حذرت جمعية "أطباء بلا حدود" من انتشار فيروس إيبولا "الحمى النزفية" في غينيا، مشيرة إلى أن هذا البلد الأفريقي "يشهد وباءً غير مسبوق". و"أطباء بلا حدود" هي منظمة مساعدات إنسانية دولية غير حكومية تتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرا لها. وحذّر ماريانو لويجي منسق "أطباء بلا حدود" في العاصمة الغينية كوناكري في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه اليوم من أن الأمر يتعلق ب"وباء اتخذ أبعاداً لم نشهد له مثيلاً من ناحية الانتشار وأعداد المصابين". وتشهد غينيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي انتشاراً غير مسبوق لفيروس (إيبولا) تسبب في مقتل 78 شخصاً من أصل 122 مصاباً وفقاً لأحدث تقرير أصدرته وزارة الصحة الغينية يوم السبت الماضي. وأشار البيان إلى أن "أطباء بلا حدود تدخلت تقريباً في جميع الحالات التي أعلن فيها عن وجود فيروس إيبولا في الأعوام الأخيرة لكن جميعها كانت متركزة في مناطق نائية، وهو ما يعقد إلى حد كبير مهمة المنظمات العاملة للسيطرة على الوباء". ويتابع البيان أن جمعية أطباء بلا حدود قد عززت من تواجد فرقها على الميدان عبر تجنيد 60 طبيبا مغترباً من ذوي الخبرة" سيقع توزيعهم بين كوناكري وجنوب شرقي البلاد ابتداءً من الآن، وحتى آخر الأسبوع للحد من انتشار فيروس إيبولا". وذكرت "أطباء بلا حدود" في بيانها أن "أكثر من 40 طنا من التجهيزات وقع نقلها بالطائرات لمحاولة السيطرة على العدوى بصفة أسرع". "ميشال فان هيرب" المختص في علم الأوبئة أشار في البيان إلى أن سلالة "زائير" لفيروس إيبولا (فيروس إيبولا اشتق إسمه من نهر في شمال نهر زائير، في جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا) هي الأشرس والأكثر فتكاً على الإطلاق وهي تؤدي بحياة 9 أشخاص من كل 10 مصابين. وأضاف المختص أنه "لإيقاف الوباء، من المهم تتبع سلسلة انتقال العدوى، يجب رصد جميع الأشخاص الذين من المحتمل أن يكون المصاب قد اتصل بهم وقد يكونوا بدورهم قد أصيبوا بالمرض، يجب مراقبتهم وعزلهم منذ أولى علامات الإصابة" حسب رأيه. وأضاف فان هيرب أنه "على السلطات الغينية ومنظمة الصحة العالمية تمكين الهياكل الطبية من الوسائل اللازمة لاتخاذ جميع التدابير الصحية اللازمة". ووقع اكتشاف فيروس إيبولا سنة 1976 في السودان وزائير سابقاً (جمهورية الكونغو الديمقراطية) وهي المرة الأولى التي يصل فيها إلى غينيا، ويصل معدل الوفيات التي يسببها الفيروس إلى 90%.