالمضطربة معتبرا ما حدث في 30 يونيه "انقلابا على الشرعية وأن الأمور لن تستقر إلا بسقوطه و نسف ما ترتب عليه والعودة من جديد إلى المسار السياسي الانتخابي السليم . وقال إن قبول فكرة المصالحة مبني بالأساس على مبدأ القصاص لدماء الشهداء ومحاسبة من أجرم في حق الشعب المصري منذ 25 يناير وحتى الآن و أي مصالحة تخرج عن هذا لن تكون مصالحة حقيقية. لافتا إلى أن المبادرات التي تخرج من "إخوان بلا عنف" غير منطقية فهم مجموعة لا نعرف لها تاريخ سياسي فضلاً عن أنهم يسيرون في اتجاه دعم السيسي و 3/7 غير استخدامهم كأداة إعلامية في يد النظام لتشويه الطرف الرافض للانقلاب . مشهد مرتبك من جانبه صرح "صبرة القاسي " القيادي السابق بتنظيم الجهاد ومؤسس الجبهة الوسطية لمواجه العنف ، أن المشهد الحالي مرتبك جدا فمصر الآن محاصرة ما بين عناد الجماعة و أنصارها و ملل الشعب المصري من سوء تصرفها و الاعتداءات المتكررة و محاولة تحويل الحالة المصرية لحالة من الصراع ودعوات استدعاء الخارج ، بل ووصل الأمر في بعض الأوقات إلى إدخال أطراف خارجية داخل المشهد السياسي و ضد مصلحة الوطن . لافتا إلى أن محاولة التصدي لخارطة الطريق و انتخابات الرئاسة لن تصل بنا إلا إلى طريق مسدود. أما فكرة الصالحة فيجب أن تكون الظروف مهيأة لها، مشيرا إلى أن الظرف الحالي لا يسمح بذلك . وأضاف القاسي أن تحركات الإخوان و أنصارهم على الأرض حاليا لا تسمح لأحد بالكلام على المصالحة فهم مستمرون في الانتحار حتى أخر نفس كما أن المبادرات المبنية على تجاهل إرادة الشعب المصري و مجاملة طرف على حساب آخر لن تؤتى ثمارها و ستموت قبل أن تولد ، ويجب على من يطرحون تلك المبادرات مراعاة مشاعر الشعب المصري و حالة الرفض التي يعيشها تجاه الإخوان نتيجة استكبار هم وتعاليهم واستمرارهم في نهج سياسة العنف .